دولي

أكثر من 300 غارة "إسرائيلية" على سوريا منذ سقوط نظام الأسد

دمشق / وكالات - وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذ الكيان الصهيوني  أكثر من 300 غارة على سوريا منذ سقوط نظام  بشار الأسد.

وذكرت التقارير أن هذه الغارات استهدفت تدمير أهم المواقع العسكرية في البلاد، وهو ما يعكس تزايد النشاط العسكري الصهيوني في سوريا خلال الفترة الأخيرة.

و غادر  الأسد سوريا قبل أن يجتاح تحالف من الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام العاصمة دمشق لينهي الأحد خمسة عقود من نظام حكم البلاد بيد من حديد، في حدث تاريخي احتفل به السوريون في الداخل والخارج.

وباشر أبو محمد الجولاني، زعيم الهيئة، محادثات بشأن نقل السلطة وتعهد ملاحقة المسؤولين عن التعذيب وجرائم الحرب.

وحرصت هيئة تحرير الشام على الحديث بلهجة معتدلة علما أن التنظيم الذي نشأ بعد اندلاع النزاع في سوريا تحت مسمى جبهة النصرة غير اسمه قبل بضع سنوات وأعلن انفصاله عن تنظيم القاعدة. 

ولكنه ما زال يعد تنظيما إرهابيا تحظره العديد من الحكومات الغربية.

قتلت الحرب في سوريا نحو 500 ألف شخص وأجبرت نصف السكان على النزوح أو اللجوء إلى الخارج.

وفيما لا تزال البلاد في حالة من عدم اليقين، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه "تمكن من توثيق نحو 310 غارات نفذتها الطائرات الحربية الصهيونية على الأراضي السورية" منذ الأحد، آخرها سُمع دويه في العاصمة دمشق الثلاثاء.

وقال الكيان الصهيوني الاثنين إن ضرباته استهدفت مخازن "للأسلحة الكيميائية... أو صواريخ بعيدة المدى وقذائف حتى لا تقع في أيدي المتطرفين".

وأوضح المرصد الذي يعتمد على شبكة من المصادر في مختلف أنحاء سوريا إن الضربات الصهيونية "دمرت أهم المواقع العسكرية في سوريا"، ولا سيما مستودعات أسلحة ومنشآت عسكرية وإدارة الحرب الإلكترونية في دمشق وحولها ومركز البحوث العلمية في برزة الذي تقول الولايات المتحدة إنه مرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، وسبق أن استُهدف في أفريل 2018 بضربات أميركية وفرنسية وبريطانية منسقة.

وقرب مدينة اللاذقية الساحلية، استهدف الكيان المحتل منشأة للدفاع الجوي وألحق أضرارا بالسفن السورية وبمستودعات للجيش.

ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 إلى وقف الضربات الصهيونية في سوريا .

وقال في مؤتمر صحافي في جنيف "من المقلق جدا رؤية تحركات وضربات صهيونية على الأراضي السورية. يجب أن يتوقف ذلك".

وعدا تكثيف الغارات، سيطر الجيش الصهيوني على المنطقة الحدودية العازلة شرقي مرتفعات الجولان المحتلة، فيما عزاه وزير الخارجية الصهيوني  جدعون ساعر إلى "أسباب أمنية" وقال إنه "خطوة محدودة ومؤقتة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن التوغل الصهيوني "هذه ليست إجراءات دائمة، وبالتالي في النهاية، ما نريد أن نراه هو استقرار دائم بين الكيان الصهيوني  وسوريا، وهذا يعني أننا ندعم جميع الأطراف في الحفاظ على اتفاق فك الارتباط لعام 1974"، بعدما قال نتانياهو إنه في حِل منه.

ودان حزب الله اللبناني الذي قاتل لسنوات دعما لحكومة الأسد في سوريا الغارات الصهيونية  و"احتلال المزيد من الأراضي في مرتفعات الجولان".

كما دانت إيران، الداعمة لحزب الله والعدو اللدود للكيان الصهيوني ، توغل الجيش الصهيوني  في المنطقة العازلة.

و بعد سنوات من القمع واللجوء إلى الضربات الجوية وحتى الهجمات الكيميائية على معاقل الفصائل المسلحة المعارضة بدأت هذه الفصائل تحركها في شمال سوريا في 27 نوفمبر 2024 الماضي ، وهو اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين  الدولة العبرية  وحزب الله بعد إستشهاد الآلاف في لبنان.

وقال زعيم هيئة تحرير الشام الذي يستخدم الآن اسمه الحقيقي وهو أحمد الشرع الثلاثاء "لن نتوانى عن محاسبة المجرمين والقتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري. سوف نلاحق مجرمي الحرب ونطلبهم من الدول التي فرّوا إليها حتى ينالوا جزاءهم العادل".

وعرض مكافآت لكل من يقدم معلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن "المتورطين في جرائم حرب".

وأجرى الجولاني محادثات الاثنين مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد الجلالي لتنسيق انتقال السلطة مع ضمان توفير الخدمات المدنية.

و لدى تقدمها نحو دمشق، أطلقت الفصائل المسلحة سراح الآلاف من المعتقلين، لكن يُقدر أن ما زال هناك عشرات الآلاف من المفقودين الذين بدأت عائلاتهم البحث عنهم في السجون ومراكز الاحتجاز.

وجال السجناء المحررون في شوارع دمشق وقد بدت على وجوههم وأجسادهم علامات التعذيب والضعف والهزال جراء الجوع والمرض. 

وأكدت الأمم المتحدة أن على السلطة المقبلة في سوريا محاسبة نظام الأسد، لكن لم يتضح كيف يمكن أن يواجه الأسد نفسه العدالة بعد أن رفض الكرملين الاثنين تأكيد تقارير وكالات الأنباء الروسية بأنه فر إلى موسكو. 

و اضطلعت روسيا بدور فعال في إبقاء الأسد في السلطة عندما تدخلت بشكل مباشر في الحرب في عام 2015 ووفرت غطاء جويا للجيش السوري.