مائة عام من العمل النقابي : الإتحاد تجربة تقدمية رائدة بمواصفات تونسية
الشعب نيوز / نصر الدين ساسي - في اطار احياء مائوية الحركة النقابية التونسية 1924-2024 ، نظم قسم التكوين والأنشطة الثقافية ندوة فكرية تحت شعار "مؤسسون في الذاكرة : محمد على الحامي بلقاسم القناوي فرحات حشاد" وذلك بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل بساحة محمد علي الحامي وقد تضمن البرنامج مداخلتين لكل من الدكتور عبد الجليل بوقرة حول شخصية محمد علي الحامي بين النقابي الحامل لمشروع و مداخلة ثانية للدكتور عبد المجيد بالهادي حول مقرات الاتحاد من نهج سيدي علي عزوز الي ساحة محمد علي الحامي.
وقد حضر الندوة الفكرية عدد غفير من النقابيات والنقابيين وقدماء النقابيين إضافة إلى عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وقد إستهلت الاخت سهام يوستة مسؤولة قسم التكوين النقابي الجلسة الافتتاحية بكلمة ترحيبية ثمنت من خلالها المكسب الجديد والابرز الذي تحقق للنقابيات والنقابيين بعد تدشين دارهم الجديدة التي ستشكل منطلقا وارضية جديدة للندوات واللقاءات الهادفة الى الارتقاء بالفعل النقابي ودعم وحدة النقابيين وتفعيل مساهماتهم ومشاركتهم في مختلف الفعاليات النقابية الفكرية والنضالية.
وأكدت الاخت سهام أن المقر الجديد هو لبنة أساسية ضمن مسار دعم العمل النقابي وتجذير دور الاتحاد نقابيا و وطنيا وذلك بالتوازي مع رفع استعدادات مناضلات ومناضلي المنظمة للمحطات القادمة في إطار من الاستقلالية بالتعويل على الموارد الذاتية والطاقات النقابية المتجددة والمتضامنة كما توجهت الاخت الأمينة العامة بتحية حارة لعمال العالم بمناسبة العيد العالمي للعمال وفي مقدمتهم عمال فلسطين المحتلة الذين يواجهون غطرسة المستعمر الصهيوني وممارسات التقتيل والإبادة.
* لقاء الثوابت خصوصية النشأة
تحدث الاستاذ عبد الجليل بوقرة في مداخلته عن ظروف نشأة التجربة النقابية التونسية وما طبعها من خصوصية منذ لداية التشكل.
في تجربة محمد علي الحامي وتشبعه بالمبادىء الاشتراكية وتجاوزه لمعيقات الانتماء المحلي والجهوي نحو صياغة ملامح طبقة عمالية تونسية موحدة ومستقلة عن المستعمر الفرنسي وأضاف الدكتور بوقرة أن علاقة الحامي بالطاهر الحداد سمحت بتوسيع أفق التجربة النقابية التونسية من حيث منحاها الاشتراكي وعمقها الوطني لينضاف لها مبدأ المساواة الذي إشتغل عليه الحداد وبذلك تشكلت أضلاع المثلث التي أسندت المشروع النقابي التونسي من نشأته وهي إنصاف العمال وانصاف المرأة و إصلاح منظومة التعليم وأبرز المحاضر أن حشاد أضاف الى هذه الثوابت بعدا رابعا ويتمثل في الجمع بين العاملين بالفكر والساعد بالتوازي مع مسار توحيد النقابات على المستوى الوطني لتولد منظمة نقابية بمواصفات تونسية قائمة على التجميع والوحدة فشكلت قوة مضادة إرتبطت مفصليا بالمحطات التاريخية للبلاد.
* المقرات مكملات للارادة النقابية ولفكرة الاتحاد
تحدث الدكتور عبد المجيد بالهادي عن تاريخ المقرات من المقر الأول بسيدي علي عزوز إلى المقر الاخير بنهج محمد علي مستعرضا تضحيات المؤسسين من أجل الفكرة التي تجاوزت بكثير جدران المقرات المتأكلة وقلة الامكانات المالية وتضييقات المستعمر لتعيش وتصنع من الضعف قوة ومن الخوف وحدة شهادات النوري بودالي من خلال كتابه او شهادات اخرى لعبد العزيز بوراوي وغير من النقابيين الذي إستدل بهم المحاضر تؤكد ثابتا أساسيا هو ان الفكرة تجاوزت الجدران لتزحف نحو مقر الجندرمة الفرنسية وتجعله بعد السجن بطحاء بلا سياج وتقلب صراخ المعتقلين المعذبين هتافا صادحا وفخرا بتتويج مسار كتب فيه الشاعر منور صمادح قصيدة لخصت المسافة بين مقر الاعتقال ومقر الانعتاق والنضال وهذا ما حرص عليه الاتحاد في برنامج إعادة بناء مقر المنظمة حيث أبقى على واجهتها و وجهها المشرق الذي يحمل امال التحرر والوطنية والاستقلالية وترك للتاريخ تثمين الفكرة وتوثيق نضالات الطبقة العاملة وإقرار دورها ومساهماتها في تاريخ البلاد.
صور أخرى من الحدث تجدونها في : https://www.facebook.com/UgttPressGroup/