وضع مهاجري جنوب الصحراء في العامرة وجبنيانة : الغالي يؤكد رفض الحلول الترقيعية والضغط لتحميل السلطات مسؤولياتها
جبنيانة / الشعب نيوز - ابرز الأخ خالد الغالي الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بجبنيانة والعامرة ان الاتحاد يشتغل بالتنسيق مع الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ورفقة المجتمع المدني على الضغط على السلطات لانهاء المعاناة التي سببها الحضور المتفاقم للمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء في الجهة ةتحديدا بين معتمديتي العامرة وجبنيانة، لافتا إلى أن المقاربة الأمنية لم تأت أكلها وأن الجميع ضد الحلول الترقيعية.
منسوب مرتفع من التعامل الانساني
وكشف الاخ خالد الغالي في حوار مع " الشعب نيوز " ان الغضب الشعبي من تفاقم حضور المهاجرين الافارقة في الجهة رافقه ايضا منسوب مرتفع من التعامل الانساني والتعاطف مع الوافدين، وقد تجلى ذلك في مد يد المساعدة لهم ماديا ولوجستيا، مؤكدا تاكيدا باتا غياب أي شكل من أشكال " العنصرية " عكس ما يشاع أحيانا في بعض الأوساط.
ضرورة ايجاد حل جذري
الغالي اشار في حديثه الى أن الاجتماع المنعقد في جهة العامرة يوم امس الجمعة 26 أفريل بحضور فعاليات المجتمع المدني في العامرة و جبنيانة والاتحاد المحلي وممثلين اثنين عن مجلس النواب وممثلين عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، قد أجمع على ضرورة ايجاد حل جذري لمشكلة هجرة الافارقة، ووضع خطة نضالية في الايام القليلة القادمة لتتحمل السلطات مسؤولياتها.
أجرى الحوار: صبري الزغيدي
الجهة تشهد توترا اجتماعيا منذ فترة بسبب تواجد المهاجرين الافارقة جنوب الصحراء بشكل وعدد غير مسبوقين، منذ متى برزت هذه الاوضاع وماهي مظاهر الاحتقان؟
تشهد معتمديتا العامرة و جبنيانة منذ بداية الخريف الماضي وجودا مكثفا للمهاجرين الأفارقة غير النظاميين، وقد خلق ذلك حالة احتقان متصاعدة نظرا للانعكاسات السلبية لهذا العدد الكبير من الاشخاص على مستويات عديدة بيئيا وصحيا واجتماعيا بعد ان توجه المهاجرون الأفارقة الى الاستقرار في حقول الزياتين مما عطل الأنشطة الفلاحية وخلق بيئة ملوثة بسبب ظروف الاقامة المتردية والمفتقرة لادنى شروط الصحة والنظافة، كما ارتفع منسوب احتقان الأهالي بعد تفاقم ظاهرة النقص الكبير في المواد الأساسية وتزايد الطلبات للايفاء بحاجيات الأفارقة ، هذا اضافة الى وجود شبهات بانتشار بعض الأمراض في صفوف الوافدين مما زاد من تخوف الاهالي من انتشار العدوى.
يعني ان المهاجرين الافارقة يعيشون اوضاعا انسانية وصحية حرجة واستثنائية؟ فهل هناك مظاهر للتضامن والتازر معهم ؟
في هذا الصدد أضيف ان الحديث عن الأمراض موجود ولكن ليس هناك معطيات رسمية، توجد شبهات و تلميحات لاصابات بالسيدا مثلا.. كما أن الافارقة يقيمون في ظروف سيئة للغاية بل وخطيرة في بعض الاحيان.. وربما وضعيتهم المزرية جعلت الاهالي في المعتمديتين لا يتأخرون في مد يد المساعدة لهم ماديا ولوجستيا.
كيف تعاملتم كاتحاد مع الظاهرة وكيف تعاطى الاهالي مع تواجد الافارقة جنوب الصحراء ؟
الاتحاد المحلي للشغل بجبنيانة والعامرة كان مواكبا لهذه المستجدات وكان التنسيق مع الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس مستمرا ، وقد عقدنا العديد من الجلسات مع السلطات المحلية في جبنيانة والعامرة وجلسة في الولاية لتدارس تطور الاوضاع وسبل التحرك مع فعاليات المجتمع المدني وعموم الأهالي.
كما اصدرنا بيانات عديدة باسم الاتحاد المحلي واخرى بالاشتراك مع المجتمع المدني ، رافقتها تنظيم وقفات احتجاجية وتنظيم مسيرة شعبية في مدينة العامرة يوم 8 اكتوبر 2023..
وقد شهد نسق التحرك انحسارا بعد طوفان الاقصى والتركيز الكلي على التضامن مع المقاومة الفلسطينية الصامدة.
لكن ما يلفت الانتباه، ان الغضب الشعبي من تفاقم حضور المهاجرين الافارقة رافقه منسوب مرتفع من التعامل الانساني والتعاطف مع الوافدين وقد تجلى ذلك في مد يد المساعدة لهم ماديا ولوجستيا، كما نؤكد تاكيدا باتا غياب أي شكل من أشكال " العنصرية " عكس ما يشاع أحيانا في بعض الأوساط.
هل تعتقدون فعلا انكم امام توطين كامل الشروط، وكيف تقبل المزاج العام للاهالي ذلك؟
لا نخفي تخوف الأهالي من فكرة التوطين او حتى طول فترة الاقامة في المعتمديتين، ويوجد مزاج عام رافض لفكرة التوطين لذلك نلاحظ تواتر المطالبة بايجاد حلول جذرية تتمثل في الترحيل ومطالبة السلطات بتحمل مسؤوليتها في هذا المجال.
الخطاب الرسمي يؤكد في الجلسات انه لا نية ولا خطة للتوطين، ويقدم وعودا بترحيل الافارقة لكن دون تقديم تواريخ محددة.
الى اي مدى هناك عصابات او مجموعات للتهريب والاتجار بالبشر ساهمت في تفاقم الظاهرة، وكيف ترد على تصريحات احدى النائبات التي اكدت ان اطرافا سياسية متورطة في تأجيج الظاهرة والاوضاع عموما؟
في مقابل هذا الاحتقان وتلك المطالبة بالترحيل، نجد صنفين من المنتفعين من الحضور المكثف للأفارقة.. فثمة من استفاد من خلال ارتفاع ملحوظ في الدخل نتيجة تزايد نسق الاستهلاك ويظل هذا الصنف أقلية تقودها المصلحة المباشرة والعرضية، أما الصنف الثاني من المستفيدين فيتمثل في الأفراد المنظمين لعمليات الهجرة غير النظامية وقد رافق تلك العمليات مظاهر من الفوضى زادت وضعية الجهة ترديا خاصة في مستوى تزايد عدد الشاحنات دون لوحات منجمية وما رافقه من حوادث خطيرة من حين لآخر.
اما فيما يتعلق بتصريحات احدى النائبات، فاني اعتقد ان كلامها يفتقر الى المصداقية ولم يلق رواجا لدى أهالي المعتمديتين والذين يحملونها الجزء الأكبر من المسؤولية في نقل الافارقة من مدينة صفاقس الى العامرة و جبنيانة، ويبقى حديثها مطلقا وفي حاجة الى المؤيدات .
في خضم هذا الاحتقان ، كيف تعاطت السلطات مع الظاهرة، وهل هناك حوار معها حول البحث عن حلول؟
في الاشهر الاولى كان نسق الحوار عاديا، غير أننا لاحظنا بعد ذلك انحسار للحوار والجلسات، وأعتقد أن ذلك غير معزول على محاولات تحييد الاتحاد العام التونسي للشغل عن الشأن العام.
كيف ترون الحلول الممكنة واللازمة لمعالجة الظاهرة وماذا اعددتم لذلك في هذا الصدد؟
الحلول الممكنة ينبغي أن تكون مرتبطة بأفق الترحيل ضمن خطة تتضمن مراحل واضحة وتزمينا دقيقا، بعيدا عن الحلول الترقيعية كنقل الافارقة من مكان الى آخر في نفس المنطقة بعد الحملات الأمنية التي تكثفت في الفترة الأخيرة دون أن تحقق الاهداف التي ينتظرها الأهالي.
و يهمنا التأكيد في هذا الاطار أن المقاربة الأمنية لا يمكن ان تكون كفيلة بتجاوز هذه المعضلة..
تجدر الاشارة الى أن الاجتماع المنعقد في العامرة يوم امس الجمعة 26 أفريل بحضور فعاليات المجتمع المدني في العامرة و جبنيانة والاتحاد المحلي وممثلين اثنين عن مجلس النواب وممثلين عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، قد أجمع على ضرورة ايجاد حل جذري لمشكلة هجرة الافارقة، ووضع خطة نضالية في الايام القليلة القادمة.
* ممثلون من المجتمع المدني اثناء زياتهم الى احد تجمعات مهاجري جنوب الصحراء.