محمد الشريف : مواصلون على الدرب نفسه للنهوض بقطاع الاشغال العمومية والاسكان والبيئة
الشعب نيوز / صبري الزغيدي - في استعراضه لمختلف نشاطات الجامعة العامة للاشغال العمومية والاسكان والبيئة خلال اشغال المؤتمر العادي للجامعة المنعقد اليوم الاثنين 25 ديسمبر 2023 برئاسة الاخ صلاح الدين السالمي الامين العام المساعد بالاتحاد، أكد الاخ محمد الشريف الكاتب العام للجامعة ان نقابيات ونقابيي أكثر من 100 نقابة مواصلون على نفس الدرب للنهوض بالقطاع.
وابرز الاخ محمد الشريف ان المؤتمر يعتبر محطّة نضالية في توطيد وتدعيم أركان الهياكل النقابية، وتمتين وحدة نقابيي القطاع وتثبيت وترسيخ قيم ومبادئ حشاد من أجل تلبية مطالب شغيلة القطاع في الذود عن كرامتهم وتجسيد تطلّعاتهم في مسار مهني لائق.
وبيّن الاخ الشريف ان المؤتمر ينعقد في ظل وضع سياسي اقتصادي واجتماعي غير مسبوق لم تعهده البلاد منذ الاستقلال يتّسم بتراجع كبير في كلّ المؤشرات الاقتصادية مع ارتفاع نسبة التضخّم وتدنّي نسبة النمو بالإضافة إلى إرتفاع نسبة البطالة والفقر وغيرها، الامر الذي أثّرعلى الوضع الاجتماعي بالبلاد ممّا إنعكس سلبا على المقدرة الشرائية للأجراء وعموم المواطنين نتيجة الإرتفاع المهول للأسعار في ضلّ عدم قدرة الدولة السيطرة على مسالك التوزيع، إضافة إلى شروع الحكومة في رفع الدعم في مجالات عدّة كالطاقة وخاصّة المواد البترولية والكهرباء، علاوة على فقدان عديد المواد الغذائية في الآونة الأخيرة .
ولقـــد خلقت مثل هذه الأوضاع حالة من الإحباط وعدم التفاؤل بالمستقبل خاصة عند شريحة كبيرة من شباب تونس الذي خيّر الهجرة عبر قوارب الموت في لحظة يأس من مستقبلهم.
ولخّص الاخ محمد الشريف نشــــاط المكتب التنفيذي للأربـــع سنوات المــــاضية ، حيث عقدتلا ندوات إطارات في أغلب المؤسسات الراجعة بالنظر للقطاع ، كما كان للجامعة عديد التنقلات لأغلب الجهات في إطار الإشراف على إجتماعات عامة ومؤتمرات لنقابات أساسية وفروع جامعية وكذلك للمشاركة في عديد التظاهرات منها تكريم عديد الزملاء الذين أحيلوا على شرف المهنة، فضلا عن المساهمة الفعالة في كل التظاهرات التي نظمها الإتحاد العام التونسي للشغل وآخرها التجمع العمالي يوم 4 ديسمبر 2023 في رحاب قلعة النضال ساحة محمد علي بإشراف الأخ نورالدين الطبوبي الأمين العام للإتحاد .
الاخ الكاتب العام اكد ان الوضع الصعب الذي تمر به البلاد على جميع المستويات قد انعكس سلبا على مستوى العلاقات القائمة بين الإتحاد والسلطة، وخاصة أزمة الحق النقابي ما بعد 25 جويلية2021 والتي كان هدفها ضرب الاتحاد العام التونسي للشغل منطلقها كان المنشور 20 ثم المنشور 21 ممّا أدّى إلى تعطل الحوار الاجتماعي وتوتّر المناخ العام وكان وسيلة لعرقلة التفاوض في مخالفة تامة للاتفاقية الدولية رقم 98 التي تنظّم المفاوضة الجماعية وذلك ضرب صارخ لأهم مبادئ الحوار الاجتماعي، حيث مارست السلطة الضغط والحصار على النقابيين وعلى المنظمة، وذلك عبر الهرسلة بتهم كيدية.
ولفت الى ان السنتين المنقضيتين، كانتا مليئتان بالأحداث المتسارعة وكانت لها نتائج وخيمة إقتصاديا وإجتماعيا من غلاء في المعيشة وإنخرام في المنظومة الجبائيّة وإيقاف الانتدابات وذلك تكريسا لسياسة ممنهجة عبر تخلي الدولة عن دورها الإجتماعي وعن القطاع العام والوظيفة العمومية.
وقد كان موقف الجامعة واضحا منذ البداية ولازلت على هذا الموقف الذي يرى بضرورة وحتمية الانتصار لإنتظارات الشعب من خلال تكريس مبدأ الديمقراطية وإقرار الأمن القومي والغذائي كضرورة مبدئية لا تراجع عنها، مبرزا ان غياب الإصلاحات التي من شأنها أن تنهض بالبلاد في سبيل تحقيق الرقي وإنعدام المبادرات التي يجب تبنيها من طرف الحكومات جعل هذه الأخيرة تلتجئ إلى أسهل الحلول المتوفرة وهو واقع الحال ونقصد بذلك الإلتجاء إلى الإقتراض الخارجي وهو ما ينعكس سلبا على باقي المعطيات الاقتصادية والاجتماعية نظرا لإرتفاع نسبة المديونية والأهم من ذلك الإرتهان لدى الصناديق المانحة وما ينجر عنه من فرض إملاءات خارجية وأجنبية تهدد إستقلالية وسيادة القرار الوطني.
* صعوبات في النشاط القطاعي
الاخ محمد الشريف بيّن أن الفترة النيابية السابقة تميزت بالعديد من الصعوبات أثّرت سلبا على النشاط القطاعي وكذلك على النشاط النقابي العام وأهمّها ما رافق تفشّي وبــــــــاء الكورونا من شلل لجميع المرافق، مشيرا الى ان الجامعة حاولت خلالها العمل على حثّ الإدارة لتوفير مستلزمات الوقاية والحماية للأعوان أثناء آدائهم لمهامهم كما عملت على تجاوز بعض الصعوبات التي أعاقت وصول هذه المستلزمات على ندرتها.
كما وضح الاخ الشريف ان الجامعة حرصت على التواجد في كافة اللجان المتعلقة بالمسار المهني للأعوان وخاصة الانتدابات و الترقيات (والترقيات الاستثنائية الخاصة بالسلك الإداري) بالملفات لكل الأسلاك والتكوين والترسيم والإدماج والتقاعد المبكر والحركات السنوية والنقل والبطاحات).
* تكوين نقابات اساسية
وابرز الاخ محمد الشريف ان الوضع أصبح يفرض ضرورة التوسع والإنفتاح على غالبية الأسلاك بالإدارة المركزية وذلك أخذا في الإعتبار خصوصية مطالب مختلف الأسلاك التي أصبحت تحتم إفراد كل منهم بنقابة أساسية خاصة به على أن تكون هذه النقابات الأساسية تحت الإشراف المباشر للجامعة العامة للأشغال العمومية والإسكان. وقد تم في مفتتح سنة 2023 تكوين ثلاثة نقابات أساسية وهي النقابة الأساسية لموظفي وزارة التجهيز والإسكان والنقابة الأساسية لتقنيي وزارة التجهيز والإسكان والنقابة الأساسية لعملة وزارة التجهيز والإسكان.
* الصراع العربي الصهيوني
من ناحية أخرى،عرّج الاخ محمد الشريف على الوضع العربي والاقليمي، وبيّن أن هذه الفترة تميزت باحتدام الصراع العربي الصهيوني وتدهور الأوضاع في فلسطين إنسانيا، أما على مستوى الطرح النضالي فإن الجامهة تحيّ المقاومة الفلسطينية التي أظهرت تحولا نوعيا وجذريا في مستوى العمليات العسكرية والتي كبلت العدو الصهيوني المدعوم غربيا وخاصة أمريكيا عديد الهزائم الميدانية والعسكرية وقد أظهرت القوة العسكرية الصهيونية كفزاعة من ورق لا تجرأ إلا على المدنيين العزّل الذين لاقوا الويلات جرّاء القصف والاستهداف الممنهج لغاية تهجير كل فلسطينيي غزة.
في هذا الإطار، اوضح الاخ محمد الشريف ان الجامعة العامة للأشغال العمومية والإسكان والبيئة لها موقف واضح تجاه القضية الفلسطينية عبر المشاركة في كل التحرّكات الإحتجاجية المناهضة للكيان الصهيوني ، كما أعربت الجامعة عن موقفها تجاه اللائحة الصادرة عن أشغال المؤتمر 31 للإتحاد الدولي للخدمات المنتسبة له حيث استنكرت ما ذهبت إليه اللائحة التي وضعت الشعب الفلسطيني الضحيّة والمستباح في نفس المنزلة مع الكيان الصهيوني الاستيطاني ، وأكّدت بأن ما تأتيه الآلة العسكرية للكيان الصهيوني هو عين الإرهاب في خرق واضح لكافة المواثيق الدولية .
وختم الاخ محمد الشريف تدخله بتقديم الشكر والعرفان لكل أبناء القطاع ومناضليه لانضباطهم النقابي والتزامهم المطلق لكل مقررات الجامعة العامة ومخرجات هيئاتها الإدارية وسعيهم الدؤوب والمتواصل للنهوض بالقطاع، كما شكر كل من ساند ودعم الجامعة العامة طيلة هذه الفترة النيابيّة من الأخوة في المكتب التنفيذي الوطني وعلى رأسهم الأخ نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل.