نقابي

دكتور بن عبد الله : "كرامة الطبيب خط احمر وسلطة الاشراف تحاول شيطنتنا""

افادنا الدكتور نور الدين بن عبد الله كاتب عام نقابة أطباء الصحة العمومية، ان اضراب الأطباء وأطباء الاسنان والصيادلة للصحة العمومية الذي ينطلق اليوم الاثنين 3 ماي ويتواصل على امتداد ثلاثة أيام هو نتيجة حتمية لفشل التفاوض مع سلطة الاشراف (وزارة الصحة في البداية ثم وزيرة الصحة العمومية لاحقا). وقال محدثنا ان السبب الرئيسي للاضراب يتمثل في عدم جدية سلطة الاشراف في التعامل مع مطالبهم التي يعتبرون انها توفي الحد الأدنى من كرامة الطبيب في منظومة الصحة العمومية. واكد دكتور بن عبد الله ان هذه المفاوضات امتدت لسنتين ولم يتم خلالها التوصل الى حلول، بل انه تم تسجيل عدم جدية سلطة الاشراف خلال ك هذه المدة وعدم استعدادها لايجاد حلول. وفي ظل هذا الوضع البوائي الخطير الذي تمر به البلاد، وباعتبار ان الأطباء في الصف الأول أي في واجهة الخطر، فان الجسم الطبي قدم شهداء خلال هذه الحرب على الوباء، مما انتج وضعا نفسيا صعبا. وقال ان ظروف العمل صعبة للغاية، فلا وجود لحماية ولا لتجهيزات العمل ولا مستلزمات عمل ضرورية وبالإضافة الى كل هذا فان سلطة الاشراف تنكرت لكل ما يقوم به الأطباء، مما انتج حالة كبيرة من الاحتقان. وكانت النقابة تعول على الجلسة الصلحية الأخيرة لايجاد حلول، لكن ظل نفس الصد ونفس المعاملة وغياب الجدية رغم مرور تسع ساعات كاملة في يوم رمضاني صعب.

واكد المتحدث ان اضراباتهم تعد على أصابع اليد الواحدة وانهم ليسو بدعاة اضراب ولا يميلون كثيرا الى الاضراب ويبحثون دائما عن المصلحة العامة، لكن هذه المرة "فاض الكاس" بالنظر الى تاثيرات الجائحة وتجاهل سلطة الاشراف لمطالبهم المشروعة والمتمثلة أساسا في تنقيح الأمر عدد 341 لسنة 2019 وتمكين الأطباء العاملين بالصحة العمومية من المرور الآلي و اللامشروط الى طبيب مختص في الطب العائلي.  وإحداث منحة الجوائح والأوبئة، وترسيم الأطباء الوقتيين والمتعاقدين، فضلا عن المماطلة في إصدار مقرر لإحداث لجنة لصياغة القانون الأساسي.

كما يطالب أطباء وصيادلة الصحة العمومية بخلاص منحة استمرار الأطباء بما في ذلك أطباء الاختصاص والأطباء المتعاقدين وذلك منذ حوالي سنة، وبخلاص منحة الاستمرار للأطباء بما في ذلك منحة الاستمرار التابعة لصندوق دعم المناطق الداخلية ذات الأولوية وذلك منذ 2019.

واعتبر دكتور بن عبد الله ان بيان وزارة الصحة الأخير الذي تحدثت فيه عن تاثيرات الاضراب على تلاقيح كورونا، اعتبره غير جدي باعتبار انه صدر ليلا. وأضاف انه موجه للراي العام اكثر منه الى الأطباء المعنيين باعتبار انها لم ترسله لهم، ولو كانت حقا جدية في حديثها عن التفاوض يفترض ان تتصل بالنقابة وتعلمها انها حددت جلسة للتفاوض، لكن كل ذلك لم يحصل وبالتالي فهي محاولة لشيطنة الأطباء وتحريض الراي العام ضدهم وهو ما من شانه ان يعقد الأمور اكثر. واكد كاتب عام نقابة أطباء الصحة العمومية ان باب الحوار مفتوح وانه يفترض ان تتصل بهم الوزارة وستجدهم سباقين للتفاوض والحوار لحل الاشكال.

اما عن مسالة التلاقيح ضد كورونا، قال الدكتور نور الدين بن عبد الله ان الاستراتيجية التي اعتمدتها وزارة الصحة غير قادرة على تحقيق الأهداف المطلوبة أصلا. فتحقيق الهدف المطلوب المتمثل في تلقيح 40 او 50 بالمائة من مجموع السكان لن يكون قبل خمس او ست سنوات لكسر حلقة العدوى عبر تحقيق المناعة الجماعية.

وتابع ان سلطة الاشراف تاخرت شهرين او ثلاثة على الموعد الذي تم تحديده اول مرة، فلا في التاخير ثلاثة أيام أخرى. وعبر عن استعدادهم لتعويض الأيام الثلاثة ولو تطلب منهم الامر العمل ليلا نهار، فالمهم هو توفير التلاقيح اللازمة وعدم المس من كرامة الطبيب.

حياة الغانمي