نقابي

1 ماي 2024 يوم مشهود ما كان ليكون لولا صمود أجيال من النقابيين و العاملات و العمال

بأقلام النقابيين / نورالدين ميلاد* - عيد العمال 1 ماي 2024 في تونس كان استثنائيا هذه السنة لا من حيث التجمع الحاشد و قدرة الإتحاد على التعبئة ردا على من يراهن أن يضعه  في زاوية ما ..   

لكنه يوم مشهود ما كان ليكون لولا صمود أجيال من النقابيين و العاملات و العمال وخوض نضالات متعددة و متنوعة عبر السنين أعطت للمكان - ساحة محمد علي-، للبناية (دار الإتحاد) رمزية و تاريخا عبر أدوار و مواقف في محطات هامة من تاريخ تونس الحديث والدفاع عن الحريات العامة و الفردية إلى جانب دوره الإجتماعي تحقيق عديد المكاسب التشريعية و المادية و الترتيبية للعمال و بقطع النظر للقيمة المادية للعقار (البناية) على أهميتها وهي ردا على بعض الأصوات التي تغرد على أموال الإتحاد أين هي وأين تصرف.…

بالأمس (الاربعاء 1 ماي) بعد التدشين وعوضا عن التهنئة، أخذوا يتساءلون من أين له حتى يشيد هكذا صرح، نعم أقول البعض، وسيبقون كذلك بعض صنف غير قابل إلا للاندثار.

أما القيمة الأهم فهي تتمثل في :

* صمود النقابيين عبر أجيال بذاك العنوان رغم محولات السلطة بوجوهها المختلفة إخراج المقر الرئيسي للإتحاد من العاصمة وتحديدا من قلبها.

* المحافظة على تصميم الواجهة بشرفتها التاريخية التي خطب منها عديد القيادات الوطنية و القطاعية عبر سنين النضال نذكر منهم الحبيب عاشور في اول إضراب عام في تاريخ تونس ما بعد سنة 1956 في 26 جانفي 1978 خلال حكم بورقيبة احتجاجا على سياسة الدولة اللاشعبية آنذاك و كذلك أيضا بمناسبة عدة اضرابات قطاعية هامة منها الفلاحة والتعليم والنقل والصحة. كما خطب منها الأمين السابق الاخ حسين العباسي الذي قاد الحوار الوطني سنة 2013، نعم الحوار الوطني، بالخط العريض، الذي بفضله تجنبت البلاد وضعا لا أحد يعلم عواقبه وعرفت البلاد مسارا اوصل من في السلطة اليوم إلى سدة الحكم لكن للأسف في وطننا العربي تسود عقلية التنكر للأخر و تضخم الأنا .

* رسالة للسلطة من خلال الحضور الحاشد و الشعارات المرفوعة أن الإتحاد ليس منظمة وطنية فحسب بل هو مكون ثابت و أساسي في التركيبة الإجتماعية للشعب التونسي  و له القدرة على الصمود مهما كانت رياح السلطة عاتية،سواء كان بالمؤامرة كما في الستينات او بالحديد و النار في 1978 أو بدفع الإنتهازيين من الحزب الحاكم في الثمانينات (الشرفاء) و المليشيات بإلقاء الفضلات على مقرات الإتحاد و الإعتداء على النقابيين بساحة محمد علي و محاولة إقتحام المقر سنة 2012 خلال فترة حكم النهضة……..

و للمجتمع التونسي تقاليد وثقافة تنظم أهمها لدى الطبقة العاملة في منظمة واحدة نختلف داخلها ولا نختلف عليها تكسرت على جدرانها بالمفهوم الرمزي للكلمة كل محاولات ضربها والتخلص منها بكل الوسائل بما فيها التي ذكرناها سلفا و التي لم تذكر مثل تكوين نقابات موازية و شعب مهنية و تنسيقيات بديلة إلى تنظيرات تقول بعدم جدوى تنظم العمال في النقابات في الإتحاد العام التونسي للشغل تحديدا الذي سيبقى بمثل حضور تجمع الأمس (الاربعاء 1 ماي 2024) والشعارات المرفوعة رقما في الساحة الوطنية والإجتماعية لا يمكن تجاوزه أو التغاضي عنه ، قوة نضال و إقتراح و تفاوض وحوار .

عاش الإتحاد العام التونسي للشغل منظمة وطنية مستقلة مناضلة من أجل دولة ديمقراطية تتسم بمجتمع عادل ، إقتصاد وطني ، سيادة قرارها الوطني .

كل سنة و وحدة العمال تتجذر و تتدعم، كل سنة و تونس بخير وستتخطى الصعاب، وإن تعددت و تنوعت، بفضل قواها الوطنية .

* نورالدين ميلاد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية.