كيف يتم استغلال الفصل 21 من مجلة الشغل للتخلّص من العمال؟ شركة MIXAL RIPOLIN للدهن مثال
قال الأخ علي بن علي الكاتب العام المساعد للجامعة العامة النفط والمواد الكيمياوية إن الفصل 21 من مجلة الشغل المتعلق بتسريح العمال لأسباب اقتصادية يمثّل قاعدة يتم استغلالها من قبل الأعراف حتى يتخلصوا من العمال بدعوة الأسباب الاقتصادية.
وأكد الأخ علي في حديث ل"الشعب نيوز" ضرورة أن يتم مراجعة هذا الفصل في اتجاه أكثر عدلا وإنصافا وفي اتجاه مصلحة الطبقة العاملة.
وما تعيشه مؤسسة MIXAL RIPOLIN لصناعة الدهن والكائنة بفريانة من ولاية القصرين ومقرها الاجتماعي ببن عروس والتي كانت تملكها مجموعة حشيشة وأصبح يملكها الآن رجل الأعمال طارق الشريف، إلا مثالا حّيا عن ظلم الفصل 21 من المجلة وما يمثّله من هاجس للعمال.
هذه الشركة كانت لها تجربة مع الفصل المذكور في أكثر من مناسبة، وقامت إدارتها بكل شيء حتى تستغل الفصل جريا وراء الربح والربح الأقصى، ففي 2019 تقدمت بمطلب للإدارة العامة لتفقدية الشغل والمصالحة لتسريح الأعوان عن طريق لجنة مراقبة الطرد بدعوى الصعوبات الاقتصادية، وقد رفضت الجامعة العامة للنفط هذا الطلب لكن رغم ذلك وافقت اللجنة بالأغلبية على المطلب.
في 2020 كرّرت الشركة طلبها متعللة بالأسباب نفسها، وكالعادة رفضت جامعة النفط الطلب مرة أخرى، وقد تبيّن من النقاش مع الممثل القانوني حينها، أن الإدارة تنوي غلق المصنع ونقلته إلى ولاية زغوان للتمتع بالإعفاءات التي توفرها الدولة، كما تبيّن أن هذا الطلب هو طلب الشريك الجديد.
وفي شهر جوان الفارط، تم بيع المؤسسة للرجل الأعمال المعروف طارق الشريف رئيس منظمة "كوناكت"، وفي الشهر نفسه تقدمت الإدارة بمطلب جديد في تسريح عدد من العمال من الذين يعملون في وظائف مهمة، وتطبيقا لقناعتها رفضت الجامعة العامة للنفط الطلب، الأمر الذي أثار حفيظة الإدارة وغضبها باعتبار أن الاتحاد متمسك في التصدي لممارستها.
هذه قصة الفصل 21 الذي بات سيفا مسلطا على رقاب العمال ويستغله الأعراف للخروج من أزماتهم ومشاكلهم الذين تسببوا هم فيها، وجعلوا العمال رهينة وأكباش فداء يتحملون مسؤولية أزمات لم يكونوا هم المتسببون فيها.
صبري الزغيدي