دعت الى الحد من اقامة السدود: الخبيرة روضة القفراج تدعو الى تجديد المياه الجوفية بهذه الآليات
الشعب نيوز / ناجح مبارك - * عدم تخزين مياه الامطار سيمكن النبات والحيوان من الحق في الماء
"لو كان الأمر عائدا لي لم أكن لأقيم المزيد من السدود، ولتركت الماء يتخذ مساره الطبيعي" ذلك ما صرّحت به، الدكتورة روضة القفراج، الخبيرة الدولية والمستشارة في التصرّف المندمج في الموارد المائية وفي التأقلم مع التغيّرات المناخية، التّي تدعو لفائدة احترام الدورة الطبيعية للماء.
* تغذية المائدة المائية
وأوضحت القفراج في حوار لها بالاستوديو التلفزي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "إنّ تخزين المياه السطحية لا يجب أن يكون على حساب تغذية المائدة المائية ولا يجب على الأفراد استغلال حق الأصناف الأخرى النباتية والحيوانية من المياه العذبة".
وبالنسبة للخبيرة الدولية فإنّ عدم تعبئة مياه الأمطار لا يعني بأنّا خسرنا تلك المياه بل على العكس من ذلك فإنّ هذه المياه ستعمل على تغذية المائدة المائية ممّا سيسمح، بالتالي، بإعادة الدورة المائية وتجديد مخزون المياه الجوفية "يساعد ذلك على في التقليص من الفيضانات والإنجراف وطبعا توفير مياه أكثر خلال الفترة الساخنة بفضل تغذية المائدة المائية خلال فترة نزول تساقطات هامّة".
* انهاك المياه الجوفية
واعتبرت القفراج أنّه حريّ بنا الاهتمام بوضعية المياه الجوفية، التّي في حالة الإفراط في استغلالها، فإنّ تجديدها يكون بطيء جدّا أو لا يمكن تقريبا. المياه السطحية هي مضمونة طبيعيا بكميّات مستقرّة على الأرض بفضل دورة طبيعية مثالية إذ تواصل الأرض استقبال الكميّات ذاتها من الماء منذ أن أحدثت.
ما شهد تحوّلا مع التغيّرات المناخية هو توزيع هذه المياه على القارات. من الضروري ترك مياه السيلان لتستعيدت مسارها لأجل تغذية المائدة الجوفية حيث يوجد المخزون الأوّل من المياه العذبة على البسيطة لأنّ تراجع مستواها يعرّض للخطر، أيضا، الأمن الغذائي والتزوّد الاساسي من المياه والقدرة على مواجهة التغيّرات المناخية، بحسب الخبيرة، التّي ندّدت، في هذا السياق، بحفر الآبار العميقة بشكل عشوائي والمقدّر عددها، حاليا، ب3 آلاف بئر.
* اهمية سيلان المياه
وأبرزت القفراج في عودتها على مسألة التغيّرات المناخية، أهميّة مياه السيلان بالنسبة للنظام الإيكولوجي البحري والتمثيل الضوئي والأمن الغذائي. وأوضحت الخبيرة الدولية على مستوى آخر أن ترك مياه السيلان تتخذ طريقها نحو المحيطات لا يمكن أن يكون إلا مفيدا للإنسان وللتنوّع البيولوجي.
"هذه المياه حيويّة لأنّها تحمل معها الأملاح المعدنية الضرورية للعوالق البحرية والطحالب المجهريّة المسؤولة عن التمثيل الضوئي بالمحيطات على غرار ما يقوم به الغطاء النباتي بالنسبة للأرض".
* شبكة غذائية للاسماك
هذه الكائنات البحرية تشكل اساس الشبكة الغذائية للاسماك والثديات البحرية والقوقعيات. وتقوم بانتاج كميّات كبيرة من الأوكسجين، الذي ينحل في الماء ويوجد جزء منها بعد ذلك في الهواء، الذي نتنفسه بفضل تبادل الغازات بين المحيط والأجواء.
"حوالي 50 بالمائة من الأوكسيجين، الذّي نتنفسه تقوم بانتاجه العوالق، التّي تعمل على امتصاص، أيضا، حوالي 25 بالمائة من ثاني أوكسيد الكربون من أصل الغلاف الجوّي وبشرية المنشأ"، وبحسب القفراج فإنّ أهميّة هذه الكائنات في الحياة على الارض يكمن في ارتباطها بالدورة الطبيعية للمياه.
وبحسب العلماء فإنّ العوالق البحرية تثبت ثاني أوكسيد الكربون من أصل الغلاف الجوّي بقدر ما تثبته كل النباتات على الأرض لذلك فهي أساسيّة في التقليص من الاحتباسي وبالتالي درجة الحرارة الناتجة عن النشاط البشري.