نقابي

المجمع الكيميائي التونسي : بين شبح الإفلاس وغياب الرؤية الاستراتيجية

الشعب نيوز / تونس - عقدت النقابات الأساسية لأعوان وإطارات المجمع الكيميائي التونسي بالمقر الاجتماعي اجتماعًا يوم الخميس 30 جانفي 2025، خصصته لتدارس الوضعية الحرجة التي آلت إليها الشركة، في ظل تصاعد المخاوف من اقترابها من حافة الإفلاس.

فقد باتت الأزمة المالية والهيكلية التي تعصف بالمجمع تهدد استمراريته، في غياب أي رؤية استراتيجية واضحة أو إرادة حقيقية لإنقاذه، سواء من قبل الإدارة العامة أو سلطة الإشراف.

يعدّ المجمع الكيميائي التونسي أحد الركائز الأساسية في النسيج الاقتصادي الوطني، حيث يشكل مزودًا رئيسيًا للأسمدة الكيميائية، إلى جانب دوره في تشغيل آلاف العمال والمساهمة في توفير العملة الصعبة من خلال التصدير. ورغم هذه الأهمية الاستراتيجية، فإن الأزمات المتراكمة وسوء الحوكمة أفرزت وضعًا كارثيًا يهدد باندثار هذه المؤسسة العريقة.

و أمام هذا الوضع الحرج، دعت النقابات الأساسية إلى تدخل عاجل من قبل رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية عبر حزمة من الإجراءات الضرورية، من أبرزها:

وضع خطة إنقاذ عاجلة تشمل إعادة هيكلة المجمع على غرار ما تمّ مع البنوك العمومية.

ضخّ أموال مستعجلة لإجراء عمليات الصيانة الضرورية لوسائل الإنتاج، بما يضمن استعادة الطاقة الإنتاجية التصميمية.

استرجاع مستحقات المجمع الكيميائي التونسي لدى الحرفاء المحليين، والتي من شأنها التخفيف من الأزمة المالية الخانقة.

محاسبة المسؤولين عن هذه الأزمة، سواء داخل وزارة الإشراف أو اللوبيات المتنفذة التي ساهمت في تعميقها.

التعجيل بفتح باب الانتداب لضمان استمرارية المؤسسة وتحسين أدائها.

تعيين قيادة جديدة ذات كفاءة عالية على رأس المجمع، تكون قادرة على اتخاذ القرارات الجريئة والضرورية لإنقاذه.

في ظل غياب أي تحرك جاد من قبل الجهات الرسمية، شددت النقابات الأساسية على تمسكها بحقها المشروع في الدفاع عن هذه المؤسسة العريقة، مؤكدة استعدادها لخوض كافة أشكال النضال المشروعة، من وقفات احتجاجية وتحركات ميدانية إلى ظهور إعلامي مكثف، بهدف إيصال صوت العمال ودقّ ناقوس الخطر. كما دعت جميع إطارات وأعوان المجمع الكيميائي التونسي في كافة الجهات إلى التكاتف والتعبئة من أجل فرض حلول حقيقية تضمن استدامة هذه المؤسسة.

هكذا صرّحت النقابات الأساسية للمجمع الكيميائي في بيانها بتاريخ 31 جانفي 2025.