فيفاك"..الفيلم الذي رشحناه وفاز"
الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - " شبابيك مغلقة " فيلم من تطاوين عن تطاوين من إخراج تطاويني من نادي تطاوين لسينما الهواة و زاده الفيلم عن علاقة تطاوين بالسينما .
كل هذه العناصر مؤشر للنجاح أن تقوم بتصوير ما تعرفه ثقافيا أي أن لا تكون كمخرج غريب عن موضوعك أن تمارس السينما كبعث للذاكرة و تحفيز للهمة و ليس كسائح غريب الحميمية تخلق الأفلام العظيمة و ليس مجرد التقنيات و نظريات التصوير و حركات الكاميرا و المونتاج و خطابات الحوارات المعقدة و رموز الديكور .
كانت العروض في البداية فى أربعينات القرن الماضي تعرض أفلام في الساحات العامة والمقاهي وتعرض أفلام الكاوبوي ويحضرها النساء بالسفساري والرجال بألبُلغْ وطبعآ الأطفال حفاة دون أن يشتروا تذاكر ويأكلون الفطائر ويشربون القازوز بينما يستمر العرض السحري للصورة المتحركة والمرئية ثم أتت الستينات لكى تأتي معها الأفلام الهندية "سانجام" و"سوراچ "بأغانيها ورقصاتها المبهجة والمزيلة للحزن التطاويني الخاص المشابه للهندي!كان بعض المشاهدين يحفظون الأغاني بمجرد المشاهدة ويخرجون ليعاودوا ترديدها في الشوارع ويرقصون على نغماتها أمام الديار كما شاهدوها في العرض دون أن يفهموا ولا كلمة هندية!
مع مرور الزمن تؤسس ببيت الثقافي سينما بها كابينة للعرض ومقاعد منتظمة وشاشة عرض مع بوابة دخول وتذاكر بمائتي مليم ..يابلاش!كانوا المشغلين للعروض من عامة الناس وليسوا متخصصين ولكنهم تلقوا تدريبهم من آخرين ثم عاودوا تدريب آخرين من بقاع أخرى قريبة ليأسسوا بدورهم قاعات للسينما في بقاع مجهولة في التراب التونسي ! وتربى أجيال على محبة الفن السابع والذي إحدى أهم خصائصه تجسيد الأحلام وتسريب الإنزعاجات اليومية ومقاومة الحزن!والحزن تطاويني كما الفرح تطاويني أيضآ..ولكل موسمه وشعائره! وكانت السينما كمعبد لتفريج الأحزان ومداعبة الأفراح!
تأتي أزمنة تخبو فيها الأفراح وتخرب قاعات السينما ولا تستطيع قاعة تطاوين مقاومة هذا الخراب وتتحول القاعة بمقاعدها المكسرة وجدرانها المهدمة لشاهدة على التراجع المرير وتحولات الزمن المفقود!حين كانت السينما هي قاطرة للحداثة والتقدم في كل مكان وحتى في تطاوين!
وسط هذه الخربة والتى كانت قاعة سينما يحكى المؤسسون والمعاصرون للبدايات حكايتهم وكيف عودتهم مشاهدة الأفلام لتخطي منعرجات مؤثرة في حكايتهم ثم يأتي جيل آخر ليحكي عن ألم مشاهدة صناعة الأحلام ترحل لتبقى الخربة والتى مازال من الممكن أن يعاد تأسيسها بمجهود بسيط لكى تبقى نافذة للأحلام والتلاقي وربما المغامرة التى لا تنتهي سوى بألموت وليس بألإغلاق المُؤقت كما يتمنى المخرج والمتحدثين !
الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم :
فيلم "شبابيك مغلقة" نادي تطاوين --إخراج مختار بن جديان.