اسرائيل لم تبتكر شيئاً: منظِّرو الصهيونية الأصليين يرتكزون الى فلاسفة الأنوار والادباء العظام
كتبت الأُستاذة نهلة الشهال * :
وهكذا تجدون أن اسرائيل لم تبتكر شيئاً !!
المنطق نفسه حرفياً.
ومنظِّرو الصهيونية الأصليين يرتكزون الى فلاسفة الأنوار والادباء العظام الذين تعلّمنا في مدارسنا وجامعاتنا ... أن نحبهم! |
اقرأوا هذا رجاء !
في العام 1840، كتب فيكتور هوغو، صاحب "البؤساء" والشاعر والمفكر الفرنسي العظيم، وكان يتكلم عن الجزائر :
"في القرن التاسع عشر حوّل الأبيض الأسود الى إنسان. في القرن العشرين، ستصنع أُوروبا من افريقيا عالماً. ايتها الشعوب ! سيطِروا على هذه الأرض. خذوها. عمن؟ عن لا أحد، خذوها من الله (...). وحيثما الملوك سيأتون بالحروب، احضروا أنتم التوافق. خذوها، ليس من أجل المدفع، وإنما من أجل المحراث. ليس للسيف وانما للتجارة، ليس للمعركة وانما للصناعة، ليس للغزو وانما للأخوّة".
كان يتكلم عن الجزائر التي ذهبت فرنسا لاحتلالها قبل ذلك بثماني سنوات !
نجد هنا كل عناصر التفكير الامبريالي الذي يدّعي أنه إنما يفعل لتعميم الحضارة والتقدم والرفاه.
يعني، وحسبما تقول الباحثة "سيلفي لوران" في كتابها القيم "الرأسمال والعرق" (ص 280-281، بالفرنسية عن "دار سوي" Seuil)، فهم "صادَروا أراضي الجزائر من سكانها الأصليين وفوق ذلك جعلوهم، هم، عبر منظومة الضرائب التي سنّتها الادارة الفرنسية، يدفعون ثمن وكلفة الإنفاق العام غير الموجه لخدمتهم، أي البنية التحتية لاحتلالهم".
وهكذا تجدون أن اسرائيل لم تبتكر شيئاً !! المنطق نفسه حرفياً. ومنظِّرو الصهيونية الأصليين يرتكزون الى فلاسفة الأنوار والادباء العظام الذين تعلّمنا في مدارسنا وجامعاتنا ... أن نحبهم !
--------------
* نهلة الشهال، أستاذة علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية، باحثة، كاتبة وصحفية، رئيسة تحرير مجلة السفير العربي. وهي شقيقة المخرجة الشهيرة رندة الشهال التي عرفناها خلال عدة دورات من ايام قرطاج السينمائية. ومن افلامها "شاشات الرمل " 1991 و"متحضرات" 1999 و"طيارة من ورق" 2003.