ثقافي

مسرحية " ماسح الأحذية" لحافظ خليفة : عرضان في بنزرت قبل العاصمة

الشعب نيوز / ناجح مبارك -  يعتبر نص مسرحية " ماسح الأحذية " من النصوص العربية ذات المنحى الفكري والوجودي الإنساني البحث الأكثر قراءة في الوطن العربي كتبه الدكتور خالد الجابر وقد قدمت في العديد من المرات برؤى فنية مختلفة لتحط الرحال بين يدي المخرج التونسي حافظ خليفة الذي طوعها لتصبح مونودراما تروي ملحمة إنسانية على مستوى التحدي في الطرح والحوارات والمونولوجات والسينوغرافيا واللباس والاكسسوارات وكذلك الموسيقى، حيث تعكس الحيرة من الوضع المأساوي السريالي الذي تتخبط فيه مجتمعات العالم العربي والانسان بداخلها في المحاولة للبحث عن الذات والتعاطي مع الآخر.

على مستوى النص تتناول المسرحية حكاية رجل يعمل ماسح للأحذية للوهلة الاوى يعتقد الجميع انه متشرد ولكنه في الحقيقة أستاذ جامعي هارب من ويلات الحرب بعد ان فقد جميع أسرته وهويته وانتمائه وأصبح يعيش الغربة الوجودية والحياتية في محطة للأنفاق للقطار تحت الأرض، حاملا معه صندوقا خشبيا متهالكا يحتوي على أسرار حياته محاولا كسب قوته اليومي على امل أن يسد رمقه ويدخر بعد النقود ادفع رسوم تكاليف السفر إلى الخارج ليغادر محطة القطار إلى الابد ولكن يقع زلزال ويجد نفسه مع غرباء في الفكر والانتماء رجل عسكري، رجل يدعى الثقافة، الرجل يتشدق بالثراء، ســيدة مطلقة وتنطلق رحلة السفر الوجودي بين الأفكار والمواقف المتناقضة والأسئلة الحارقة التي تطرح والحوارات التي تدور بينهم حول المواضيع والقضايا التي تعيشها المنطقة خلال العقود الماضية وصولا إلى المرحلة المزرية التي وصل لها ما بعد مرحلة (الربيع العربي على مستوى الإخراج يرتكز المخرج حافظ خليفة على المخزون التراكمي للممثل  محمد علي العباسي التي طور من امكانياته سوى بتونس او خارجها ناهيك انه ابن أعرق الجمعيات المسرحية الهاوية بتونس وهي النهضة التمثيلية ببنزرت واعتبارا لخصوصية العمل المونودرامي عموما ومسرحية ماسح الأحذية خصوصا اختار المخرج حافظ خليفة في تعامله مع  التقنيات الرقمية  على الفنان نور الجلولي وعلى مستوى الموسيقى الموسيقار التونسي المغترب زياد الطرابلسي  ثم الملابس والاكسسوارات التي لها دور فعال جدا في العملية الاخراجية للمصممة آمال الصغير  بالنسبة للعروض الأولى ستكون يومي 15 و 16 أكتوبر 2024 بمسرح الجيب لفرقة النهضة التمثيلية ببنزرت ثم يوم 18 أكتوبر 2024 بتونس العاصمة أمام الصحافة بعدها ستسافر إلى قطر لتعرض أمام الجمهور القطري باعتبار أن شركة الإنتاج لهذا العمل قطرية " شركة جسور للإنتاج الفني " وأيضا سيتم برمجتها في المهرجانات العربية مثل مهرجان الفجيرة ومهرجان المونودراما بقرطاج وكذلك بالمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء وببعض المهرجانات الأوروبية والأمريكية .