"المخرج المسرحي توفيق الجبالي يكتب عن فن التصفيق : " في التصفيق فن ليس البرود دائما جنسيا
الشعب نيوز / ناجح مبارك - نشر الفنان المسرحي توفيق الجبالي على جداره نصا هاما بمثل مقاربة لعلاقة الفنان بالجمهور وخلفيات التفاعل اثناء وبعد العرض المسرحي بالتصفيق وهذا ما دون بشكل عام، "يمكن اعتبار التصفيق بعد العروض الفنية على أنه إشادة من الجمهور بالأداء الذي شاهدوه، وهو تعبير عن تقديرهم للعمل الفني وجهود الفنانين.
وبالتالي، يمكن اعتبار قيمة التصفيق بعد العروض الفنية على أنها تعبير عن نوع من الاعجاب بالمنجز الفني و الاشادة به و شكل من اشكال تشجيع للفنانين على مواصلة إبداعهم .و المتعارف عليه أن استمرار التصفيق و مدته هي الدال على درجة الاستحسان."
* تصفيق لمدة نصف ساعة
"هناك لحظات ملحوظة في تاريخ العروض المسرحية حيث قدم الجمهور تصفيقًا شديدًا ومطولًا ، ولا سيما خلال العرض الأول للباليه الروسي "ربيع المقدس" عام 1913 لايغور سترافينسكي، وقد صفّق وصفّر لمدة نصف ساعة.
ومن بين الأحداث المميزة الأخرى أداء المغنية الإيطالية لينا كافالييري في عام 1907، حيث حصلت على أكثر من 65 دعوة من الجمهور لأدائها لأغنية "فيسي دارتي" من أوبرا توسكا."
* الجمهور التونسي شحيح
"للأسف لا ينطبق هذا الأمر بتاتا على الجمهور التونسي الشحيح في التعبير عن استحسانه للعمل والاندماج معه مهما كانت درجة استمتاعه إذ لا يتجاوز تصفيقه سوى بعض ثواني و منهم من يقوم بمغادرة القاعة حتى أثناء قيام الممثلين بتحية الجمهور أو يبقون شاخصين في مقاعدهم دون أدنى ردة فعل و هذا ما يعتبر اهانة لا مثيل لها و سلوك غير متحضر و مشين مهما كان قبول العمل من عدمه …ليس البرود دائما جنسيا .
حدث ان اكون انا فوق المسرح و يحصل ذلك أمامي فأرد الفعل بعنف .. ذات ليلة كان في الصف الامامي "( فيلسوف كما يقدم نفسه له اسم نحوي ) و اثناء تحية نهاية العرض بقي جالسا في معقده شاخصا فينا ، استفزني ذلك فقلت له : مالك لا تتجاوب ، هل لك مشكلة بين فخذيك ؟؟؟؟
رسام كاريكاتور متقاعد في لابريس ( اسمه رقمي) : بمجرد انتهاء العرض و نحن نحيي الجمهور اجتاز الممر نحو الخروج بكل وقاحة و لم يعرنا اي اهتمام فعايرته امام الحاضرين..
في النهاية، يتضح أن شح الجمهور في التعبير أثناء التصفيق يعكس رواسب من العوامل النفسية و تأثيرات التربية والثقافة و التي ، تلعب دورًا مهمًا في تحديد كيفية التعبير عن ردود الفعل تجاه الاعمال الفنية باعتبارها كغيرها من المواد الاستهلاكية النفعية تنفي قواعد اللياقة و الاحترام ...هذه العوامل تساهم في خلق سياق نفسي فريد، يبرز التباين في سلوك الجماهير أثناء تقديم الأعمال الفنية . "