دولي

قصف عنيف على غزة ومعارك متواصلة بين حماس و"إسرائيل" غداة مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم على خلفية الحرب

غزة / وكالات -  يدور قتال عنيف في قطاع غزة الاثنين 29 جانفي 2024 بين حركة حماس و الكيان الصهيوني  الذي يواصل قصفه على مناطق مختلفة من القطاع المحاصر حيث إستشهد 140 شخصاً منذ الأحد، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، في وقت شكّل مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم استهدف قاعدة لهم في منطقة حدودية أردنية الأحد فصلا جديدا من فصول التصعيد في المنطقة.

في الوقت ذاته، تجري محادثات في باريس حول هدنة محتملة يتم بموجبها إطلاق الرهائن الصهاينة ، وقد وصفها رئيس الوزراء الصهيوني ب"البناءة".

على الأرض، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس إستشهاد 140 شخصاً على الأقل في غارات ليلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة وعلى مدينة غزة في الشمال ومناطق أخرى في القطاع.

وبين الشهداء  20 فرداً من عائلة واحدة، وفق المصدر ذاته.

وأعلن الجيش الصهيوني  من جهته أنّ جنوده، بدعم من الدبابات، "تصدّوا وقتلوا عشرات الإرهابيين المسلّحين خلال معارك في وسط غزة" حيث عُثر على كميات كبيرة من الأسلحة. 

في خان يونس التي يقول المسؤولون الصهاينة  إنها تؤوي قادة حركة حماس، نفّذت القوات الصهيونية  "مداهمات لأهداف إرهابية وعثرت على أسلحة ومعدّات عسكرية داخل مقر إقامة إرهابيي حماس"، وفق الجيش الصهيوني. 

ودار قتال عنيف الأحد حول مستشفيي ناصر والأمل اللذين يعملان بشكل جزئي فقط ويؤويان آلاف النازحين الفارين من القصف والمعارك. 

وبحسب الأمم المتحدة، يتكدّس أكثر من 1,3 مليون فلسطيني في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، ويعيشون في ظروف شديدة الصعوبة قرب الحدود المغلقة مع مصر. وزادت قساوة الطقس من هذه الصعوبات، ونقل مصورون متعاونون مع وكالة "فرانس برس" صور خيم نازحين غارقة في الوحول والمياه. 

في  تل أبيب ، طالب متظاهرون الأحد بعدم السماح بوصول المساعدات إلى غزة حتى يتم إطلاق سراح الرهائن، ومنعوا دخول شاحنات المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم قرب رفح.

وانضم عدد من الوزراء الصهاينة  من اليمين المتطرّف الأحد إلى آلاف الصهاينة  الذين تظاهروا في القدس للمطالبة بإعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة. 

واحتل الكيان الصهيوني  قطاع غزة في العام 1967، وانسحب منه في العام 2005.

في هذا الوقت، يستمر الخلاف بين الدولة العبرية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالتفاعل، ويهدّد عمل الوكالة والمساعدات الحيوية التي تقدّمها للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلّة ودول أخرى، وذلك بعد اتهام موظفين في الأونروا بالتورّط في هجوم حماس على الأراضي الصهيونية  في السابع من أكتوبر 2023.

وأعلنت دول مانحة رئيسية للأونروا على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية  أنها ستعلّق موقتاً تمويلها الحالي أو المقبل جراء هذه الاتهامات، بينها الولايات المتحدة الأمريكية  والمملكة المتحدة وكندا وألمانيا وسويسرا وفرنسا. 

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لمنظمة الصحة العالمية الدول المانحة إلى ضمان استمرار المساعدات. 

وطالب الاتحاد الأوروبي الاثنين بتدقيق عاجل في عمل الأونروا إثر "مزاعم في غاية الخطورة". 

وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، قُتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة عسكرية أميركية في الأردن قرب الحدود مع العراق وسوريا.

واتهم الرئيس الأميركي جو بايدن فصائل مدعومة من إيران بتنفيذه.

وهي المرة الأولى التي يُقتل فيها جنود أميركيون منذ بدء الحرب بين الكيان الصهيوني  والحركة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023. 

وقالت واشنطن إن الهجوم تسبب بمقتل ثلاثة جنود وجرح 34 آخرين على الأقل في الهجوم الذي طال مبنى تاور 22 في شمال شرق الأردن والذي يعتبر امتدادا لقاعدة الركبان العسكرية الأميركية الواقعة في جنوب سوريا. 

وكانت "المقاومة الإسلامية في العراق" المؤلفة من فصائل مدعومة من إيران، تبنّت هجمات "بواسطة الطائرات المسيّرة" استهدفت قواعد الشدادي والركبان والتنف في سوريا، مشيرة الى أن الهجمات تأتي في إطار مقاومة "الاحتلال الأميركي في العراق والمنطقة"، و"رد على مجازر" الكيان الصهيوني  في غزة. 

ونفت طهران أن يكون لها أي ضلع في الهجوم. 

وقال بايدن خلال زيارته ولاية ساوث كارولاينا "سنحاسب كلّ المسؤولين، متى وكيفما نشاء". 

ومنذ بدء الحرب في غزة، استهدفت مواقع عسكرية أميركية في سوريا والعراق بعشرات الهجمات التي تبنت غالبتها مجموعات مدعومة من إيران. 

في باريس، التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز الأحد مسؤولين من الكيان الصهيوني  ومصر بالإضافة إلى رئيس الوزراء القطري.

وتتناول المحادثات التي تجري بعيدا عن الأضواء إمكانية التوصل الى هدنة جديدة في الحرب.

وتحدّث مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو عن محادثات "بنّاءة". وقال في بيان إنه "لا يزال ثمة خلافات" بين الأطراف، لافتاً إلى أن الأطراف المعنية "ستواصل مباحثاتها هذا الأسبوع في اجتماعات أخرى".

وأكد مصدر أمني لوكالة "فرانس برس" أنّ الرئيس الأميركي كلّف بيرنز السعي للتفاوض على إطلاق آخر الرهائن الصهاينة  الذين تحتجزهم حماس مقابل وقف لإطلاق النار. 

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ الاتفاق المقترح يتضمّن هدنة لشهرين وإطلاق سراح جميع الرهائن، بالإضافة إلى الإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الكيان المحتل . 

وكانت قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية  توسطت في هدنة طبّقت في نهاية نوفمبر 2023  وأفرج خلالها عن أكثر من مئة من حوالى 250 رهينة خطفوا في الكيان الصهيوني خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 ، وعن أسرى  فلسطينيين من النساء والقصّر من السجون الصهيونية . كما عّلق القتال لأسبوع وأدخلت مساعدات إلى غزة. 

ووفق السلطات الصهيونية ، لا يزال 132 رهينة محتجزين في قطاع غزة، يعتقد أن 28 منهم لقوا حتفهم.