شركة فلسطينية تعمل على انشاء أول شريحة في الارض المحتلة يمكن دمجها في عدة أنظمة وتطبيقات
الشعب نيوز/ البنك العالمي - في العتمة التي يفرضها صراع الحرب الدائرة في فلسطين بين حماس وجيش الاحتلال، يبرز قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كمصدر للأمل. فخدماته المتنوعة مثل تطوير البرمجيات والدعم الإداري والبحوث تمكن الشركات الفلسطينية من تجاوز القيود والاستمرار في الأسواق الإقليمية والعالمية وواقع الأمر أن غزة كانت تشتهر في المنطقة قبل الصراع بأنها مركز للمبرمجين المحترفين ذوي المهارات العالية في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
15 الف شخص
وعلى الرغم من نوبات العنف المتكررة والقيود الخارجية المفروضة على الاقتصاد، استفادت شركات تكنولوجيا المعلومات الفلسطينية من نمو صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات عالميا. واليوم، يعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك شركات الاتصالات ومقدمو خدمات الإنترنت، نحو 15 ألف شخص ويسهم هذا القطاع بنحو 3.3% من إجمالي الناتج المحلي.
ويقدم إنشاء شركة أوريون الفلسطينية لتصميم أشباه الموصلات في الآونة الأخيرة مثالاً حياً على قوة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خلق وظائف عالية التقنية في ظروف بالغة الصعوبة ومليئة بالتحديات.
أوريون، التي يقع مقرها في مدينة روابي بالضفة الغربية والتي تأسست في عام 2022، هي أول شركة فلسطينية متخصصة في مجال التكامل واسع النطاق (VLSI)، وهي العملية التي يتم من خلالها دمج ملايين أو مليارات الترانزستورات في شريحة واحدة. وتمثلت رؤية الشركة في إقامة صناعة متخصصة في مجال تصاميم التكامل واسع النطاق في الشرق الأوسط لدعم تدريب وتشغيل المهندسين المختصين للوصول إلى أرقى المستويات العالمية.
دعم كبير
وتهدف الشركة في إنشاء أول شريحة شبه موصلة وتطويرها في الأراضي الفلسطينية. وسيتم تصميم الشريحة بحيث يمكن دمجها في مجموعة من الأنظمة، بما في ذلك الأجهزة المنزلية وتطبيقات السيارات، مع التركيز بشكل كبير على أمان البيانات.
وحظيت أوريون بدعم من مشروع التكنولوجيا من أجل الشباب وفرص العمل (TechStart)، التابع لوزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي الفلسطينية، وحصلت على مساعدة مالية وفنية من البنك الدولي. ويركز المشروع - الذي يستفيد أيضاً من التمويل المشترك من الاتحاد الأوروبي وسويسرا وهولندا - على تطوير جانبي العرض والطلب في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لزيادة المرونة الاقتصادية وخلق فرص عمل للشباب.
وقد عمل هذا المشروع، الذي تم إطلاقه في ذروة تفشي جائحة كورونا ويستمر حتى عام 2028، على جذب أكثر من 5 ملايين دولار من الاستثمارات الخاصة في شركات خدمات تكنولوجيا المعلومات الفلسطينية، وخلق 800 فرصة عمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات. وهذه النتائج مبهرة بالنظر إلى التحديات الفريدة التي يشهدها السياق الفلسطيني.
رغم أن استعراض الدروس المستفادة يتطلب مزيداً من التفاصيل ولا يمكن حصره في مدونة واحدة، فإن تسليط الضوء على الآليات التي يستخدمها هذا المشروع للمساعدة في تطوير وتنمية شركة أوريون يمكن أن يفيد في تصميم برامج وأنشطة تدخلية في سياقات أخرى.[...]
فرص عمل جديدة
تقدم أوريون خدمات عالية القيمة لشركات دولية، مما يزود الشباب الفلسطيني بمهارات تكنولوجية مطلوبة في السوق الدولية، ويخلق فرص عمل جيدة، ويحد من هجرة العقول، ويبني سمعة للضفة الغربية كمركز لخدمات التعهيد (outsourcing)ذات المهارات العالية.
بدعم من مشاريع مثل مشروع التكنولوجيا من أجل الشباب وفرص العمل (TechStart)، يمكن توسيع نطاق هذه النماذج حتى في السياقات الصعبة والمليئة بالتحديات. ومع التطورات التكنولوجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والتي تفرض تحديات جديدة قد تزيد الفجوة الرقمية، يُعد هذا الوقت حاسمًا للمنظمات الدولية والحكومات لتعزيز الدعم لتطوير صناعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المحلية ووظائف رقمية عالية الجودة.