يعرض في القاعات بعد أيام: "النافورة " فيلم لسلمى بكار يعيد اعتصام الرحيل الى الذاكرة
الشعب نيوز/ حسني عبدالرحيم - صناعة فيلم روائي عن أحداث سياسية معاصرة يُعتبر مغامرة غير مأمونة العواقب، فألفاعلون والشهود السياسيون مازال معظمهم على قيد الحياة وطبيعي لدى كل منهم سردية مختلفة لما وقع بناءآ على تصورات وحتى إنطلاقآ من مصالح سياسية أو شخصية!
"سلمى بكار" و"آمنة الرميلي" إشتركا في كتابة فيلم "النافورة " عن حدث سياسي جوهري في تونس المعاصرة حدّد مسارات سياسية رئيسية. وقتها كانت "سلمى بكار" نائبة بالمجلس الوطني التاسيسي عن" القطب الديموقراطي الحداثي" ، وهي صانعة افلام وثائقية وروائية كان آخرها فيلم"الجايده"( 2017) ولها أعمال تلڤزية متعددة و تلقت تدريبها الأول في نادي حمام الأنف لسينما الهواة وهى إحدى مُؤسساته ثم في عام 1990 أصبحت أول منتجة تونسية عندما أسست شركة للإنتاج الخاص.
"النافورة" هى تلك الواقعة في مواجهة مقر مجلس نواب الشعب ب"باردو" حيث جرت وقائع الإعتصام المعروف في 2013 والذي شاركت فيه قوى متنوعة وحتى متصارعة فيما بعد.
ثلاث نساء يلتقين مصادفة في نُزل( Maison Dorée )- الدار الذهبية - وهو نُزل مُحدّد ومعروف، قريب من باب بحر في وسط العاصمة، وهذا يعطي للإحداث شبه سرد تسجيلي. اثناء الاحداث، تتلاقى ثلاث نساء في أحوال نفسية مضطربة، مناضلة يسارية سابقة تهجر زوجها، والثانية بائعة هوى مصابة بمرض السيدا، والثالثة فتاة عشرينية هاربة من إغوائها للانضمام لتنظيم ارهابي متطرف (جهاد النِكاح).. الثلاث تلاقين في نزُل معروف، واقع بوسط العاصمة، للراحة وللهروب من مشاكلهن الشخصية وترعاهم صاحبة النزل الإيطالية والتي في آخر المطاف تتركه لهم كهدية قبل الرحيل.
كل الملابسات تشير لعمل تسجيلي يقوم ممثلون وممثلات بإدائه وهو وضع الحدث التاريخي القريب ضمن إطار مفاهيم نسوية (إيديلوچية) محل إختلاف عميق بين الفاعلين المباشرين في هذا الحدث.
تقديم الفيلم في مسرح " الاوبرا " سبقه غناء حي للقصيدة الأشهر حاليآ للشاعر الراحل "محمد الصغير ولد احمد"(نساء تونس نساءٌ ونصف) بصوت المغنية المعروفة "لبنى نعمان" وبحضور "كامل العدد" مع تكريم "سلمى بكار"(80 عاما) في الدورة الأخيرة لايام قرطاج السينمائية والفيلم سيعرض بالصالات بدءا من منتصف يناير 2025.
الممثلات الثلاث هن جليلة "ريم الرياحي"وسلوى" أميرة درويش"و مروة "رانيم علياني"ولا يوجد في إدائهن ما يتجاوز أدوارهن المعروفة في الافلام والمسلسلات القريبة العهد . أداء تمثيلي نمطي لشخصيات نمطية .. لمحتوى معاصر هو محل إختلافات كبيرة بين الذين شاركوا فيه.
"الثلاث نساء الآتيات من مواقع اجتماعية وثقافية مختلفة يتصالحن مع تاريخ كل منهن الشخصي المضطرب وانعقد فورآ بالإقامه في النزل الذي يحمل اسم مطعم شهير بباريس ثم في المشاركة في الإعتصام المعروف والذي مازال محور خلافات تفسيرية عديدة قدمت لنا المخرجة "سلمى بكار" أحداها من زاوية نسوية.