كأس أمم إفريقيا: المغرب مع العائد الركراكي في اختبار حقيقي أمام جنوب إفريقيا
الشعب نيوز / كاظم بن عمار - يخوض المغرب رابع مونديال 2022 الدور ثمن النهائي لكأس أمم إفريقيا أمام جنوب إفريقيا غدا الثلاثاء 30 جانفي 2024 ، بدفعة معنوية بعد استعادة خدمات مدربه وليد الركراكي الذي ألغى الاتحاد الإفريقي إيقافه، فيما تتصارع الجارتان مالي وبوركينا فاسو في لقاء بدني قد يحسمه الفائز بمعركة خط الوسط.
على ملعب لوران بوكو في سان بيدرو، يدخل المغرب الذي تصدر مجموعته بسبع نقاط من الفوز على تنزانيا 3-0 افتتاحا، التعادل أمام الكونغو الديموقراطية 1-1 ثم الفوز على زامبيا 1-0، أول اختبار حقيقي بمنافسة فريق قوي ومنظم بحجّم "بافانا بافانا".
صحيحٌ ان منتخب "أسود الأطلس" فرض نفسه أمام المنتخبات العالمية وكشر عن أنيابه في المونديال الأخير، الا ان اللقب القاري لا يزال يعانده منذ أن احرزه في المرة الوحيدة عام 1976.
وبعد غيابه عن دكة البلاد في لقاء زامبيا اثر ايقافه أربع مباريات، اثنتان منها مع وقف التنفيذ، لأسباب انضباطية على خلفية الاحداث التي شهدتها نهاية المباراة ضد الكونغو الديموقراطية والمشادة مع مدافعها وقائدها شانسيل مبيمبا، يعود الركراكي لقيادة فريقه من الملعب بعد إلغاء عقوبته.
وتشكل عودة المدرب الشاب الى دكة البدلاء دفعة هائلة قبل مباراة جنوب إفريقيا.
احتفل لاعبوه بهدف الفوز في مرمى زامبيا بتوقيع حكيم زياش بقلوب تعبيرية نحو المدرب المتواجد في المدرجات.
وانتقد الاتحاد المغربي قرار نظيره الإفريقي ووصفه بـ"المجحف" و"مجانباً للصواب"، مؤكدا أن الركراكي لم يخالف في أي وقت قيم اللعب النظيف، وتقدم باستئناف معزز بدفوعات قامت لجنة الاستئناف للاتحاد القاري بدراستها ومن ثم قبولها.
مقابل عودة الركراكي، يخشى المغاربة من غياب زياش، الذي خرج بداعي إصابة بكاحله بين الشوطين في مباراة زامبيا. لم يتدرب لاعب غلطة سراي التركي، مصدر الخطورة الكبيرة في صفوف المغرب خلال كل مباريات دول المجموعات، مع المجموعة مذاك، حسب الإعلام المغربي.
وسبق والتقى الفريقان 5 مرات لحساب البطولة، ففازت جنوب إفريقيا في 1998 و2002، فيما فاز المغرب في 2019.
ولعب المنتخبان في مجموعة واحدة في تصفيات البطولة، فتبادلا الفوز كل على ملعبه 2-1.
وعن مباراة جنوب إفريقيا بطلة 1996، قال لاعب الوسط سفيان أمرابط "نريد أن نصل إلى أبعد حد ممكن في هذه البطولة".
وتابع أمرابط الذي يتألق بجانبه عزّ الدين أوناحي "بالنسبة لنا البطولة تبدأ الآن ونعد الجمهور بالعودة بالبطولة".
ويلاقي الفائز بهذه القمة الفائز من لقاء الرأس الأخضر وموريتانيا في 3 فيفري 2024 على ملعب شارل كونان باني في ياموسوكرو.
- "النسور" تصارع "الخيول"
في اللقاء الثاني، يلاقي "نسور" مالي، متصدر المجموعة الخامسة بخمس نقاط، "خيول" بوركينا فاسو وصيفة الرابعة والتي أنهت دور المجموعات بشكل مخيب للآمال، بعد خسارتها أمام أنغولا بهدفين، في لقاء متكافئ يغلب عليه الطابع البدني.
وحسمت مالي التي تخوض البطولة التاسعة تواليا صدارة مجموعتها للنسخة الثالثة على التوالي، وهي ستتمتع بميزة اللعب على أمادو غون كوليبالي في كورهوغو مجدداً.
وبعد فوزها على جنوب إفريقيا 2-0 افتتاحا بأداء قوي، سقطت مالي في فخ التعادل مرتين أمام تونس 1-1 ثم ناميبيا، ويأمل المدرب المحلي إيريك شيل أنّ يعود مهاجم اوكسير الفرنسي لاسين سينايوكو لمغازلة الشباك بعدما سجّل في اول لقاءين، وأنّ يقدم لاعبو الوسط إيف بيسوما (توتنهام الإنقليزي) وأمادو هايدارا (لايبزيغ الألماني) أفضل مستوياتهم.
على غرار مالي، بدأت بوركينا فاسو البطولة بأفضل شكل بالفوز على موريتانيا 1-0 ثم التعادل أمام الجزائر 2-2، لكنّها خسرت أمام أنغولا 0-2 في شكل مفاجئ.
ويأمل المدرب الفرنسي أوبير فيلود أن يستعيد المهاجمين برتران تراوري (أستون فيلا الإنقليزي ) ومحمد كوناتي (أحمد غروزني الروسي) حدتهما الهجومية وأن يستغل لاعبوه المؤازرة الجماهيرية الكبيرة التي تحظى بها بوركينا فاسو التي تقع شمال شرق كوت ديفوار .
ومن المتوقع أن يتأهل الفريق القادر على بسط سيطرته على خط الوسط أقوى خطوط الفريقين.
ويلعب الفائز بهذه المباراة أمام الفائز من كوت ديفوار والسنغال في 3 فيفري 2024 على ملعب السلام في بواكي.
* كأس أمم إفريقيا: جداريات في أبيدجان تحكي قصة الكرة الإيفوارية
من رفع المدافع كولو حبيب توريه لكأس 2015 مروراً بصرخة "الفيل" ديديه دروغبا بعد إحرازه هدفاً إلى وجوه أسطورة الكرة بالبلاد الراحل لوران بوكو والراحل عن ثلاثين سنة الشيخ تيوتي، تحكي جداريات ملوّنة حول ملعب بلدية تريشفيل الترابي في قلب أبيدجان قصة كرة القدم في كوت ديفوار الفائزة بأمم إفريقيا مرّتين.
خطّ طلاب في المدرسة الفنية في أبيدجان الجداريات حول الملعب لمناسبة استضافة بلدهم لكأس أمم إفريقيا بين 13 جانفي و11 فيفري 2024 ، للمرة الثانية بعد 1984.
وقرب جدارية عملاقة تصوّر لاعب تشلسي الإنقليزي القائد ديدييه دروغبا الذي قاد بلاده لكأس العالم ثلاث مرات متتالية في 2006 و2010 و2014، قال المهندس المدنيّ إريك أكا (27 عاماً) لوكالة فرانس برس إنها "جداريات مبهجة تروي قصة الكرة في بلدنا وأبرز رموزها".
وتابع بتصميم واضح "خصوصاً اللاعبين المولودين هنا في تريشفيل (أو في كوت ديفوار عموماً) ثم انضمّوا للمنتخب الوطني"، قرب صورة صغيرة لمهاجم بوروسيا دورتموند الألماني والبلاد سيباستيان هالر المولود في ضواحي باريس.
وأشار إلى صورة عملاقة لأسطورة الكرة الإيفوارية في ستينات وسبعينات القرن الماضي لوران بوكو الذي ظلّ لعقود الهداف التاريخي لكأس أمم إفريقيا برصيد 14 هدفاً سجلهم في نسختين فقط 1968 و1970 خلال أربع مشاركات.
وظل رقمه صامدا حتى كسره الكاميروني صامويل إيتو بتسجيله هدفه الخامس عشر في النهائيات في بطولة غانا 2008، قبل أنّ يصل إلى 18 هدفاً إجمالا.
لكنّ بوكو، المولود في تريشفيل ونجم رين الفرنسي، لا يزال يحتفظ برقم قياسي آخر، فهو اللاعب الوحيد في تاريخ البطولة الذي سجل خمسة أهداف في مباراة واحدة، وذلك في مرمى إثيوبيا في بطولة 1970.
وقال أكا بحماس شديد إنّ صورة بوكو التي تجسّده جالساً ضاماً يديه لصدره "تمثل كل ما قدمه لكرة القدم الإيفوارية، خصوصاً في تريشفيل، لأنه نقل الكثير من معرفته لنا".
وأضاف "قام بتدريب أشخاص مثل شيخ تيوتيه وسيكو سيسيه، والعديد من الآخرين الذين انضموا إلى المنتخب الوطني"، إنها "لفتة لتكريم ذكراه ولتعرفه الأجيال الجديدة".
وتجسّد صورة أخرى اللاعب الشيخ تيوتي الفائز ببطولة 2015 والذي لعب لعدة أندية أوروبية أبرزها نيوكاسل يونايتد الإنقليزي في قمة مسيرته (2010-2017).
وتوفي تيوتي عن عمر يناهز 30 عاماً في جوان 2017 إثر إصابته بسكتة قلبية، اثناء مشاركته في التمرينات رفقة ناديه في الصين.
وقال أكا بحزن بالغ "تيوتي ابن هذه المنطقة ونعرف عائلته جيداً. قصته مأساوية للغاية".
على مقربة، تتوسط صورة لرئيس اللجنة المنظمة للبطولة فرانسوا أميتشيا عددا من اللاعبين والرياضيين الإيفواريين مثل العداءة مورييل أهوري.
لكن تظل صورة توري محتفلا بكأس 2015 بعد الفوز على غانا بركلات الترجيح تشكّل "لحظة لا تصدق" في الكرة الإيفوارية بحسب أكا وآخرين.
فكوت ديفوار كانت تملك وقتها جيلاً ذهبياً بقيادة دروغبا ورفاقه لكنّه خسر نهائي 2006 أمام مصر بركلات الترجيح و2012 أمام زامبيا بركلات الترجيح أيضا، بعد إهدار دروغبا ركلة جزاء قبل نهاية الوقت الأصلي بعشرين دقيقة فقط.
وقال أكّا "كانت فرصتنا الأخيرة للفوز بالبطولة. لدينا بطولتان فقط، أقل كثيراً مما نستحق".
وقال الميكانيكي سليمان تولو (54 عاما) وهو يمر بمحاذاة صورة الكأس الذهبية بعد أن تنهد "حين أراها أشعر بالفخر ببلادي، أشعر بالفخر لوجودي في كوت ديفوار . إنه مصدر فخر حقيقي لنا".
وأضاف "هذه ليست مجرد رسومات فقط، إنها تمنحنا الروح المعنوية لدعم الفريق".
وفيما كان في طريقه لمنزله رفقة زملائه بعد انتهاء يومهم الدراسي، قال خضر سلام (14 عاماً) في زيه المدرسي رمليّ اللون "الجداريات تعكس فرحة كوت ديفوار بتنظيم البطولة"، مبدياً حلمه أن يصبح "يوما لاعبا كدروغبا أو توري".
وفي ارجاء المدينة تنتشر رسومات أخرى تصور لحظات مميزة في تاريخ كوت ديفوار ولاعبيها الآخرين كلاعب مانشستر سيتي الإنقليزي يحيى توري وجناح تشلسي سالمون كالو، وحتى يوسف فوفانا نجم بطولة 1992.
وبفوز واحد فقط على غينيا بيساو 2-0 افتتاحا وهزيمتين أمام نيجيريا 0-1 ثم أمام غينيا الاستوائية 0-4، تأهلت "الفيلة" للدور الثاني كأسوأ صاحب مركز ثالث، وهي تصطدم بالسنغال حاملة اللقب الإثنين في ياموسوكرو.
وقال بإحباط "إذا لم تفز كوت ديفوار ، بصراحة سنشعر بخيبة أمل، لكن بهجة كأس أمم إفريقيا لن تراوح مكانها".
لكنه أردف بحماس "سنواصل الذهاب إلى الملاعب ودعم الفرق الأخرى. سيكون هناك دائمًا احتفالًا بكأس الأمم وسنروي لناس قصتنا تماما كما تفعل الجداريات".
* قائد الكونغو مبيمبا يتغزل بالمغرب بعد اشتباكه مع الركراكي
كشف قائد الكونغو الديمقراطية شانسيل مبيمبا عن شعوره تجاه المغرب، على خلفية الخلاف الذي دار بينه وبين مدرب "أسود الأطلس" وليد الركراكي بعد مباراة المنتخبين الأسبوع الماضي في دور مجموعات كأس أمم إفريقيا المقامة في كوت ديفوار.
عند سؤال لاعب أولمبيك مارسيليا الفرنسي عما إذا كان تاريخاً قديماً وراء الاشتباك الذي وقع بعد نهاية المباراة، وتم على إثره توقيع عقوبة إيقاف 4 مباريات على المدرب المغربي، ليتم إلغاؤها بعد استئناف قدمه الاتحاد المغربي للاتحاد الإفريقي للكرة، نفى مبيمبا وجود أي ضغائن تجاه المغرب.
وقال: "أقضي الصيف في مراكش مع زوجتي وأطفالي". ورداً على سؤال عمّا إذا كان يحب المغرب والمغاربة، أجاب مبيمبا: "إذا كنت أذهب في إجازة إلى المغرب مع أطفالي، إذا بالطبع أحب الجميع هناك".
ويسعى المغرب للتأهل لربع نهائي كأس أمم إفريقيا بملاقاة جنوب إفريقيا يوم غد الثلاثاء.