قرار "إسرائيلي" وشيك حول وقف إطلاق النار مع حزب الله
بيروت / وكالات - يتوقّع أن يتّخذ الكيان الصهيوني قرارا اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 بشأن وقف إطلاق النار بعد شهرين من الحرب ضد حزب الله في لبنان، في حين تحدثت الولايات المتحدة عن اتفاق وشيك داعية في الوقت نفسه إلى الحذر.
قال وزير الدفاع الصهيوني يسرائيل كاتس خلال اجتماعه في تل أبيب مع مبعوثة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت الثلاثاء إن أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مثل إعادة التسلح في الجنوب سيدفع الدولة العبرية إلى التصرف "بحزم".
وقال كاتس "إذا لم تتصرفوا، سنفعل ذلك بحزم شديد"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وكثّفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة جهودها في الأيام الأخيرة من أجل التوصل إلى هدنة بين الكيان المحتل وحزب الله اللذين يتواجهان في حرب مفتوحة منذ نهاية سبتمبر بعد تبادل شبه يومي للقصف عبر الحدود استمر قرابة عام على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء إن "لا عذر" للكيان الصهيوني لرفض وقف إطلاق النار في لبنان بوساطة أميركية وفرنسية.
وأوضح على هامش اجتماع مجموعة السبع قرب روما "نأمل بأن توافق حكومة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو على اتفاق وقف إطلاق النار المقترح من الولايات المتحدة وفرنسا".
بدورها، دعت الأمم المتحدة الثلاثاء من جديد إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في لبنان و الكيان الصهيوني و غزة .
وقال الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة جيريمي لورانس "إن السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الناس من جميع الأطراف هو وقف دائم وفوري لإطلاق النار على كل الجبهات، في لبنان و الكيان الصهيوني وغزة".
وتزامنا مع الجهود الدبلوماسية، كثف الكيان المحتل ضرباته على معاقل لحزب الله في لبنان حيث قتل 31 شخصا على الأقل الاثنين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية .
والثلاثاء، استهدفت سلسلة غارات صهيونية ضاحية بيروت الجنوبية، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وأفادت الوكالة عن بدء "طيران العدو الصهيوني شن غاراته على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعدما كان المتحدث باسم الجيش الصهيوني للغة العربية أفيخاي أدرعي أنذر سكان ستة أبنية ومحيطها بإخلائها.
وأظهر البث المباشر لوكالة "فرانس برس" الفرنسية سحب دخان وغبار تتصاعد بشكل متزامن من أربعة مواقع على الأقل في المنطقة التي تعد من أبرز معاقل حزب الله قرب العاصمة بيروت .
وقال مسؤول صهيوني طلب عدم كشف اسمه لوكالة " فرانس برس" الاثنين إن مجلس الوزراء الأمني سيتخذ مساء الثلاثاء قرارا بشأن وقف اطلاق النار في لبنان.
وبعيد ذلك، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "نعتقد أننا بلغنا هذه النقطة حيث أصبحنا قريبين" من التوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن المحادثات لم تنته بعد.
بدورها، أكّدت الرئاسة الفرنسية التي تشارك أيضا في جهود الوساطة، الاثنين أن المناقشات حول وقف إطلاق النار "تقدمت بشكل ملحوظ".
و يؤكد الكيان الصهيوني انه يريد القضاء على قدرات حزب الله وحركة حماس في قطاع غزة وتعهد القضاء على الحركة الفلسطينية بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته داخل الدولة العبرية في السابع من اكتوبر 2023، ما تسبب باندلاع الحرب في قطاع غزة.
وذكر موقع "أكسيوس" أن الطرفين يتجهان نحو التوصل إلى اتفاق على أساس مشروع أميركي يقضي بهدنة مدتها 60 يوما ينسحب خلالها حزب الله والجيش الصهيوني من جنوب لبنان لينتشر فيه الجيش اللبناني.
ويتضمن النص الذي قدمه المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى الطرفين الأسبوع الماضي إنشاء لجنة دولية لمراقبة تنفيذه، بحسب "أكسيوس" الذي أشار إلى ضمانات أميركية بأن تدعم واشنطن الرد العسكري الصهيوني في حال شنّ حزب الله هجمات.
ويستند الوسطاء إلى قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي ينص على أن ينتشر في جنوب لبنان الجيش اللبناني وجنود قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفل).
من جهته، حذّر إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي والحليف اليميني المتطرف لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو الاثنين من أي اتفاق لوقف النار، مشددا على أنه سيكون "خطأ كبيرا".
و يسعى الكيان الصهيوني إلى منع حزب الله من إطلاق الصواريخ باتجاه أراضيه للسماح بعودة نحو 60 ألف نازح إلى الشمال.
من جهته، يؤكّد حزب الله الذي تلقى ضربات موجعة منذ سبتمبر الماضي مع إستشهاد العديد من قادته، أنه سيواصل القتال ضد الكيان الصهيوني طالما أن الهجوم على غزة مستمر، فيما أعرب في الوقت نفسه عن انفتاحه على وقف لإطلاق النار.
وأعلن الجيش الصهيوني الإثنين رصد نحو 30 مقذوفا أطلقت من لبنان نحو شمال الدولة العبرية.
ووفق وزارة الصحة اللبنانية ، إستشهد أكثر من 3800 شخص في البلاد منذ أكتوبر 2023، معظمهم منذ سبتمبر.
على الجانب الصهيوني، قُتل 82 عسكريا و47 مدنيا خلال 13 شهرا.
في غضون ذلك، يواصل الجيش الصهيوني غاراته على قطاع غزة المحاصر والمدمّر، حيث إستشهد 11 شخصا ليل الاثنين الثلاثاء، وفق الدفاع المدني.
وذكر الدفاع المدني في قطاع غزة أن "عشرات الاف النازحين غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن ومرضى ومصابين خصوصا في مخيمات وسط قطاع غزة وفي المناطق الغربية في خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة يعانون من غرق الخيام بسبب الامطار".
وردا على هجوم حماس، شن الكيان الصهيوني هجوما عسكريا مدمرا على غزة خلف ما لا يقل عن 44249 شهيدا ، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات لوزارة الصحة التابعة لحماس تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1207 أشخاص صهاينة ، معظمهم مدنيون بينهم رهائن قتِلوا أو ماتوا في الأسر.
كما خطِف في الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم رهائن في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الصهيوني موتهم.