ثقافي

العرض الاول لفيلم "الابرة "لعبد الحميد بوشناق : الاطفال مزدوجو الجنس ضحايا تخلف القانون ام المجتمع

الشعب نيوز /ناجح مبارك - قدم المخرج عبد الحميد بوشناق امس الخميس 30 نوفمبر 2023 ,العرض الاول لفيلم "الابرة " وهو الفيلم الثالث في مساره الابداعي في الفن السابع بعد "دشرة "و"فرططو الذهب ".

هو فيلم تم دون دعم من الوزارة. نال استحسان لجنة انتقاء الافلام الطويلة ضمن المسابقة الرسمية بايام قرطاج السينمائية والتي لم تتم وتمكن الفنان عبد الحميد واخيه الفنان الموسيقي حمزة بوشناق من انتاج العمل بمساعدة من عائلة الكيلاني الداعمة للمشروع .

ذكر ام انثى *

الفيلم من بطولة بلال سلاطنية في دور "دالي "الاب وفاطمة صفر الام، مع الوالد جمال المداني والام صباح بوزويتة ولا شيء ضمن مسار الفيلم يوحي بالحيرة تحول الاحداث لتطرق باب الدراما والماساة ذلك ان موظف اطار ببنك يعيش،حالة من الاستقرار العاطفي،وانتظار مولود بعد اربع سنوات من الانتظار .

ولكن وان كان الحمل يسيرا فان الولادة عسرت العلاقة بين الزوجين لتدخل العائلة مسار الصعوبات بعد الانجاب اذ يكتشف" دالي" البطل مع زوجته ان الابن لا هو ذكر ولا انثى وولد بجهازين تناسلين في آن مما يقتضي اجراء عملية لنسف هذا الجهاز او ذلك . وتمعن الطبيبة المباشرة في الضغط النفسي المسلط على الزوجين بعد ان طلبت منهما وفي ظرف ثلاثة ايام تحديد امكانية الابقاء على حالة الذكر ام الانثى وهذا ما يتطلب تدخلا جراحيا

امعن المخرج عبد الحميد بوشناق في اختبار قدرة الاب بلال سلاطنية على تحمل الارباك والارتباك وهذا ما اثر على العلاقة بالزوجة التي بدت اكثر عقلانية وتعلقا بالابن والذي لا تعرف له جنسا محددا فمرة عبد العزيز ومرة نور وهو اختيار عائلي من الجد باعتباره يحمل نفس،الاسم للذكر كما للانثى ...كيف يواجه الاب مصيره كيف يواجه العائلة والامر والمجتمع كيف يتجاوز قسوة المجتمع وتخلف مقارباته .

صورة في مدار البيت الضيق *

يذكر ان الفيلم تم تصويره لمدة عشرة ايام فقط في في منزل ضيق في طابق ثالث وهو اختبار لاسلوب المخرج في التصوير في مدار ضيق لتحرك الصورة وهو ما مكنه من اقتناص لحظات تصوير ومواقف مشاعر استثنائية وتمكن من توجيه الكاميرا وحسن ادارة الممثلين بلال سلاطنية وفاطمة صفر امام صراخ الابن الباحث عن هويته المضطربة وحالات البهجة الظرفية التي تسعى الام صباح بوزويتة المتعلقة بالابن والمتالقة في آدائها

 ويحكم المخرج ورعد تجارب "الدشرة "و"فرططو الذهب" التحكم في مسار الفيلم وتامين لغة سينمائية منغمسة في واقع تونسي يراوح بين العنف والقسوة واللين والحنان في آن. هذا في علاقة بالابناء،كما بالاباء وتمكن المخرج من اقتناص لحظات الاحاسيس الصادقة والمفرطة في عنفها احيانا.

تخلف القانون وخلاف المجتمع *

موسيقى حمزة بوشناق اعطت للحظات التوتر في الفيلم ولحظات البحث عن مخارج من الضغط النفسي المسلط على العائلة متنفسا آخر وبدت المقاطع الموسيقية في صميم الفعل الدرامي ورغم الالم يبحث هذا الفيلم "الابرة "عن لحظات كسر الانتظار ولحظات فرح من خلال الحوار ودور الوالدة صباح بوزويتة لتخفيف العبء الدرامي على العائلة وهو عبء تتقاسمه عدة عائلات والحل لم يات من رجل الدين في الفيلم لان الدين ذاته لا يملك اجابة مقنعة سواء ترك الحرية للطفل كي يختار عند البلوغ ان يختار ان يكون ذكرا ام انثى وعندها يمكن اجراء عملية ولا يمكن ذلك في الصغر والاسئلة تطرح قانونيا اذ ان قانون 2017 فرض موافقة الوليين الاب والام ويغفل راي المعني بالامر .

الفيلم ينزل الى قاعات السينما يوم السادس من ديسمبر .