ثقافي

اليوم تنطلق الندوة الدولية حول المسرح والابادة : كيف يمكن مغالبة التسلط بالجد والهزل ؟

الشعب نيوز / ناجح مبارك -  دعت الهيئة المديرة للدورة الحالية من ايام قرطاج المسرحية اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024 عدد من الباحثين والضيوف والاعلاميين الى المشاركة في الندوة الدولية حول المسرح والمقاومة والابادة : نحو افق انسي جديد  وذلك باحد نزل شارع الحبيب بورقيبة وتتواصل الى غاية الأربعاء 27 نوفمبر 2024 الجاري .

* ارشيف الوجود البشرية

 يقول أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية و مدير الندوة منير السعيداني في ورقة تقديمية  "المقاومة هي شرط البقاء الإنساني في وجه أعداء الإنسانية، واﻹبداع الحرّ  هو الحدثُ الأهمُّ في قلب تلك المقاومة هو حدث، ولكنه بنية أيضا وسيرورة اجتماعية تاريخية، تعيد توليد الحياة من خلال تسجيل الشهادة وكتابة التاريخ وحفظ أرشيف الوجود البشري، وابتداع المستقبلات الممكنة ولذلك فإن المسرح بوصفه حدثا وبنية، هو ما يؤثثه المبدعون بكل ما يدين العسف، ويكشفُ الظلم، ويفضحُ الجريمة ويثير السؤال." 

وعلى ذلك يواصل الباحث "يعمل مسرح الإبادة الجماعية، ومن خلال المشاركة التي تخرج من ثنائية المؤدي-المتفرج، على خلق حالات وعي تفاعلي، فردية وجماعية، حول التسلط والاستغلال والتجريد من الإنسانية والعنصرية والتمييز وبينما يضع النص المسرحي الكلمات في أفواه الممثلين، هو يفسح لهم المجال للتفوّه والأداء بما يُسكت أصوات الإبادة والدمار، وبينما يضع المسرحيون الأقنعة على الشخوص التي يؤدونها هم ينزعون عنها كل تلك الأقنعة البيضاء التي تمنع البشرات السوداء من السّفور ومواجهة أعدائها بوجوه مكشوفة." 

* في المنعرج الفلسطيني

 وفي هذا المنعرج الفلسطيني الذي يمر به الفكر الإنساني التحرري اليوم، تتأكد ضرورة مسرحٍ مناهضٍ للإبادة أكثر من أيّ وقت مضى، بحيث يندرج في أفقٍ هو من طبيعة إنسية جديدة، تعمل على إعادة تأسيس الفكر المدافع عن الإنسانية الحرّة. ففي المسرح، وعلى الركح ثمة حوار ومقارعة للرأي بالرأي، ومواجهة للإرادة بالإرادة، ومغالبة للتسلّط بالهزل، وقلب لمسار المصير 'المحتوم'، أساسه ذوات حرة تصنع مصائر مُختارة.

وهو في هذا يستمدّ مادته من روافده في الآداب الفصحى والشعبية، وفي الفنون القديمة والجديدة ومن علوم الإنسان والمجتمع ومن الفلسفات. بهذا المعنى، لا يمكن للمسرح أن يضطلع بهذه المهمة إلا إذا ساهم في كسر القطيعة ما بين العلوم الإنسانية والاجتماعية والفن، باعتبارها خلاصة  معارف البشر عن أنفسهم ماضيا وحاضرا وتطلعا إلى المستقبل، وباعتباره هو مِصْهَرًا للفنون والآداب والمعارف المهتمة بالإنسان والمجتمع. 

 وفي هذا الخضم، تُطرح جملة من المسائل الجمالية والإيتيقية يمكن أن تمثل محاور لندوة أيام قرطاج المسرحية في دورتها 25 التي تنعقد تحت عنوان المسرح والإبادة و المقاومة: نحو أفق  إنسي جديد :

1.  الخصوصيات الجمالية لممارسة مسرح الابادة ومسرح المقاومة في مختلف المجتمعات وخلال الزمن الاستعماري والرأسمالي الاستهلاكي.

2. ايتيقا وضع الدمار والإبادة على الركح وتحويلهما الى مشهد مسرحي.

3. علاقة الفن المسرحي بعلوم الانسان والمجتمع التي تخوض في ذاكرات الابادة والمقاومة والصناعة التاريخية الاجتماعية للهويات.

4.  مسرح الابادة والمقاومة وابتداع المستقبلات الممكنة.