اي مستقبل لحركة النهضة ؟
عديدة هي التساؤلات المطروحة في علاقة بمستقبل الاسلام السياسي وتحديدا مستقبل حركة النهضة بعد 25 جويلية حيث خرج المحتجون بأغلب جهات البلاد مطالبين برحيل منظومة الحكم الفاشلة التي تقودها النهضة منذ عشر سنوات كاملة.
وهنا تتوقف عند ما ذهب اليه الدكتور عبيد خليفي المتخصص في الاسلام السياسي والحركات الجهادية بالتأكيد ان النهضة جزء من المجتمع التونسي وهي الاكثر تنظيما ورغم أنها لم تكن تتوقع ذلك السيناريو الا أنها بصدد اعادة هيكلتها وفي الوقت نفسه الحسم في الصراعات الداخلية وبالتالي فإن مستقبل النهضة مرتبط شديد الارتباط بالمرحلة القادمة ويفسر الدكتور عبيد خليفي خصوصية الظرفية بالنسبة لحركة النهضة بالقول أنها تراهن على فشل اجراءات 25 جويلية وغياب البديل لمشروعهم السياسي الا ان ذلك لا يجب ان يغييب الملفات التي تمثل مصدر تخوف وخشية لدى النهضة ونعني المتصلة بالملفات القضائية من تفسير وإغتيالات سياسية والفشل في ادارة الشأن العام وهو ما يجعلها أمام خياران اما تفجر الحركة وتأسيس حزب جديد او التضحية بقيادة الحركة ورموز الفشل داخلها۔
وفي نفس الاتجاه يرى الدكتور رافع الطبيب ان خروج النهضة سيجردها من آلاف الكوادر التي التحقت بها بشكل انتهازي او في اطار الاشتراك في الغنيمة لذلك بعتق دان النهضة ستعرف حالة ضعف كبيرة وعدم قدرة على تحريك الروافع في المجالات التي تعتبر استراتيجية بالنسبة لأي حزب حاكم الا ان ذلك لا يعني ان النهضة خارج السلطة سيكون مآلها الانحسار النهائي او الاضمحلال النهائي لانها تبقى في اخر المطاف دراعا داخليا لشبكات مصالح اقلية ممثلة لسياسات المحاور التي تسعى للتأثير داخل تونس۔
ويستنتج من خلال قراءات المختصين ان حركة النهضة تعيش مرحلة مفصلية في تاريخها ستكون تداعياتها كبيرة على تحديد بوصلتها في المستقبل خاصة وان الأصوات الرافضة لكيفية ادارة الغنوشي للحركة وهيمنته على قرارتها بدت عالية في الفترة الاخيرة وهو ما يؤشر لتطورات قادمة خاصة في فترة تسبق مؤتمر النهضة القادم۔
لطفي الماكني