اتهم عباس باغتيال عرفات: وفاة فاروق القدومي " بعثي فتح وم.ت.ف" ومعارض اتفاق أوسلو
الشعب نيوز/ وكالات ووسائط - توفي اليوم، الخميس 22 أوت 2024، القائد والمناضل السياسي الفلسطيني فاروق القدومي عن عمر بلغ الـ93 سنة حيث وُلد عام 1931 في جينصافوط قرب قلقيلية في فلسطين وتوفي اليوم 22 أوت 2024 في عمان بالارن.
اسمه الحركي - أبو اللطف - وهو مناضل سياسي فلسطيني، شغل حتى وفاته منصب رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر حركة التحرير الفلسطينية فتح ، وهو من أبرز المعارضين لاتفاقية أوسلو الممضاة سنة 1993.
حياته العملية
نقل عن موقع ويكيبيديا أنه وُلد القدومي في قرية جينصافوط في قلقيلية، وهو سليل أمير اقطاع جينصافوط «اسعد باشا الاحمد القدومي»، توفي والده وهو طفل صغير. تلقى تعليمه المدرسي بين جينصافوط ويافا وعكا.
في عام 1949م التحق بالجيش الاردني، وبعد عام سافر إلى السعودية حيث عمل في شركة «ارامكو» حتى عام 1954، عندما التحق بالجامعة الامريكية بالقاهرة حيث أنهى دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية، وتخرج فيها عام 1958.
توجه إلى ليبيا للعمل في مجلس الاعمار الليبي لفترة قصيرة ومن ثم عاد إلى السعودية للعمل في مديرية الزيت والمعادن قبل إنشاء وزارة النفط. ومن هناك انتقل للعمل في الكويت عام 1960.
حياته السياسية
في بداية حياته السياسية انضم القدومي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ أربعينيات القرن الماضي، وعن هذا الانضمام قال أبو اللطف في مقابلة مع مجلة الوسط انه تتلمذ على يد اثنين من كبار البعثيين وهما عبدالله الريماوي الذي كان يدرسه في المدرسة العامرية في يافا في الأربعينات وكان يتحدث عن الاتجاهات القومية وأحمد السبع.
نشأ حزب «البعث» في1947واشترك في حرب فلسطين. وأثناء دراسته بمصر التقى ياسر عرفات (أبو عمار) وصلاح خلف (أبو إياد)، وكان وقتها أمين فرع حزب البعث في مصر، وفي عام 1957 زار مصر سعيد السبع وهو أحد أعضاء حركة الضباط الاحرار الاردنيين فالتقى به أبو اللطف واطلع منه على فشل التجربة الحزبية هناك، وهذا ما دفعه للتفكير بتأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح - التي اعلنت عن عمليتها الأولى في بداية 1965 .
في سنة 1969 رشحته حركة فتح لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فأصبح رئيسا لدائرة التنظيم الشعبي، الا انه انتقل للدائرة السياسية بعد عملية فردان 1973 . أقام في الأردن غير أن السلطات الأردنية اعتقلته إثر أحداث سبتمبر الأسود عام 1970 فغادر الأردن إلى سوريا. كما كان القدومي ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت إلى تونس في 1982 بعد الغزو الصهيوني لمدينة بيروت.
عارض القدومي اتفاقات أوسلو التي اعتبرها تشكل خيانة للمبادئ التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية ورفض العودة مع قيادات منظمة التحرير إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وظل يقيم في تونس.
عقب وفاة الرئيس ياسر عرفات في نوفمبر 2004 نشب خلاف بين القدومي ومحمود عباس حول خلافة عرفات على رأس حركة فتح. كما عرف عن القدومي معارضته الشديدة للخلاف بين حركتي فتح وحماس الذي يرى أنه سيؤدي إلى صراع شامل بين مختلف الفصائل الفلسطينية.
من اقواله
- انتقد بشدة الصراع بين حركتي فتح وحماس قائلاً أن «عنادهما سيقود إلى صراع دموي بين الفصائل»
- «إن جهاز الأمن الوقائي تَعَوَّدَ القيام بأعمال لا نرضى عنها، خاصة بعد تعيين محمد دحلان مستشاراً للأمن القومي»
- «الخلاف الأساسي يقوم حول السلطة الفلسطينية التي تعتبر سلطة وهمية لا شرعية لها كما يدعي البعض لأنها من إفرازات اتفاقية أوسلو التي ماتت بموت إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق»
- «لقد سبق وأن تقدمت بالنصائح إلى حركة حماس بعد فوزها في انتخابات المجلس التشريعي، فخوضها الانتخابات يعني القبول بأوسلو كما أن دخولها غمار السلطة يعني أن إسرائيل لن تتعامل معها، وقد أسديت لها نصيحة البقاء في المقاومة خلف فتح وسيلتف الشعب الفلسطيني حولها، ولكن يبدو أنه لا يوجد هناك نضج سياسي كاف»
كانت الخطيئة الكبرى التخلي عن الكفاح المسلح، وهذا لا يجوز بل، أقول بصوتٍ عالٍ إن التخلي عن الكفاح المسلح والمقاومة كان العامل الرئيسي لما نعرفه من انتكاساتٍ داخلية وخارجية ومن أهم اصدقائه أبو داوود وأبو اياد وأبو جهاد.
وأثارت الوثيقة التي اصدرها فاروق القدومي يوم 14-7-2009 التي اتهم فيها دحلان وعباس باغتيال عرفات في محضر مع قادة اسرائيليين ردود فعل كبيرة، القدومي أكد في لقاء على قناة الجزيرة صحة الوثيقة التي ادت أيضاً إلى إغلاق مكتب الجزيرة في أراضي السلطة.
هكذا تاسست فتح
في منتصف خمسينيات القرن العشرين، نضجت، لدى عدد من اللاجئين الفلسطينيين المتعلمين من قطاع غزة ومعظمهم من المهنيين والموظفين العاملين في بلدان الخليج، فكرة راودتهم منذ أيام المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة في سنة 1956، وهي تشكيل منظمة فلسطينية مقاتلة تكون مستقلة عن الأحزاب العقائدية وعن الأنظمة الرسمية العربية على حد سواء.
من المرجح حسب مؤسسة الدراسات الفلسطينية أن تكون النواة الأولى لحركة "فتح" قد تأسست في الكويت في خريف سنة 1957، بحضور خمسة أو ستة فلسطينيين، كان من ضمنهم ياسرعرفات وخليل الوزير، وعادل ياسين وعبدالله الدنان وتوفيق شديد صاغوا "بيان الحركة" و "هيكل البناء الثوري"، واتفقوا على اسم الحركة. وتبع ذلك انضمام أعضاء جدد هم صلاح خلف وكمال عدوان ومحمد يوسف النجار ووليد أحمد نمر و نصر الحسن (أبو علي إياد) وخالد الحسن وسليم الزعنون، ثم فاروق القدومي ومحمود عباس وممدوح صيدم ونمر صالح وهايل عبد الحميد وهاني الحسن ومحمد غنيم، فضلاً عن أحمد قريع وماجد أبو شرار وعباس زكي ونبيل شعث.
وبرز، في أكتوبر 1959، اسم "حركة التحرير الوطني الفلسطيني" (فتح) مع صدور العدد الأول من نشرة "فلسطيننا" (نداء الحياة) في بيروت، وراحت تتشكّل خلايا لها في كل من قطاع غزة والأردن ومصر وسورية ولبنان والكويت وقطر والسعودية. وبصفتها حركة لاجئين، كانت حركة "فتح" في حاجة إلى دعم عربي، وجدته في البداية في الجزائر، منذ سنة 1962، ثم في سورية اعتباراً من سنة 1963.
وبالاستناد إلى هذا الدعم، شرعت قيادة الحركة في التحضير لإقامة جناح عسكري سري، حمل اسم "قوات العاصفة" ونفذ عمليته العسكرية الأولى داخل إسرائيل، المعروفة بعملية "نفق عيلبون" فجر يوم الأول من جانفي 1965، التي تمّ فيها تفجير شبكة مياه إسرائيلية، وسقط فيها أول شهيد للحركة هو أحمد محمد موسى "سلامة".
اعداد: احمد البرجي