مسرحية "2034" المُستفزة
![مسرحية "2034" المُستفزة](/uploads/content/big/1739372375.jpg)
الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - هذه مسرحية سوريالية وواقعية وهذا ليس تناقض فأحداثها في العام 2034.. خيال محض منطلق من تناقضات الواقع المُعاش الآن ، وكيف يُمكن أن يتطور كارثيآ.
المسرحية يتم تقديمها قبل البداية عبر الشاشة الملحقة وبصوت الممثلة الاولى "فاطمة الفالح"…هذه المسرحية لاتصلح لك ..وتضم القائمة الممنوعين كل نشاطات الحياة الجمعوية والإجتماعية المعروفة الآن! وكذلك نشاطات مهنية كألاطباء الجشعين ورجال الأعمال المنافقين!لإن المسرحية تتم في 2034 في بلد بتعريفه تسكنه التناقضات لكنها بالفعل أجمل بلد في العالم ولأنه كذلك تقام به مهرجانات من كل نوع وانتخابات حرة يشرف عليها مراقبين من الصين الشعبية.
لكن السيدة العائدة من الخارج "نيروز" بنت ريف الشمال الغربي وبعد حصولها على الدراسات الإقتصادية المتقدمة في الخارج وآخرها تنظيم المهرجانات الكبرى تتقدم بملفها للعمل بوزارة الثقافة على الرغم من تحذير والدتها الريفية والتى تؤمن بأن هذه الوظائف لا يقربها إلا المقربون من الدوائر المتنفذة العليا !لكن والدها يشجعها! وتكون المفاجأة قبولها !وتكون المهمة الأولى تنظيم المهرجان المُفتقد " أيام قرطاچ العالمية للبورنوجرافيا "!لكي تلحق البلادX - بعد أن فاتها عصر العلم -بألعصر" البرنوغرافي" بل وتتفوق فيه! لكن الباحثة المقتدرة لاتعمل وحدها بتنظيم المهرجان فهى يعمل معها" إبراهيم"المتحرش والسجين السابق وكذلك مدام كوكتيل زوجة البلچيكي وأخيرآ أخرى تمثل المرأة الشعبية المُعتادة وجميعهم(ن) لهم مقترحات سوريالية للمهرجان ولايمكن المساس به وبهن لأنهم مسنودين من أعلى.. وزيادة على ذلك يقترح كل وزير عليها طبيعة الأفلام الإباحية المُفضلة لوزارته! وتتدخل هي لكي تقترح مناقشات حول الرغبة الجنسية والإستمتاع الإنثوي والواقي الذكري المُفضل والمساواة بين الجنسين في هذا المجال وتفضيل ماهو محلي على المستورد! وينتهي الأمر بإللي مايعرف يقول سبول يا ولدي..
يتم إفتتاح المهرجان في الندوة الصحفية مع الإلتزام بالتشديد الوزاري على حضور ممثلة برنو من أصول فلسطينية حتى يُظهر للجميع التضامن مع القضية الأم .
تتم محاكمة" نيروز" في سبعة تُهم وتقدم مجمل أسبابها ويقدم الآخرون أسبابهم في مرافعات من شاشة سينمائية في خلفية الرُكح وكذلك مناقشات بين الممثلة ومساعد المخرج حول العمل نفسه (ڤيديو ) ..ويتم تمثيل ذلك بمرافعة أمام قاضي -المشاهدين ذاتهم- ولاتعترف نيروز في النهاية بعدالته وتقضم حياتها قربانآ لذلك، ولكن قراره كان مُسبقآ في اللاوعي الجمعيي هو إعدام فيروز بالمقصلة عقابآ على إقترابها من مناقشة الممنوع والمنتشر! الإعدام ينفذه(الكاريغرافي)"
مسرحية كابوسية من إستنباط خيال منزعج من تدهور أوضاع ثقافية وإجتماعية ربما تؤدي لما لايمكن تصوره الآن !وهو كابوسي ولذا ينصح مخرجه العديدين بعدم بمشاهدته.
"فاطمة فالح"أستاذة المسرح تخطت ادوارها التقليدية السابقة(رَوّح) لكي تؤدي دور مركب من شخصيات متناقضة في ذات الوقت !ولكن الجديد هو إداؤها الغنائي البديع لأغاني شعبية فلاحية تراثية لنساءالشمال الغربي وكذلك الرقص الياباني .
المُخرج "المنصف الزهروني" بخيال جامح ميلانكولي(Mélancoliquement ) قام بمزج الثقافي بألسياسي بمبالغات كاريكاتورية مفهومة وينقل المشاهد من المواقف المأساوية للكوميديا السوداء مباشرة وسط رُكح تحده من اليمين واليسار علامة" X"المميزة لأماكن التجارة الجنسية في عواصم الغرب! كما يحدد الرُكح-يمينآ ويسارآ- "مانكان"بلاستيك لرجال عاريين.
عرض مسرحي مُستفز بما يحتويه من خيال كئيب و"سوريالي-واقعي"كما تُصف البلاد التي يجري فيها X.. يقترح المهرجان كما لو كان "كارناڤال" تقليدي في أوربا الوسطى.
وهو قد يسبب نفور البعض والأعجاب من البعض الآخر كما هو حال الأعمال الطليعية الجديدة في الأسلوب والقضايا المسكوت عنها.
العرض المُستفز تم تقديمة أربعة مرات خلال شهري يناير- فيفري من العام 2025على رُكح التياترو وسط جمهور متميز من مختلف الأعمار والتخصصات ولاننصح بعدم مشاهدته عكس ماتقترحه مقدمته الساخرة فهو على رغم سوداويته يحث على التفكير.
إعدام "نيروز" على المقصلة وهي التى تمثل كما هو معروف بداية الربيع وذلك في ثقافة وسط آسيا وهو ليس قدر بل أن الأمر هو إختيار إجتماعي قد يتبدل وقد ينعكس.