من رماد الحرب إلى أمواج الأمل : صياد فلسطيني يحول باب ثلاجة إلى قارب صيد في غزة

غزة / وكالات - في قطاع غزة المدمر، حيث طالت آلة الحرب الصهيونية كل شيء، بما في ذلك سبل العيش، لم يستسلم الصياد خالد حبيب لليأس، بل لجأ إلى الابتكار والإبداع ليصنع قارب صيد من باب ثلاجة قديم، ليقاوم به قسوة الظروف ويؤمن قوت عائلته.
بعد أن دمر الجيش الصهيوني قاربه، لم يجد حبيب سوى باب ثلاجة قديم، فقام بتحويله إلى لوح عائم يركبه للصيد في ميناء غزة، الذي لم ينجُ كغيره من مناطق القطاع ومنشآته من القصف الصهيوني المدمر خلال أكثر من خمسة عشر شهرًا من الحرب.
- "لم يتبق قوارب صيد.. دمروا جميع قوارب الصيادين" -
يقول حبيب: "الوضع صعب جدًا، لم يتبق قوارب صيد، جميع القوارب مدمرة ومكوَّمة على الشاطئ ومعاناة الناس كبيرة". ويضيف أن الجيش الصهيوني "دمر جميع قوارب الصياد، افتعلوا إبادة".
- من باب ثلاجة إلى قارب أمل -
أمام هذه الصعوبات، قرر حبيب أن يجرب صنع قارب من باب ثلاجة حشاه بالفلين لكي يطفو، وغطى سطحه بالخشب والجانب السفلي بالنايلون لحمايته من الماء.
وعلى القارب المسطح المستحدث، يقف حبيب على اللوح الخشبي ويجدف وهو واقف. ولالتقاط السمك، صنع أقفاصًا من الأسلاك، لأن شباك الصيد لم تعد متوفرة. ويستخدم لجذب السمك قطع خبز وعجينة يثبتها على فتحات القفص.
- تدهور حاد في قطاع الصيد في غزة -
قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إن "متوسط الصيد اليومي في غزة انخفض بين أكتوبر 2023 وأفريل 2024 إلى 7,3 % فقط من مستويات 2022، مما تسبب في خسارة إنتاجية قدرها 17,5 مليون دولار".
- حتى الهدنة لا تضمن السلامة -
يقول حبيب إنه حتى "مع وجود هدنة، إذا خرجنا من الميناء، الزوارق الصهيونية تطلق علينا النار ... أصيب عدد (من الصيادين) عندما دخلوا البحر ... لا نستطيع الدخول لمسافة كبيرة".
- صيد قليل يكفي لإعالة العائلة ومساعدة الآخرين -
يقول حبيب: "كمية السمك التي أصيدها قليلة تكفي لاستهلاك عائلتي"، وأحيانًا يبيع القليل في السوق الذي قلما يوجد فيه باعة أو متسوقون، خلافا للحركة والنشاط اللذين كانا سائدين قبل الحرب. ويضيف إنه على الرغم من صيده الصغير، فإنه يحاول مساعدة الآخرين عبر بيع البعض منه "بسعر منخفض" على الرغم من ارتفاع الأسعار.
- فكرة حبيب تلهم الآخرين -
لاقت فكرة حبيب استحسانًا لدى العديد من الصيادين وخاصة الجيل الأصغر سناً الذين صنعوا ألواحًا عائمة مماثلة. ويمكن للوح العائم حمل ثلاثة أشخاص وأحيانًا يضع عليه كرسي إذا ما أراد أن يستريح من الوقوف أثناء الصيد.
- جيل جديد يتعلم السباحة وركوب البحر -
ويبدو حبيب سعيدًا وهو يتابع الشباب والأطفال وهم يسبحون ويحاولون ركوب اللوح العائم والحفاظ على توازنهم.
ويقول: "لو أنشأنا جيلاً جديدًا يتعلم السباحة وصنعنا له قوارب من أبواب الثلاجات سيتعلم الجميع السباحة والتجديف وخوض غمار البحر، وهذا أفضل لهم".
في قصة خالد حبيب، تتجسد روح الصمود والإبداع لدى الشعب الفلسطيني في مواجهة الصعاب والتحديات، وتحويل الألم إلى أمل، واليأس إلى إصرار على الحياة.