قصة من خمس 5/1 كتبها خالد الحمروني: روايات حول اغنية البسيسة وآمال تفاجئ الجميع بالغياب
الشعب نيوز/ وسائط - اشتهرت مجموعة البحث الموسيقي بقابس من جملة ما اشتهرت به بأغنية نفذت بسرعة البرق الى قلوب الجماهير وعنوانها " البسيسة ". وهي عن أم تونسية زودت ابنها المسافر بعيدا عنها بمادة غذائية لا يخلو منها بيت تونسي اصيل وهي البسيسة. كيف ولدت هذه الغنية وكيف تفاعل معها الجمهور حيث وجب التذكير انها انتشرت في زمن كان فيه للكلمة معنى ومضاء.
صديقنا ورفيقنا خالد الحمروني -أبو شادي - اختار ان يحدث الجميع عن قصة ولادة هذه الاغنية 35 او 36 سنة بعد ظهورها لاول مرة وان يروي تلك التفاصيل في تدوينات لافتة سمح لنا مشكورا بنشرها تباعا عبر " الشعب نيوز".
[ في صيف سنة 1988 قامت مجموعة البحث الموسيقي بڨـابـس بجولة فنية شملت تقريبا جميع المهرجانات الدولية بما فيها مهرجان قرطاج،
في نهاية الجولة، كان العرض قبل الأخير في طبرقة، والذي لم يكن ضمن البرمجة الأساسية للجولة وتمّت إضافته في وقت قصير بإلحاح كبير من مدير المهرجان في ذلك الوقت على اساس انه دولي أيضا وله تاريخه ونحن سوف نكون في الغد على مسافة قريبة لاختتام برنامجنا الصيفي في مهرجان بلاّريجية بجندوبة،
قدمنا عرض طبرقة في أحسن الظروف وأكملنا السهر الى ساعة متأخّرة في ظروف عادية،
لكن في الصباح استيقظنا فلم نجد آمال الحمروني معنا ولم نعثر لها على أثر، ارتبكنا واصابنا الهلع وامتلكنا الخوف والرعب خاصة أن لا شيء كان يوحي بما حدث الليلة الماضية بعد العرض.
في نهاية النهار علمنا انها رجعت إلى قابس من شدة الإرهاق والتعب الذي أصابها. ساد بيننا القليل من الارتياح على الأقل لما علمنا بسلامتها.
قررنا التوجه إلى جندوبة وتقديم العرض الأخير.
تفاجأ الجميع في جندوبة وكانوا يتساءلون عن غياب آمال بحيرة كبيرة، تمالكنا أنفسنا وقررنا أن يكون العرض في مستوى سمعة المجموعة لدى الجمهور الغفير الحاضر والمحافظة على البرنامج كما هو بما فيه اغنية البسيسة،
انطلقت الأغنية كما يجب في سيرها العادي مع تقديم كل واحد منا مجهودا إضافيا لتغطية الغياب الواضح لآمال إلى حدود مقطع "يا عمدة ما تهزوهولي"
لا أعرف حقيقة كيف مرّ، كنت في شبه غيبوبة من شدّة التاثّر بغياب صوت الرّعد بعد أداء "وينا ولدك جيبوهولي..."، وحين الوصول إلى الموّال الاخير "يا سالبين الحراير*** نا اليوم بالدمع عرسي" ، قام نبراس شمام جاهدا بأدائه بسلاسة، ومرّت الامور بسلام وصفّق الجمهور.
تنفّسنا الصعداء....ثم واصلنا بقية العرض بحماس كبير، مع العلم اننا غيّرنا التكتيك ولم نقّدم فقرتين كما جرت العادة بل فقرة واحدة مسترسلة طويلة للمحافظة على الإيقاع العام والحماس في صفوف الجمهور...
في نهاية العرض ومع اختتام الجولة الفنية، أصابنا أيضا جميعا التعب والإرهاق جرّاء المجهود البدني والضغط النفسي والعصبي وما فرضناه على أنفسنا من انضباط شديد وجديّة مفرطة.
ربّما لباقي أفراد المجموعة تفاصيل أخرى غابت عنّي أو هربت من الذاكرة...]
* يمكن الاستماع للاغنية في التسجيل الوارد في هذا الرابط.مجموعة البحث الموسيقي _ البسيسة