"ماجورة" المحراث الذي انقذ تاريخ القرية
الشّعب نيوز/الهادي رداوي: مواقع أثرية وسياحية غنية بمكوناتها التاريخية تقع في قرية "ماجورة" من معتمدية السند ولاية قفصة، أماكن أثرية خلّفتها حضارات تعاقبت على المنطقة، شواهد تاريخية لكنّها مهملة عبث بها العابثون الباحثون عن الدفائن.
بمجهودات شخصية يحاول مصطفى بعازيز المحافظة على تراث منطقته "ماجورة" ويحلم بتأسيس متحف لحماية تراثها المادي واللامادي.
يقول مصطفي للشّعب نيوز: بدأت فكرة تجميع تراث المنطقة حين كان بعض الأقارب بصدد تنظيف ساحة المنزل ورمي الفضلات التي ليسوا في حاجة لها، فشاهدت المحراث وتساءلت ما هذا؟ ومن اين جاءت هذه القطعة؟ لأتبيّن أنّها تحفة نادرة تعود لأكثر من 150سنة كان يستعملها جدّي والأهل في حرث الأرض"
ويتابع مصطفى "حين أيقنت ان هذه القطعة أثرية بادرت بجمع ما وجدته من قطع أخرى وبدأت الاهتمام بآثار المنطقة خاصّة بعد أن اكتشفت وجود عديد الرماديات والشواهد التاريخية التي تؤكّد تعاقب عديد الحضارات على المنطقة.
ومنطقة "ماجورة" قرية ريفية تقع في سفح جبل يحرسها من جميع الاتجاهات.
يقول مصطفى بعازيز: "لا يوجد دليل مادي عمّن استوطن هذه الأرض ولكن الرماديات وبقايا الحلزون وعديد الشواهد الأخرى تثبت أنّ هذه المنطقة تعود إلى الحضارة القفصية، ويشدّد مصطفى على أنّ التسمية الصحيحة هي الحضارة القفصية وليست الكبصية.
بمدخل القرية وأطرافها، مواقع أثرية، بقيت كلّها مهملة، ومنها بئر الناظور الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين، ولم يعرف سكّان المنطقة هذا المعلم إلاّ في أواخر الستّينات من القرن الماضي حين شهدت المنطقة فيضانات تسبّبت في الكشف عن هذا المعلم التاريخي.
للنزول إلى البئر يُستعمل مدرج يعدّ قرابة 100 درجة أنجزت بطريقة هندسية فريدة لا يجد النازل صعوبة فيها ولا يشعر بالتعب أو بغياب التهوئة.
جنيدي بن حمد أحد شباب المنطقة وناشط بالمجتمع المدني يحاول من جهته أن يستغلّ كلّ فرصة أو تظاهرة للتّعريف بمنطقته يتحدّث عن بئر الناظور ويتحسّر على عدم العناية بهذا المعلم التاريخي.
ويقول جنيدي للشعب نيوز: "استبشرنا خيرا بإدراج بلدية السند ضمن البلديات السياحية، ونأمل أن يتمّ إدراج "ماجورة" ومواقعها الأثرية ضمن المسلك السياحي وأن يتمّ الاهتمام بها والمحافظة عليها، نحن نحاول ولكن الدولة من واجبها التدخّل وتقوم بصيانة هذه المعالم."
ويؤيّد جمال بعازيز قول ابن قريته الجنيدي ويقول: "ماجورة تاريخها قديم، ولكن للأسف في التاريخ الحاضر هي مهملة، وليس تراثها فقط، فلا بنية تحتية ولامشاريع تنموية ولا شيء يدفع على الاستقرار والعيش في هذه المنطقة "
ويتابع جمال" نتوجّه بنداء إلى السلط المحلية والجهوية والمركزية لإيلاء المنطقة الاهتمام اللازم، فالعناية فقط بهذه المعالم الأثرية ستغيّر وجه المنطقة كليا."
تعكس المواقع الأثرية في "ماجورة" أهمية المنطقة تاريخيا، ولكنّها تبقى في حاجة إلى مجهود جماعي وخاصّة سلطة الإشراف حتّى يتمّ المحافظة عليها وإدراجها على خارطة مسالك السياحة الوطنية، لتكون إحدى الحلول البديلة لتحقيق التنمية المحلية والاستقرار الاجتماعي.
تابعوا التحقيق: https://fb.watch/qU_k_s59zW/