مداخيلها لفائدة ودادية وزارة الثقافة : مسرحية "فيزا " لكريم الغربي تذكر الجمهور بمنتوجه التلفزي

الشعب نيوز / ناجح مبارك -  جمهور غفير جدا متعطش للضحك، غصت به قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي مساء الثلاثاء 25 مارس 2025، جاء خصيصا لمتابعة عرض مسرحية "فيزا" لكريم الغربي تنظيم ودادية وزارة الشؤون الثقافية.

* اجتماعي وشبابي

 "فيزا" "وان مان شو" ساخر سلّط فيه كريم الغربي الضوء على عديد المواضيع الاجتماعية لعل أهمّها حلم الهجرة ورغبة الشباب التونسي في الزواج من أجنبيات كوسيلة بحث عن حياة أفضل.

بطريقة ارتجالية شاكس كريم الغربي جمهوره بداية العرض، فجاءت مداخلاته في شكل الهزل الذي يراد به الجدّ حيث عرج على مواضيع حارقة منها أسباب المشاكل بين الأزواج التي تؤدي في مجملها الى الطلاق، كالعلاقات السامة وعدم الاهتمام وانعدام الثقة وغيرها من الأسباب .

ساعتان من الضحك تمكن خلالهما كريم الغربي من شدّ الجمهور الذي لم يبارح مكانه الى نهاية العرض حيث نجح في محاكاة الواقع فكان عمله عبارة عن مرآة عاكسة لتونس اليوم بأسلوب لم يخل من كوميديا سوداء ونقد لاذع .

* شعور بالغبن

في هذا العمل المسرحي يتحدث كريم الغربي عن شاب اصطدم بواقع خيب كل ٱماله بعد سنوات من التعب والمعاناة والدراسة وأمام شعوره بالغبن وانسداد كل الآفاق أمامه وعجزه عن ايجاد عمل يلجأ الى العالم الافتراضي وتنطلق رحلة بحثه عن أجنبية تساعده على الهجرة والعبور الى الضفّة الأخرى.

في الأثناء يتعرف كريم على فتاة بلجيكية تدعى « آنّا » فتتضاعف أحلامه ويرتفع سقف أمنياته ولاكتمال الحلم تزوره حبيبته البلجيكية بإقحام شخصية « أنّا » في التسلسل الدرامي للأحداث ينتقد كريم الغربي بأسلوب هزلي ساخر عديد الظواهر الاجتماعية بداية بالإجراءات الإدارية المعقدة مرورا بالسكيزوفرينيا التي يعاني منها البعض، كما يعرّج كريم الغربي على موضوع الزواج والشروط المجحفة التي تضعها بعض العائلات التونسية .

* رشوة وانتهازية

عديدة هي المواضع التي ينتقدها كريم في "فيزا" من البنية التحتية المتهرئة مرورا بالرشوة والانتهازية والبيروقراطية الإدارية وانتشار ظاهرة التحرّش والعلاقات الأسرية المفتقرة للحب.

يحقق كريم حلم الهجرة ، لكن هناك في بلجيكا يصطدم بواقع مغاير لواقعنا وبتقاليد وعادات لا تشبهنا ويتحدث عن صعوبة التأقلم والاندماج مع المجتمعات الغربية. 

"فيزا" تضم عديد الرسائل الرمزية لعل اهمها حب الوطن وكون الهجرة لا تشكل الحلّ أحيانا .