قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان ـ اكتظاظ، أسعار من نار والمواطن يستغيث...

الشعب نيوز/ ريبورتاج رمزي الجبّاري - عدسة منتصر العكرمي - بأي حال يعود شهر رمضان لشهر مارس 2025 ـ وبأي حال يستقبله المواطن التونسي وهو الذي يئنّ تحت وطأة المصاريف اليومية؟ وكيف كانت الاستعدادات لهذا الشهر بالنسبة إلى تجار التفصيل في السوق المركزية بالعاصمة قبل يومين من حلوله؟.
الزائر إلى السوق المركزية يلاحظ حتى قبل الدخول إلى مختلف الأجنحة اكتظاظا كبيرا وهو ما فسره أحد المواطنين «باللهفة الرمضانية» إذ يتعمد الجميع التواجد في السوق المركزية وان لم يكن للتبضع فللفرجة والتجول وتمضية الوقت، فيما يؤكد حمدان ـ (تاجر غلال) أنّ السوق المركزية عرفت هذا الاكتظاظ على امتداد الأسبوع الاخير لشهر فيفري 2025.
* أولى البدايات...
كانت بداية إجراء هذا الريبورتاج من الباب الخاص بالخضر والغلال لأنه كان الاكثر أريحية من بقية الاجنحة إذ يمكن التجول فيه دون إبداء ملاحظة «سامحني نتعدى» لذلك سألنا العم علي بائع خضر عن «البيع والشراء» فقال إنّ كل شيء عادي في السوق المركزية بحكم طبيعة الفضاء الذي يوفر سلعا من النوع الرفيع مقابل أثمان ليست في متناول الجميع مقارنة بتنامي ظاهرة انتصاب الأسواق الشعبية في مختلف الاحياء المحيطة بالعاصمة.
الحوت يسابق الزمن، اللحوم في صعود مستمر واللحوم البيضاء بين بين!
اما حسين ـ (موظف) فانه يرى انّ الاسعار عادية جدا مقارنة بما يتوفر خلال هذه الفترة من السنة من منتوجات فلاحية الاّ انّ ما يمكن قوله «انّ اسعار الحوت وكل انواعه هي الخيالية إذ من غير المعقول انّ يكون نوعا من الحوت بـ 58 دينار نحن تركناه على تلك الحالة من الذهول وذهبنا الى حيث باعة التمور.
الدقلة عال بـ 14 دينارا والغلال لمن استطاع إليها سبيلا ـ البطاطا بدينارين والطماطم بـ 1690 والبصل بـ 1400! *
سألنا مواطنا اسمه فوزي ـ فأكد انّ الاسعار فوق طاقة الاقتراب من التمور ـ رغم ان الحكومة وفرت مكانا لبيع التمور من المنتج الى المستهلك وفي مقارنات بسيطة فانّ فارق الاسعار كبير بين المكانين اذ نجد في نقطة شارع بورقيبة الاسعار بين 8 و10 دنانير في حين نجدها في السوق المركزية الاسعار تتراوح بين 13٫750 و14د و16د. لكن رغم كل ذلك فانّ المواطن ملزم بشراء ما تعود على وجوده على طاولته في كل شهر رمضان إلاّ ان كل ذلك لا ينفي توفر كل المنتجات بصورة تلبي كل الرغبات والاحتياجات!
* فرق مراقبة الأسعار.
رغم توفر الرقابة داخل السوق المركزية زيادة على الفرق الصحية على اهميتها وحضورها اللافت لاجل ان يطمئن المواطن في ظل تعدد الامراض وسعي بعض التجار لبيع وعرض بعض المنتوجات سريعة التعفن والفساد ونحن نتجول بين الاروقة لاحظنا صياحا وضجيجا متأت من الاماكن المتخصصة في بيع الاجبان والدجاج فوجدنا فريقا رقابيا هناك يقوم بعملية تفقد عادية الا ان احد الباعة رفض العملية من الاساس ـ لكنه سرعان ما عاد إلى رشده وترك فريق العمل يقوم بواجبه.
الجلبانة بـ 4 دنانير للكلغ والفلفل حار بـ 3750...
قلنا منذ البداية ان الاكتظاظ كان فوق طاقة التوقع والاستيعاب وهو ما جعل عمليات «المقارنة بين الاسعار صعبة جدا لكنّ هذا لا يمنع من القول انّ المواطنين يؤكدون انّ الاسعار مرتفعة اياما قليلة قبل حلول شهر رمضان اذ سجّلنا مثلا عروضا للبطاطا بدينارين ـ والجلبانة بـ 4 دنانير والفلفل الحار بـ 3750 مليم ـ والطماطم بـ 1690م والخص بـ 1300مليم والمعدنوس ـ بـ 600 وثمة كذلك بـ 700 م اما البصل فهو على اختلاف اسعاره مرتفع اذ يتراوح بين 1400م و1900م.
* من مختلف الاعمار
يمكن القول انّ كل الاعمار كانت متواجدة في السوق المركزية للحصول على ما تحتاجه العائلة سواء قبل او خلال شهر رمضان وهو ما دفعنا لنسأل الخالة «عجمية» التي قالت انّ شهر رمضان يحل سنويا ببركاته وانه يتكرر اما الانسان فان الذي يذهب لا يعود لذلك لابدّ من الاكتفاء بالموجود وعدم ارهاق الناس بكثرة المصروف لمنتوجات قد لا يحتاجها الواحد منا فيما اكدت سمية (طالبة) انها تقطن مع زميلتها وانها تضطر يوميا للتسوق بحكم انها مرة «تطيب» وفي كثير من الاحيان تشتري الجاهز اما وقد حل شهر رمضان فانها ستكون مضطرة للتسوق يوميا ولطهي الاطعمة بعد ذهابها الى الجامعة.
* في اتجاه مطاعم حلق الوادي اكدت لنا السيدة «٬ريم« موظفة انها وعائلتها تعودت سنويا على التواجد في مطاعم حلق الوادي التي توفر اكلات شهية ومتنوعة بأسعار متفاوتة تفي بالحاجة بعيدا عن ضوضاء «الكوجينة المنزلية» وغسل الاواني بعد أذان المغرب وهي عملية صعبة ومتكررة وموجعة بشكل من الاشكال.
قلنا إنّ اسعار انواع الحوت على اختلافها اسعار من نار ـ ورغم ذلك فانّ المواطن علي قال لـ «الشعب» انه مضطر للشراء على اسعارها الخيالية بحكم انه مريض وانّ الطبيب امره بشراء الحوت ليعوض الحراريات الضرورية في جسمه النحيف اما اسماء (طالبة) فانها اكدت انّها متواجدة في فضاء الحوت هكذا من باب مكره اخاك لا بطل او لتملأ باب الفضول فقط!
لا تكفي جدولة فاتورتي الستاغ والصوناد والحل في تولي الدولة دفع ما تخلد
كيف يمكن لمواطن يتقاضى اجرة شهرية بـ 600 دينار ان يقتني حاجاته من الغلة هكذا بادرنا حمزة بالحديث المشبع مؤكدا انه وعائلته لا يمكنه شراء غلة السوق المركزية لانها «غالية جدا» اما علي (عاطل عن العمل) فهو يرى انّ للغلة ناسها ـ فحتى البنان المسعر اسعاره قفزت اما التفاح فشطره مضروب ويباع فوق 5 دنانير اما عن البرتقال فهو الآخر غال على العائلات التونسية ومداخيلها الشهرية المحدودة. في حين حدثنا العم بشير على كون فاتورتي الستاغ والصوناد لا يمكن دفعهما وحتى الامر الذي اصدره رئيس الدولة للتقسيط فانّ العملية تبدو صعبة وانّ على الدولة التكفل لهما بما انّها دولة اجتماعية.
* نشر في العدد الورقي من جريدة الشعب رقم 1838 بتاريخ 27 فيفري 2025.