لأنك ابن شعب الجبارين يا سنوار
الشعب نيوز / عبد العزيز بوعزي - القصرين /تونس - ماذا يمكن أن نقول عن شعب قاوم الاستعمار لأكثر من 75 سنة دون كلل أو ملل ولايزال يقاوم ، ماذا يمكن أن نقول عن عائلات وأسر فقدت الجد والابن والحفيد في سبيل القضية دون أن تسلم، ماذا يمكن أن نقول عن أمهات وآباء فقدوا الأبناء وقالوا دون تردد فداءا لفلسطين.
ماذا يمكن أن نقول عن شعب ضحى بالروح والدم في سبيل الحرية والوطن غير ماقاله المرحوم القائد ياسر عرفات "إنه شعب الجبارين ".
فلم يسجل التاريخ لشعب أو أمة أنها دفعت ثمنا أكثر مما سجله لشعب فلسطين.
فلا الهنود الحمر في أمريكا الشمالية أو في أمريكا الجنوبية قاوموا وصمدوا مثلما قاوم شعب فلسطين، فسلموا في نهاية الأمر بسيادة ثقافة ولغة وحضارة الرجل الأبيض وكذلك في استراليا وجزر البحر الكاريبي والمحيط الهادي التي قبل سكانها بالحضارة الانقلو سكسونية.
ولم يكن الشعب الفيتنامي الذي قاوم الاستعمار الفرنسي ثم الأمريكي أكثر شجاعة وصبرا وتضحية وقد وجد دعما من الاتحاد السوفياتي والصين في إطار الحرب الباردة من الشعب الفلسطيني الذي تخلى عنه الجميع بما في ذلك العرب والمسلمين وظل وحده يقاوم حتى جاءت على لسان محمود درويش "كم كنت وحدك ياابن أمي ياابن أكثر من أب كم كنت وحدك" في الساحة تقاوم.
فلا حكام العرب ولا المسلمون ولا الإنسانية أمدته بالرصاصة وبالبندقية ولاحتى برغيف خبز وشربة ماء تطفئ ظمأ العطشى.
تخلى عنه الجميع دولا وغبار شعوب أصبح همها الاكل والتناسل كالدواب كما أراد لهم حكامهم والامبريالية المجرمة.
شعب فلسطين وحده يعرف كيف يولد وكيف يعيش وكيف يموت، فإذا كنا نحن قد سلمنا "أن نموت كما يموت الميتون" فإن شعب فلسطين قد إختار كيف يموت الشجعان فكذلك يفعل قادته وكذلك فعل "الشهيد يحيى السنوار " الذي اختار بكل حرية وعن قناعة ورباطة جأش كيف يموت، اختار أن يموت واقفا سلاحه في يده مقاتلا بين أكداس الركام كواحد من أبناء شعبه ومقاتليه.
فما أجملها من ميتة وما أجمله من إختيار فقد أحسنت الاختيار يا سنوار وهي الحقيقة التي شهدها كل العالم عندما ترجلت من على صهوة جوادك في ميدان القتال وأمام الجميع وأخرست أبواق الدعاية الصهيونية والرجعية العربية التي طالما ادعت اختباءك في نفق بين أسرى الصهاينة، فطوبى لك يا أبا إبراهيم من ميتة فأنت وحدك من يستحق أن تندبه النائحات ويمتدحه ويرثيه الشعراء، وإعذرني يا أبا إبراهيم فقد تأخرت في رثائك هذه الأيام فقد هالني مشهد استشهادك وأفقدني التفكير وارتبكت الكلمات في حلقي وخذلني القلم كما خذلك العرب فأنت وحدك من يستحق الرثاء وأنت وحدك عمر مختار العصر فطوبى لك الشهادة التي بحثت عنها فمثلك كثير علينا وعلى أمة خانعة وصاغرة ولكنك لست بالكثير على شعبك فاستصغرت روحك له وفديته بها، فطوبى لابناء شعبك الذي أنجبك والذي يأبى أن يسلم، ولا يزال يمسك بالبندقية و يقاتل ولم يرفع الراية البيضاء ، ولم يسلم ولم يستسلم ولم يتخل عن مقاومته بعد أكثر من عام من الصمود والجوع والتشريد والدماء.
انه الشعب الوحيد الحر في اختياراته وامتلاك إرادته ونحن أسرى خذلانك .
فمن بإمكانه أن يفعل مثل مافعلت غير شعب الجبارين " ؟