إسرائيل" تتعهد مواصلة حربها في غزة بعد الهجوم الإيراني"
فلسطين / وكالات - شنّ الكيان الصهيوني عشرات الغارات الجوية على غزة خلال الليل، وفق ما أعلنت حركة حماس اليوم الاثنين 15 أفريل 2024، فيما أكد الكيان الصهيوني أن الهجوم الإيراني الذي تعرض له في نهاية الأسبوع وأثار مخاوف من تصعيد إقليمي، لن يصرف اهتمامه عن الحرب الذي يخوضها في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وواصلت القوى الدولية الإثنين الدعوة إلى ضبط النفس بعدما أطلقت إيران ليل السبت - الأحد أكثر من 300 مسيّرة وصاروخ على تل أبيب، في هجوم غير مسبوق أكد الجيش الصهيوني "إحباطه" واعتراض الغالبية العظمى مما أطلقته طهران.
وجاء أول هجوم مباشر للجمهورية الإسلامية على الكيان الصهيوني ردا على قصف دمّر مبنى قنصليتها في دمشق في الأول من أفريل 2024، في خضم الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023 .
وقال الناطق باسم الجيش الصهيوني دانيال هاغاري مساء الأحد "حتى أثناء تعرضنا لهجوم من إيران، لم نصرف ولو للحظة الانتباه عن مهمتنا الحاسمة في غزة لإنقاذ رهائننا من أيدي حركة حماس المدعومة من إيران".
ولم يكشف الكيان المحتل رسميا عن خطوته المقبلة ردّا على الهجوم الإيراني، الا أن وسائل إعلام عبرية نقلت عن مصادر سياسية وأمنية محلية رفيعة، قولها إن الحكومة منقسمة بشأن ذلك.
وعلى رغم تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن دعم بلاده "الثابت" للكيان الصهيوني والمساعدة التي قدمتها واشنطن لصد الهجوم، قال مسؤول أميركي كبير إن بايدن أبلغ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو بأن واشنطن لن تقدّم دعما عسكريا لأي رد على إيران.
من جهته، أكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين "لا نريد أن نرى تصعيدا في الوضع. لا نسعى إلى حرب أكثر اتساعا مع إيران".
وبينما تحاول الدول الوسيطة التوصل إلى هدنة في غزة، تتزايد المخاوف من مخطط صهيوني لشن عملية برية في رفح، المدينة الواقعة في جنوب القطاع والتي باتت الملاذ الأخير لغالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وقال هاغاري "ما زالت حماس تحتجز رهائننا في غزة" في إشارة الى حوالى 130 شخصا، من بينهم 34 يعتقد أنهم قتلوا، يقول الكيان المحتل إنهم ما زالوا في غزة منذ الهجوم الذي شنته حماس على الكيان الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
وأضاف "هناك أيضا رهائن في رفح وسنبذل كل ما في وسعنا لإعادتهم".
في غضون ذلك، أعلن الجيش أنه بصدد استدعاء "بحدود كتيبتين من جنود الاحتياط لنشاطات عملياتية على جبهة غزة" وذلك بعد حوالى أسبوع من سحب معظم القوات البرية من القطاع.
ودفعت شائعات عن إعادة فتح حاجز صهيوني على الطريق الساحلي من جنوب القطاع إلى مدينة غزة، آلاف الفلسطينيين للتوجه إلى الشمال الأحد، رغم نفي الكيان الصهيوني ذلك.
والإثنين، أفاد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس بأن "الاحتلال يشن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي استهدفت مخيم النصيرات ومنطقة المغراقة في وسط القطاع (...) ومحيط المستشفى الاوروبي بجنوب شرق خان يونس، وحي تل الهوى والزيتون".
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل "انتشلت طواقمنا في محافظة خان يونس اليوم 18 جثة شهداء من مختلف الفئات والأعمار وتم نقلهم الى المستشفى الأوروبي بخان يونس".
وأفاد الدفاع المدني عن "العثور على 5 من جثامين على الاقل لشهداء تحت السواتر الرملية التي أقامها جيش الاحتلال بعد توغله في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة".
من جهتها، أعلنت سرايا القدس استهداف "تموضع للتحكم والسيطرة تابع للعدو الصهيوني في محيط جامعة فلسطين شمال النصيرات بوابل من قذائف الهاون العيار الثقيل".
وأثارت الحرب توترا إقليميا ومخاوف من تصعيد واسع، خصوصا في ظل تبادل للقصف بين الدولة العبرية وقوى حليفة لإيران أبرزها حزب الله اللبناني.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر مع شن حماس هجوما غير مسبوق على جنوب تل أبيب أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس يستند إلى أرقام عبرية رسمية.
وتوعد الكيان الصهيوني بـ"القضاء" على الحركة، ويشن عمليات قصف أتبعتها بهجوم بري، ما أدى إلى إستشهاد 33729 شخصا في القطاع غالبيتهم مدنيون، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وليل السبت، قالت حماس إنها قدمت ردها على مقترح التهدئة الذي قدمه وسطاء أميركيون وقطريون ومصريون خلال المحادثات التي بدأت في القاهرة في وقت سابق من أفريل.
وأكدت حماس تمسّكها بمطالبها، خصوصا الوقف الدائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الصهيوني من القطاع والسماح بعودة السكان الى مساكنهم.
ورأى جهاز الاستخبارات الخارجية الصهيونية (الموساد) أن "رفض المقترح... يُظهر أن (رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى) السنوار لا يريد اتفاقا انسانيا ولا عودة الرهائن، ويواصل استغلال التوتر مع إيران" ويسعى الى "تصعيد شامل في المنطقة".
لكن الولايات المتحدة الأمريكية قالت إن جهود الوساطة مستمرة.
وفي اليومين الماضيين، تقدم الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني الى واجهة الاهتمام الاقليمي على حساب حرب غزة.
وعلى رغم الادانات الغربية للهجوم، توالت الدعوات الى ضبط النفس.
ودعا المستشار الألماني أولاف شولتس الإثنين الكيان الصهيوني الى "المساهمة في خفض التصعيد". وقال خلال زيارة الى الصين إن "الطريقة التي تمكن من خلالها الكيان المحتل بالتعاون مع شركائها الدوليين... من صدّ هذا الهجوم، مثيرة للإعجاب فعلا"، معتبرا ذلك "نجاحا لا يجب التفريط به، ومن هنا فإن نصيحتنا (لها) هي المساهمة في خفض التصعيد".
كما أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين أن بلاده ستبذل ما في وسعها للحؤول دون التصعيد، ومثله فعلت بريطانيا على لسان وزير الخارجية ديفيد كامرون.
وفي موسكو، كرر الكرملين الإثنين دعوة الخارجية الروسية الأحد للتهدئة.
من جهتها، حضت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها ناصر كنعاني الدول الغربية على أن تكون "ممتنة" لضبط النفس الذي أبدته.
وقال كنعاني خلال مؤتمر صحافي "على الدول الغربية أن تكون ممتنة لإيران على ضبط النفس خلال الأشهر الماضية" عوضا عن "كيل الاتهامات بحقها".
وكان مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة الأحد ضغط فيها الكيان الصهيوني من أجل فرض عقوبات جديدة على طهران.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن "لا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمل نشوب حرب أخرى" وحضّ على "أقصى درجات ضبط النفس".
في المقابل، قال مندوب طهران لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني "فشل مجلس الأمن في تأدية واجبه بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين" من خلال عدم إدانته الضربة التي استهدفت القنصلية، مشيرا إلى أنه "في ظل هذه الظروف، لم يكن أمام جمهورية إيران الإسلامية خيار آخر سوى ممارسة حقها في الدفاع عن النفس".
وعلى رغم تأكيد إيران أن ردّها على قصف القنصلية انتهى، قال هاغاري ليل الأحد إن الكيان المحتل "ما زال في حالة تأهب قصوى وهي تقيّم الوضع".
وأعلن الجيش الصهيوني الاثنين إعادة فتح المدارس في معظم أنحاء البلاد، بعدما أغلقت لأسباب أمنية السبت.
كما استأنفت المطارات في إيران حركة الإقلاع والهبوط الإثنين، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، بعد تعليقها أو تأثرها جراء الهجوم ضد تل أبيب .