دولي

قصف متواصل على قطاع غزة وسط شكوك حول التوصل الى اتفاق هدنة

غزة / وكالات - تعرّضت مناطق عدة في قطاع غزة اليوم الاثنين 3 جوان 2024  لقصف مستمر ، وسط استمرار المعارك بين حركة حماس و الكيان الصهيوني ، بينما تتزايد الشكوك بشأن إمكانية التوصل إلى هدنة مع تمسّك الطرفين بشروطهما التي قد تعيق استئناف المفاوضات التي يدعو اليها الوسطاء. 

ميدانيا، إستشهد  خلال الليل 20 شخصاً على الأقل في غارات وقصف مدفعي، من بينهم ستة أشخاص قضوا في مخيّم النازحين في البريج (وسط غزة )، بينهم طفل، وعشرة آخرون شرق خان يونس في جنوب القطاع، وفقاً لمصادر طبية فلسطينية .

وذكر الدفاع المدني في قطاع غزة أنه تمّ صباح الاثنين انتشال أربع جثث بعد قصف استهدف منزلهم في حي الزيتون في مدينة غزة. 

وتتواصل المعارك بين الجيش الصهيوني والفصائل الفلسطينية في مناطق في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، بعد قرابة ثمانية أشهر من حرب مدمّرة اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب تل أبيب .

وأفاد الجيش الصهيوني بأنّ قواته ضربت "أكثر من خمسين هدفاً في قطاع غزة" خلال الأيام الماضية. وقال إنّه يواصل عملياته "المحدّدة الأهداف القائمة على المعلومات الاستخباراتية في منطقة رفح"، وأنّ قواته "أجرت عمليات مسح وعثرت على بنية تحتية إرهابية وكميات كبيرة من الأسلحة في المنطقة". 

ودخل الجيش الصهيوني رفح في السابع من ماي 2024 ، رغم تحذيرات دولية من أنّ أي هجوم على رفح الحدودية مع مصر سيفاقم الوضع في ظل اكتظاظ المدينة بأكثر من 1,4 مليون نازح. وفرّ منذ بدء العمليات أكثر من مليون فلسطيني، بينهم عدد كبير نحو منطقة المواصي الساحلية الذي يصنّفها الكيان المحتل "منطقة إنسانية".

وتقدّمت القوات الصهيونية نحو وسط رفح خلال الأيام الماضية، وفق شهود. 

وتؤشر التطورات على الأرض والمواقف السياسية الى أن إمكانية التوصل الى اتفاق هدنة كانت دعت اليه الدول الوسيطة، الولايات المتحدة الأمريكية  وقطر ومصر، لم تنضج بعد. 

وعرض بايدن الجمعة "خارطة طريق" قال إنها  صهيونية  من أجل التوصل الى وقف لإطلاق النار يتم خلاله الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة وعن معتقلين فلسطينيين في سجون صهيونية. 

وتنصّ المرحلة الأولى التي تستمرّ ستّة أسابيع على "وقف لإطلاق النار، وانسحاب القوّات الصهيونية  من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في قطاع غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى. في المقابل، يتمّ إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيين". 

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنّه سيتمّ التفاوض على الخطوط العريضة للمرحلة الثانية خلال وقف إطلاق النار. كما أوضح أنّه إذا نجحت المفاوضات قد يصبح وقف إطلاق النار "المؤقت... دائماً... في حال وفت حماس بالتزاماتها". وتتضمن هذه المرحلة انسحاب الجيش من قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين. 

ودعا مسؤولون أميركيون حماس مرّات عدة الى الموافقة على الاقتراح. 

وكانت حماس أكّدت بعد إعلان بايدن، أنّها "تنظر بإيجابية" إلى المقترح، مشدّدة في الوقت نفسه على أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا صهيونيا  كاملا من غزة. 

كذلك يتمسّك الكيان الصهيوني  بشروطه. 

فقد أكد مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو بعد إعلان بايدن أنّ "شروط الكيان الصهيوني  لوقف الحرب لم تتبدّل"، مشدّدا على ضرورة "القضاء على قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم، وتحرير جميع الرهائن وضمان أن غزة لم تعدّ تشكّل تهديداً للكيان الغاصب".

ويواجه نتانياهو ضغوطاً داخلية لتأمين عودة الرهائن تتجسّد في تظاهرات منتظمة تطالب بوقف الحرب وأحيانا بإسقاط حكومة نتانياهو. في المقابل، هدّد وزيران من اليمين المتطرف هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش السبت بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا مضى قدما بمقترح الهدنة. 

وقال وزير الدفاع الصهيوني  يوآف غالانت الأحد إن الكيان الصهيوني  يجري "تقييماً لتسلّم جهة بديلة لحماس الحكم" في قطاع غزة. 

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023  بعد هجوم نفّذته حركة حماس على الدولة العبرية أسفر عن مقتل 1189 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، واحتُجز خلال الهجوم 252 رهينة ونقلوا إلى غزة. ولا يزال 121 رهينة في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الصهيوني.

و رد الكيان الصهيوني متوعدا  بـ"القضاء" على حماس، وهو يشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة تترافق مع عمليات برية، ما تسبب بسقوط 36439 شهيدا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وأعلن الجيش الصهيوني  الإثنين العثور على جثة مسعف صهيوني  كان يعتقد أنه محتجز لدى حماس في قطاع غزة قبل أن يتبين أنه قُتل إبان هجوم السابع من أكتوبر. 

وعثر على جثة دوليف يهود (35 عاما) في تجمّع نير عوز الذي كان من بين المواقع التي هاجمها مقاتلو حماس. 

في هذا الوقت، تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، لا سيما في ظل استمرار إغلاق معبر رفح الذي يعدّ منفذاً أساسياً لدخول المساعدات الإنسانية، منذ سيطرة الجيش الصهيوني على الجانب الفلسطيني منه في 7 ماي  2024.

وخلال اجتماع الأحد في القاهرة مع مسؤولين أميركيين و صهاينة ، جدّدت مصر تمسّكها بـ"ضرورة الانسحاب الصهيوني  من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى"، وفق ما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية"  القريبة من الاستخبارات المصرية عن مصدر رفيع المستوى. 

وتشكو المنظمات الإنسانية والدولية من أن المساعدات لا تكفي حاجات السكان. كما حذرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس السبت من أنّ "الأطفال يموتون من الجوع". 

و في سوريا، إستشهد  12 شخصاً على الأقل وأصيب آخرون جراء قصف صاروخي صهيوني  استهدف بلدة حيّان في ريف حلب الغربي فجر الاثنين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.