لبنانيون يباشرون العودة إلى قراهم الحدودية مع انسحاب القوات "الاسرائيلية " منها

بيروت / وكالات - بدأ لبنانيون صباح اليوم الثلاثاء 18 فيفري 2025 بالعودة إلى قراهم الحدودية المدمرة في جنوب البلاد برفقة الجيش اللبناني، وذلك بعد انسحاب القوات الصهيونية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله.
وفي الطريق إلى كفركلا الحدودية، التي تعرّضت لدمار هائل، سار العشرات من الأهالي بين حقول الزيتون متوجهين نحو قريتهم، ليعاينوا منازل مدمّرة بالكامل.
وعبّر علاء الزين، أحد العائدين، عن صدمته قائلًا: "القرية منكوبة، أشبه بهيروشيما وناكازاكي، وكأن حربا نووية شنّت على كفركلا". وأضاف: "على الرغم من الدمار الهائل، لكن سكّان القرية جميعهم عائدون.. سننصب خيمة ونفترش الأرض".
ورغم الدمار وغياب مقوّمات الحياة، يتلهّف النازحون للعودة لمعاينة ممتلكاتهم وانتشال جثث مقاتلين من أبنائهم، بعد منعهم من العودة طيلة الأشهر الماضية.
وانتظر آخرون عند مدخل كفركلا برفقة الجيش اللبناني وسيارات الإسعاف التي استعدّت للدخول لانتشال جثث مقاتلين، على غرار سميرة جمعة التي جاءت بحثا عن شقيقها المقاتل. وتقول بتأثّر: "جئت بحثا عن أخي الشهيد في كفركلا.. لدينا يقين أنهم استشهدوا لكن نأمل أن يظهر عنهم شيء".
- الجيش ينتشر و الكيان الصهيوني يبقي على "5 نقاط"
وأكّد الجيش اللبناني صباح الثلاثاء انتشاره في 11 قرية بينها كفركلا، بعد انسحاب القوات الصهيونية في المقابل، أكد الكيان المحتل بقاءه في "خمس نقاط استراتيجية" في جنوب لبنان.
وتكرّر المشهد على الطريق المؤدي إلى بلدتي الطيبة والعديسة، حيث تجمعت ارتال من السيارات بانتظار السماح لها بالدخول. وفضلت عشرات العائلات التحرك سيرا على الأقدام، حاملين صور أفراد عائلاتهن من مقاتلي حزب الله وأعلام لبنان ورايات الحزب الصفراء.
- لبنان يدين استمرار الوجود الصهيوني
واعتبر لبنان استمرار الوجود الصهيوني في أي شبر من الأراضي اللبنانية "احتلالا"، وقرر التوجه لمجلس الأمن لإلزام الكيان الصهيوني بالانسحاب "الفوري".
ورأت الأمم المتحدة أن أي تأخير في انسحاب الجيش الصهيوني يعد انتهاكا للقرار الدولي 1701.
- تحذيرات من استحالة العودة بسبب الدمار
أعرب خبراء في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي عن استيائهم من استمرار "قتل المدنيين والتدمير المنهجي للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية الحيوية الأخرى في جنوب لبنان".
وحذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش من أنّ "تعمّد الكيان الصهيوني هدم منازل المدنيين والبنية التحتية المدنية واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة يجعل من المستحيل على العديد من السكان العودة إلى قراهم ومنازلهم".