فيلمان للنقاش في " فيفاك " قليبية
الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - "في الانتظار" هو الفيلم الاول الذي نناقشه لسبب واضح إنه يتداخل مع تاريخ المؤسس الاول للحركة النقابية التونسية "محمد علي الحامي" الفيلم لا يحكي عن التاريخ النقابي ل"محمد علي" ولا" جامعة عموم العملة التونسية" ! طالبته وطالبه من تونس يدرسان بلا منح دراسية في المانيا ا ويذهبان كالعادة لتمديد بطاقة الإقامة التى تتطلب كما هو معتاد تقديم وثائق عديدة ولكنهما في الانتظار لمقابلة الموظف الموكوول بفحص المستندات ! ويخرج كليهما دون نتائج ! فهما يعملان ليلآ للانفاق على دراستهما ويطلب منهما الموظف العمومي عقود العمل وحسابات بنكية مغلقة فيخرجان للطريق دون التحصل على الاقامة وتتابع أمامهما صورة محمد على الحامي الذي عاش يعمل و يدرس الحركة التعاونية في المانيا وعاد لتونس لكى يؤسس الجامعة العمالية الأولى التى تم اجهاضها بعد إضراب البورت!.
يحتوي الفيلم على العديد من المعلومات الغير مثبتة تاريخيآ فالذي نعرفه عن محمد علي قد كتبه بصدق صديقه" الطاهر الحداد" على أي من الحكايات الذائعة والغير مثبته عن نشاط اكاديمي للزعيم النقابي فهو كان يدرس في دراسات مسائية تنظمها آنذاك الحركة النقابية والإشتراكيون الألمان وكان يُدرس بها مفكرين من قامة"روزا لوكسبورج" المحاضرات التي تضمنها كتابها في الإقتصاد السياسي ولم تكن الجامعة في المانيا آنذاك ذات ولع بالتعاونيات كان هذا ضمن النشاط النقابي التعليمي والذي كان يضم عمال من كل الجنسيات ومنهم محمد على الحامي!ومحمد علي زعيم نقابي مؤسس ولن يضيف لتاريخه أنه درس في جامعة ألمانية حسب خيال مؤلفي الفيلم! والوثيقة المثبتة الوحيدة التى يمكن الإعتماد عليها هي كتاب" الطاهر الحداد" والذي كتبه وهو لصيق لمحمد علي وتعرف بشكل واضح على مساراته!على كل حال تذكر محمد علي من الطالب والطالبة هو شئ طيب ومفيد ولكن التدقيق في الوقائع التاريخية مُلزِم ! اللقطات خارج مكتب الأنتظار تدور بين الطالب والطالبة على محطة الحافلات لكي يعطيها وثائقها التى نسيتها وهي في الانتظار! وهما ياسمين بن صلاح وعبدالحميد البيسي وهو عمل أول طيب النيات ولاشك.
الفيلم الثاني هو "بعيد عن المدينة" هو عن طلاب معهد السينما ذاتها من مصر ويحكي عن دراسة السينما بالمعهد العالي بالقاهرة والتى تسببت فى الرحيل عن المحيط الطبيعي وترك الأصدقاء والأماكن الأليفة ليصبح الفنان غريبأ في القاهرة المزدحمة وفي الوقت التى تتعرض فيه الصناعة السينمائية لركود كبير يتحول هؤلاء لعاطلين ويتذكروا التضحية التى قدموها لتحقيق حلم أو وهم ويتذكروا نصائح أمهاتهم بدراسة شئ عملي يوفر لهم وظيفة ممكنة دون ان يعانوا الغربة!الحوار في الفيلم والذي يقوم به شخص غير مرأي هو أشبه بمنولوج مشحون بالحسرة والتصوير في في محطة قطارات الرحيل بالأسكندرية بصور معتمة وضبابية مشحونة بنوستالچي حميمي للعودة للديار وهو فيلم معبر جدآ عن حال تطالب السينما في المعهد العالي اللذين يأتون من الأقاليم ليحققوا حلمآ يتبخر امام معضلات السوق والتوظيف الهش في المجال السينمائي والجمهور المنحدر للتلڤزة والمشاهدات الرياضية ومتاعب وقسوة الحياة اليومية سواء في برلين أو القاهرة.
الفيلمان يخوضان المسابقة ويستحقان تقدير معين فهما لمبتدئين يعملون وفق شروط شاقة ويجتهدون ولا ينبغي القسوة في تقيم أعمالهم وأعمالهن.
نتابع قراءة بقية الأفلام المتميزة في مهرجان الهواة بالتوالي وخاصة الأفلام التى ستحوز الى التتويجات بغض النظر عن موقفنا النقدي منها !لكنها تستحق المتابعة والتشجيع!