"المشهد السياسي و الاجتماعي و أثره على مصير المواطن: "تونس و خريجي الجامعات نموذجا
الشعب نيوز / الأستاذة منيرة العلاڨي باحثة دكتوراه بكلية الآداب بصفاقس - تشعب الحياة و إستعصى شأنها، أمر قتل خمول الذهن و بعث فينا القلق الدائم و الحيرة المستمرة بين تيه العامي و فطنة الفيلسوف تكمن الطرافة و تولد لذة التفكير.
تمزق الروح و شرادة الفكر لا تترك المفكر هنيئا، و نحن إخترنا الضياع بين أسئلة الكون و الوجود، لغاية في أنفسنا إنها السبيل لكسر سيزيفية الحياة المميتة فإخترنا أن نكون مثل "بومة مينيرڤا التي لا تبدأ في الطيران إلا عند الغروب".
ربما لحكمة نعتبرها أخذا بإستتباعات واقعية تكون دلائل يحال الطعن فيها.
الخطاب لن يكون فكا للرموز بقدر ماهو توضيحا و بيانا لإحراجات صابتنا نحن أبناء وطن بقدر ما تهنا فيه عشقا قابلنا بالهجر و النكران، اللوم ليس إليه و إنما لمن تعاقبو عليه، منظومات سياسية توالت على الحكم فيه و توالت على تهميش و إغتصاب هوية كل مثقف واع أفنى أيامه و لياليه بين عمل و علما لعله يدرك الطموح المنشود بعد سنوات معدودات و لكن الهلع أصابنا بعد الظفر بالشهادات الجامعية، هنا يبدأ التنكيل و تصفف المعضلات و نصبح مجانين في الشوارع بما يناهز عشر سنوات جامعية أو راكبي قوارب منية مجهولة المسار و المرسى، فضلناها على وطن تنكر لنا و قسى.
قد نكون أيضا بائعين متجولين يزج بنا في السجن و الزنزانة لأننا نبيع فطائر على الرصيف و لا نحمل ترخيصا للفطائر، فما ذنبنا إن كنا نحمل شهائد جامعية أفنينا فيها حلو العمر و ريعان الشباب. أما لمن يجهل الحال و يرغب في الإطلاع على الأمر المقيت فليتطلع في ملف التعليم اليوم و ليتبصر جيدا في العنف المسلط على المدرسين النواب من معلمين و أساتذة و خاصة هذه الفئة الأخيرة التي عانت الأمرين طيلة عقد و نصف و الأمر على حاله حد اللحظة و نحن في دولة يحكمها القانون لا الغاب، إنها جريمة ضد الإنسانية، هذا أقل ما يمكن ان يقال في الوصف.
هنا، و هذا، و هكذا، وطني إنها نهاية مخيفة و مرعبة لأن الأمثال مما عددنا كثيرة و لا تنتهي.
الرؤية في بلادي ضبابية و عاتمة، تنعدم فيها الأمنية و أوراق الخريف هنا تملأ المكان و بيبنوغرافيا ظلمتنا، أما الجغرافيا لا دخل لها بموت الحلم من حياته.
في الحقيقة كنه الجرم يؤسره التاريخ، أما رمي الملام عليه يعد ظلما، لكن حتمية التقصي ضرورية و تجني ساسة بلدي بولغ فيه، أحدثكم عن زمن شيدت فيه بيع ثروات بلدي فتاه الجميع خصاصة أما نحن الخريجين البائسين لحالنا وصل الأمر للمساس بالكرامة و المبدأ، بعد بيع ثروات بلدي أحذركم فقد أستهدفت الذمة.
وطني عزيز و فجره آت لا محالة و فجرنا لن يتأخر اكثر.