إسرائيل" تركز عملياتها في جنوب غزة وسط خلاف مع واشنطن حول قيام دولة فلسطينية"
غزة / وكالات - يركّز الكيان الصهيوني اليوم السبت 20 جانفي 2024 عمليّاته العسكريّة في جنوب قطاع غزّة حيث أفادت حركة حماس بإستشهاد 90 شخصا ليلا على الأقل، وسط خلاف بين الكيان الصهيوني وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن إقامة دولة فلسطينيّة.
وذكر شهود أنّ القوّات الصهيونيّة قصفت ليل الجمعة السبت جنوب قطاع غزة، خصوصا خان يونس (جنوب) التي باتت البؤرة الجديدة للقتال البرّي والغارات الجوّية، بعدما تركّزت المرحلة الأولى من الحرب في شمال القطاع.
وأسفت منظّمة الصحة العالميّة لـ"ظروف الحياة غير الإنسانيّة" في القطاع الساحلي الصغير الذي يفتقر سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى كلّ شيء، بما في ذلك الاتّصالات.
وأعلنت شركة الاتّصالات الفلسطينيّة "بالتل" مساء الجمعة عودة الاتّصالات تدريجًا في مناطق مختلفة من القطاع بعد انقطاعها ثمانية أيّام متواصلة هي أطول مدّة منذ بدء الحرب.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الجمعة أن نحو 20 ألف طفل ولدوا "في جحيم" الحرب غزة منذ 7 أكتوبر 2023 في "ظروف لا يمكن تصورها، بينما عبرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن قلقها بشأن عدد "النساء والأطفال" ومحذرة من صدمة "على مدى أجيال".
في الأسابيع الأخيرة، دعت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني والداعم الأساسي لها في حربها ضدّ حماس، الجيش الصهيوني إلى خفض عدد الضحايا المدنيّين في عمليّاته، وكرّرت دعمها إقامة دولة فلسطينيّة، وهو موضوع في صلب الخلاف بين واشنطن وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وصرّح نتانياهو الخميس بأنّ بلاده "يجب أن تضمن السيطرة الأمنيّة على كلّ الأراضي الواقعة غرب (نهر) الأردن"، قائلا إنّه أوضح ذلك "لأصدقاء الصهاينة الأميركيّين".
وشدّد نتانياهو على أنّ "هذا شرط ضروري ويتعارض مع فكرة السيادة (الفلسطينيّة)".
وسارع الفلسطينيّون إلى التنديد بهذه التصريحات، وتحدّثت واشنطن من جهتها علنًا عن خلاف مع حليفتها حول هذه القضيّة.
وغداة إدلائه بهذه التصريحات، تحادث نتانياهو مع الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة، في أوّل اتّصال بينهما منذ شهر وسط توتّر بشأن مرحلة ما بعد حرب غزّة.
وأعلن البيت الأبيض الجمعة بعد المكالمة بين بايدن ونتانياهو أنّ الكيان الصهيوني سيسمح بشحن الدقيق للفلسطينيّين في قطاع غزّة عبر ميناء أشدود. ويأتي ذلك بعد أيّام على مطالبة الأمم المتحدة الكيان المحتل بالسماح باستعمال الميناء لإيصال المساعدات الإنسانيّة العاجلة إلى القطاع المحاصر بالكامل منذ بدء الحرب.
وسط هذه التطوّرات، اتّهم مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل ليل الجمعة الكيان الصهيوني بأنها "موّلت" حركة حماس. وقال بوريل "نعتقد أنّ حلّ الدولتين يجب أن يُفرَض من الخارج بغية إحلال السلام"، مضيفا "أُصِرّ على أنّ الكيان المحتل ، عبر الاستمرار في رفض هذا الحلّ، قد أسّست حماس بنفسها".
وتابع بوريل في خطاب باللغة الإسبانيّة في جامعة بلد الوليد في إسبانيا التي منحته دكتوراه فخريّة "حماس مُوّلت من الحكومة الصهيونيّة في محاولة لإضعاف سلطة فتح الفلسطينيّة. لكن في حال لم نتدخّل بحزم، فإنّ دوّامة الكراهية والعنف ستتواصل من جيل إلى آخر، ومن جنازة إلى أخرى".
ويؤدّي الصراع الذي سبّب كارثة إنسانيّة في غزة، إلى تفاقم التوتّر بين الكيان الصهيوني المدعوم عسكريًّا من الولايات المتحدة، و"محور المقاومة" الذي يضمّ إلى جانب إيران كلًّا من حماس والحوثيّين وحزب الله اللبناني.
وقال الجيش الصهيوني إنّه ضرب مواقع لحزب الله في جنوب لبنان الجمعة، حيث دُمّرت ثلاثة منازل على الأقلّ، حسب وكالة الأنباء الرسميّة اللبنانيّة. وتبنّى حزب الله من جهته ثلاثة هجمات على الأراضي الصهيونيّة.
وشنّت الولايات المتحدة ضربات جديدة الجمعة ضدّ الحوثيّين في اليمن، قائلة إنّها تتصرّف "دفاعا عن النفس" في مواجهة هجمات متكرّرة يشنّها المتمرّدون اليمنيّون على السفن التجاريّة في منطقة بحريّة حيويّة للتجارة العالميّة.
علاوةً على ذلك، نفّذت مجموعات قريبة من إيران هجمات استهدفت القوّات الأميركيّة في العراق وسوريا، ما استدعى ردا من الولايات المتحدة.
كما ساد توتّر شديد بين إيران وباكستان هذا الأسبوع، مع عمليّات قصف متبادل بين البلدين. لكنّ الدولتين اتّفقتا الجمعة على "خفض التصعيد".