وطني

الدين العمومي يتفاقم :‏ ارتفاع ب5.5 مليار دينار سنة 2023 ‏ وتوقعات بأن يبلغ 8.25 مليار دينار إضافية في 2024

الشعب نيوز / أبو إبراهيم - توقع قانون المالية لسنة 2024 ان يبلغ حجم الدين العمومي نحو 79.81 بالمائة ‏من الناتج المحلي الخام بقيمة جملية تقدر بنحو 140 مليار دينار.

وقد بلغ الدين ‏العمومي خلال سنة 2023 حوالي 127.15 مليار دينار أي ما يمثل نحو 80 ‏بالمائة من الناتج المحلي الخام بعد ان كان في حدود 115 مليار دينار سنة 2022 ‏أي ما يعادل 79.8 من الناتج المحلي الخام. ‏

‏* كلفة الصرف

وتشير معطيات الدين العمومي الى وجود استقرار في مستوى نسبة الدين بالنسبة ‏للناتج المحلي الخام غير ان الاستقرار من حيث النسبة لا يحجب تفاقم الدين ‏العمومي من حيث الحجم. ويمكن فهم هذا الامر على ان الاقتصاد التونسي يدفع ‏عبء سعر الصرف مقارنة بالعملات الأجنبية من ناحية كما يشير هذا الواقع الى ‏تواصل نفس الثقل الذي يمثله الدين العمومي رغم تقدم الإنتاج. ومقابل ارتفاع ‏العملات الأجنبية بنسبة 01 بالمائة مقارنة بالدينار التونسي يتفاقم دين الدولة بنحو ‏‏837 مليون دينار أي ما يعادل 0.48 بالمائة من الناتج المحلي الخام وفق ما جاء ‏في تقرير وزارة المالية حول مشروع ميزانية الدولة لسنة 2024 المنشور في ‏أكتوبر 2023.

وفضلا عن كلفة سعر الصرف فان تغيير الأسعار على صعيد ‏ قروض خارجية وتمويل وشهدت بلادنا خلال الفترة ما بين 2023 و2024 امضاء نحو 20 اتفاقية قروض ‏وبروتوكول تعاون خارجي. وهو ما يؤكد ان عدم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ‏حول القرض بقيمة 1.9 مليار دولار لم يعطل تدفقات التمويل الخارجي الذي ‏تحتاجه البلاد لتمويل الاقتصاد من ناحية ولمواجهة عجز ميزانية الدولة من ناحية ‏أخرى.

وقد وجهت اغلب اتفاقيات القروض الى ثلاث أبواب رئيسية وهو تمويل ‏الميزانية وتمويل شراءات (المحروقات والحبوب) وتطوير عدد من بنى الإنتاج ‏‏(دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة وتطوير النقل وغيرها).

كما خصصت عدة ‏قروض لمواجهة التغيرات المناخية والوقاية من الفيضانات وتحسين طاقات ‏التخزين. ‏ الدين الخارجي والارتباط المالي تراوح الدين الخارجي للدولية في الفترة الممتدة ما بين 2022-2024 وفق توقعات ‏الحكومة ما بين 56.7 و58 بالمائة من جملة الدين العمومي أي اننا إزاء استقرار ‏نسبي مع منحى تصاعدي طفيف. كما ارتفع الدين الخارجي من 66.65 مليار ‏دينار سنة 2022 الى 72.14 مليار دينار سنة 2023 مع توقعات بان يبلغ نحو ‏‏80.9 مليار دينار سنة 2024.

وبذلك يشهد حجم الدين الخارجي ارتفاعا كبيرا ‏بنحو 5.5 مليار دينار سنة 2023 وحوالي 8.75 مليار دينار متوقعة لهذا العام ‏مقارنة بسنة 2023 أي ان حجم القروض الخارجية المتوقعة لسنتي 2023 ‏و2024 ستبلغ مجتمعة نحو 14.25 مليار دينار.

ورغم عدم حصول تونس على ‏القرض من صندوق النقد الدولي الا ان الحاجة الى التمويلات الخارجية قد ‏حافظت على نفس حجم الارتباط والحاجة الى الخارج من حيث التمويل.

وتجدر ‏الإشارة الى ان التمويلات الخارجية والقروض المتأتية من مختلف الجهات ‏المانحة وخاصة متعددة الأطراف تمثل دعما خصوصيا لقطاع معين

( دعم النقل ‏تطوير منظومة الري الخ) في حين يصبع صندوق النقد الدولي قروضه بالوان ‏سياسية قوامها التحكم في السياسات المالية العمومية.

وبالتالي فانه يمكن القول ان ‏تونس قد حافظت الى حد بعيد على نفس حجم التداين الخارجي خارج وصاية ‏صندوق النقد الدولي.‏

وآيا يكن الامر فان خطر الاقتراض الخارجي يبقى قائما سواء كان بشروط ‏مجحفة من عند صندوق النقد الدولي وهي الحالة الأخطر او من خلال تمويلات ‏ثنائية ومتعددة الأطراف دون شروط مسبقة.

ويمثل الدين الخارجي عائقا اما ‏تحقيق النمو لأنه يستنزف الجهد الوطني من خلاص ولذلك فان الدين العمومي ‏يجب ان يكون في اطار خطة شاملة أي في اطار منوال اقتصادي جديد واضح ‏ومحل اجماع وطني كما يجب ان يكون إجراءات مرحلي لتنمية بنى الإنتاج ‏وتطوير الاقتصاد.‏