بايدن يقول إن "إسرائيل" ستوقف "أنشطتها" في غزة خلال شهر رمضان
غزة / وكالات - انتعش الأمل في التوصل إلى هدنة بين الكيان الصهيوني وحماس مرة أخرى الثلاثاء 27 فيفري 2024، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن الكيان الغاصب وافق على وقف هجومه في غزة خلال شهر رمضان في إطار اتفاق لوقف لإطلاق النار يجري التفاوض بشأنه، في وقت تهدد فيه الأزمة الإنسانية بالتحول إلى مجاعة في غزة.
وتحاول مصر وقطر والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا ودول أخرى التفاوض على وقف إطلاق نار جديد بين الكيان الصهيوني وحماس منذ عدة أسابيع.
واوضح مصدر في الحركة الإسلامية الفلسطينية أن المناقشات تتعلق بهدنة لمدة ستة أسابيع مرتبطة بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس والسجناء الفلسطينيين الذين يحتجزهم الكيان الصهيوني ، بالإضافة إلى دخول مساعدات بكميات كبيرة إلى غزة.
وقال بايدن خلال مقابلة مع برنامج الفكاهي سيث مايرز على شبكة إن بي سي الأميركية إن شهر "رمضان يقترب وكان هناك اتفاق بين الصهاينة على عدم الانخراط في أنشطة خلال شهر رمضان من أجل إعطائنا الوقت لإخراج جميع الرهائن" المحتجزين لدى حركة حماس.
قال الرئيس الأميركي الاثنين أثناء زيارة إلى نيويورك "آمل أنه بحلول الاثنين المقبل سيكون هناك وقف لإطلاق النار".
وأضاف أن "مستشاري للأمن القومي يقول لي إننا قريبون، نحن قريبون، ولم ننته بعد".
وقال مسؤول صهيوني فضل عدم الكشف عن اسمه لموقع "واي نت" الإخباري إن "الاتجاه إيجابي".
وفي مقابلته مع شبكة إن بي سي، رأى بايدن أن مثل هذا الاتفاق "يمنحنا الوقت للتحرك في اتجاهات تكون العديد من الدول العربية مستعدة لاتخاذها" فيما يتعلق بتطبيع العلاقات مع الكيان المحتل.
أعلنت الرئاسة الفرنسية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أدت بلاده دور الوساطة الرئيسي في حرب غزة، يبدأ الثلاثاء زيارة دولة تستغرق يومين إلى باريس.
ومن المتوقع أن يجري أمير قطر محادثات مع الرئيس إيمانويل ماكرون في الساعة 16,00 بتوقيت تونس في قصر الإليزيه، تليها مأدبة عشاء رسمية.
وكان الأمير قد التقى اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في الدوحة وناقشا الجهود "الهادفة للتوصل لاتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة"، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
إلا أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو أكد مجددا الأحد أن العملية العسكرية التي أمر بالتجهيز لتنفيذها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ستجعل الكيان الصهيوني "على بعد أسابيع" من تحقيق "نصر كامل".
قدّم الجيش الصهيوني الاثنين خطّة "لإجلاء" المدنيّين من "مناطق القتال" في غزّة "فضلا عن خطّة العمليّات المقبلة"، بحسب بيان اصدره مكتب نتانياهو من دون أن يخوض في تفاصيل.
و حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين من أن أي هجوم على رفح المكتظة بالسكان، والتي يريد الكيان الصهيوني إجلاء المدنيين منها لهزيمة حماس بشكل نهائي، "سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش برنامج مساعداتنا".
وتشكّل مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر نقطة العبور الوحيدة للمساعدات الإنسانية للقطاع. ويتكدس ما لا يقل 1,4 مليون شخص في المدينة حيث يحتدم القتال منذ حوالى خمسة أشهر بين الجيش الصهيوني وحركة حماس.
وأفاد فلسطينيون لوكالة "فرانس برس" بأنّهم اضطرّوا إلى أكل أوراق الشجر وعلف الماشية ولحم خيول بعد ذبحها، في حين تتعرض بعض الشاحنات القليلة التي تدخل القطاع للنهب من السكان الجوعى.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 ، بعدما نفّذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب تل أبيب أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا غالبيّتهم مدنيّون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات عبرية رسميّة.
كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 رهينة يقول الصهاينة إنّ 130 منهم ما زالوا محتجزين في قطاع غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم قُتلوا.
وردا على الهجوم، تعهّد الكيان المحتل "القضاء" على حماس التي تحكم غزة منذ 2007 ويُصنّفها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي "منظّمة إرهابية".
ويردّ الكيان الصهيوني على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزّة وبعمليّات برّية منذ 27 أكتوبر 2023 ما تسبّب بإستشهاد 29878 فلسطينياً، غالبيتهم العظمى مدنيّون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
ويواجه رئيس الوزراء الصهيوني ضغوطا شعبية متزايدة بشأن مصير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة واستؤنفت الاحتجاجات ضد حكومته.
يأتي ذلك فيما يدلي الناخبون الصهاينة الثلاثاء بأصواتهم في انتخابات بلدية تأجّلت مرتين بسبب الحرب في غزة بعد أن كانت مقررة في نهاية اكتوبر 2023 .