آخر ساعة

قراءة في نسبة البطالة وما تخفيه الأرقام

الشعب نيوز / أبو إبراهيم - استقرت نسبة البطالة في تونس، خلال الثلاثي الثالث من سنة 2024 في حدود 16 ‏بالمائة مقارنة بالثلاثي الثاني من نفس السنة، حسب المعهد الوطني للإحصاء . 

وبلغ عدد ‏العاطلين عن العمل في الثلاثي الثالث من سنة 2024 نحو 667 ألف و200 عاطل عن ‏العمل مقابل 661 ألفا و700 عاطل في الثلاثي الثاني من نفس السنة أي بزيادة قدرها 5 ‏آلاف و500 معطّل عن العمل. 

* التمييز ضد المرأة متواصل

‏ وانخفضت نسبة البطالة لدى الرجال إلى 13,3 بالمائة خلال الثلاثي الثالث من السنة ‏الجارية بعد أن كانت في حدود 13,6 بالمائة في الثلاثي الذي سبقه، ارتفعت البطالة في ‏صفوف النساء لتبلغ نسبة العاطلات عن العمل 22,1 بالمائة خلال نفس الفترة مقابل ‏‏21,3 بالمائة في الثلاثي الذي سبقه.

 وتشير هذه الأرقام الى تواصل التمييز ضد المرأة لا ‏يجب ان يفهم التمييز فقط بان الأعراف او أصحاب المؤسسات يرفضون تشغيل المرأة ‏ولكن القيود الاجتماعية والمفروضة على المرأة خلال رحلة بحثها عن العمل تجعل ‏فرصها اقل خاصة في المجالين القروي والريفي.

*‏ التكوين والتشغيل ‏

وارتفعت نسبة البطالة من بين حاملي الشهائد العليا لتصل إلى 25 بالمائة خلال الثلاثي ‏الثالث من سنة 2024 مقابل 23 بالمائة خلال الثلاثي الثاني من نفس الســنة مع تسجيل ‏تباين باعتماد مقاربة النوع الاجتماعي حيث تدنت هذه النسبة في صفوف الذكور إلى 17 ‏بالمائة، في حين ارتفعت بين الإناث إلى 31,6 بالمائة.

وتبرز الأرقام المتعلقة ببطالة ‏خريجي الجامعات ان التكوين ما بعد الحياة الجامعية ضعيف جدا وغير جذاب.

وانا ‏بالمناسبة ضد مقولة ربط التكوين الجامعي بسوق الشغل لان الجامعة فضاء للتفكير ‏والمعرفة وليست فضاء لتكوين العمال.

فالتعليم الجامعي لا يجب ان يتحول الى مرحلة ‏عليا من التكوين المهني بل على الدولة تطوير التكوين المهني ليترقي الى المستوى ‏المطلوب ويجعله مستقطبا للشباب.‏

في المهمشين ما يجب الانتباه اليه الى ان نسبة البطالة الحالية هي نسبة البطالة الرسمية ولا يمكن لهذه ‏النسبة ان تشمل بأي شكل من الاشكال نوعين من المشتغلين : ويتضمن النوع الأول المهمشين ‏وغير المعروفين ولم يطلبوا يوما عملا ويعمل هؤلاء في الاشغال الهشة وغير المصرح ‏بها ومنها مثلا تجميع البلاستيك والمعينات المنزليات.

في حين يتضمن النوع الثاني ‏أصحاب العمل الثاني أي العمال المهرة (كهرباء ، نجارة ، لحام صحي...) والذين يقومون ‏بأعمال إضافية خارج أوقات عملهم الرسمي مع مشغلهم الأساسي.

وتتمثل هذه الفئات ‏الأكثر هشاشة وعرضة للصدمات الاقتصادية وهي الأكثر تضررا خلال كل ازمة وبالتالي ‏فان الأرقام حول التشغيل والبطالة رغم دقتها وصحتها لا تأخذ عمقها الاجتماعي ‏والاقتصادي الا متى ربطت بمجمل هذه الفئات ساعتها تصبح دالة وقادرة على عكس ‏الحقيقة الاقتصادية .