للسنة 52 على التوالي: ماليزيا تفوز بالمرتبة المثالية في دقة تنظيم الحج واداء الشعائر بشكل صحيح
في الوقت الذي يضيع ويموت فيه حجاج دول عدة و يموتون من ضربات الشمس و سوء التنظيم و الجهل بالمناسك...قرأت خبرا مفاده أن دولة ماليزيا حصلت على المرتبة المثالية للسنة 52 على التوالي في دقة التنظيم و أداء الشعائر بشكل صحيح.
52 سنة وليس هناك ولا دولة عربية قدرت على منافستها...و لو سألنا أي أحد ذهب إلى الحج سيخبرنا عن العظمة التي يفعلها الماليزيين في الحج ....
أثار فضولي الخبر حقيقة و بحثت عن السبب فوجدت فيما قرأت أن أي أحد من الماليزيين يريد الذهاب للحج عليه أن يدخل دورة تنظمها وزارة الأوقاف عن أركان الحج وواجباته وسننه والأماكن وأسماءها الخ...
.والدورة فيها جانب عملي …أي أن جميع المتقدمين للحج كما في الصورة يتم جمعهم في هذه الساحة...يقيمون فيها إقامة كاملة لمدة أسبوع تقريبا، يمارسون فيها كل شعائر الحج بطريقة عملية... وما ترونه على الصورة وراء اللون الأبيض هو عبارة عن الخيام اللتي ينام فيها الناس .... اما في وسط الصورة فهو مجسم للكعبة حتى يتمكن الناس من ممارسة الطواف والشعائر حواليه كنوع من التدريب ، كذلك نجد من الناحية الثانية مجسم لمقام إبراهيم وكذلك علامات للصفا والمروة ومنى ومزدلفة وعرفة إلخ.....
كل هذا معمول بحسابات دقيقة للمسافات بحيث أن الحجاج وحال وصولهم مكة لأول مرة و كأنهم كانوا في المكان قبل ذلك و سيعرفون ان دخلوا من الجهة اليمين إلى أين يصلون وان دخلوا من اليسار اين يصبحون... و سيعرفون ما اسم اي مبنى يصلون اليه الخ....
والحجاج يأدون في هذا المكان (المجسم) كل شعائر الحج بشكل تفصيلي على مدار أسبوع كامل... ويلبسون ملابس الإحرام.. ويطوفون.. ويلبّون...ويسعون بين مجسمين للصفا والمروة.. وكل كبيرة وصغيرة متعلقة بالحج يقومون بها تحت إشراف الوزارة....
بعد كل هذ،ا يدخلون كلهم في اختبار واحد ويُسألون: هيا يا عمي الحاج " ورينا من اول ما تخرج من دارك كيفاش تتحرم وتلبي وكي توصل للبقاع كيفاش تطوف الخ." " واللي يغلط يعاودوا يشرحلوا من جديد وهكذا إلى أن يجتاز الاختبار على احسن وجه .. وبالتالي لا أحد يسافر للحج إلا وهو متقن فعلا لكل تفاصيله …
المميز أيضا في ماليزيا في موضوع الحج ...أن الدولة ملزمة أن تقدم لكل مواطن ماليزي حجا على نفقة الدولة (لمرة واحدة في حياته)...وكل مولود جديد يتم تسجيل دوره تلقائيا في هيئة الحج... بحيث إن هذا الطفل يستطيع أن يعرف من الآن أن دوره في الحج سيكون مثلا عام 2070...
هكذا تحترم البلدان المتحضرة والمثقفة مواطنيها ....
* منقول عن سمير شيخ روحه من صفحة "سيب تروتوار" ومنشور للافادة.