"تقرير حالة حقوق الانسان في العالم : منظمة العفو الدولية تحذر من أزمة حقوقية عالمية مع تسارع التوجهات المدمرة جراء "تأثير ترامب

الشعب نيوز / وكالات - حذّرت منظمة العفو الدولية اليوم الاربعاء 30 افريل 2025، لدى إطلاق تقريرها السنوي بعنوان حالة حقوق الإنسان في العالم، من أن حملة إدارة ترامب ضد الحقوق تُسرّع التوجهات الضارة القائمة أصلًا، وتقوّض الحماية الدولية لحقوق الإنسان، وتعرّض مليارات الأشخاص حول العالم للخطر.
وقالت منظمة العفو الدولية، في معرض تقييمها لحالة حقوق الإنسان في 150 بلدًا، إن ما يُعرف بـ "تأثير ترامب" فاقم الأضرار التي ألحقها قادة آخرون حول العالم خلال 2024، إذ قوّض عقودٌ من الجهود المبذولة في ترسيخ حقوق الإنسان العالمية للجميع، ودفع البشرية نحو حقبة جديدة قاسية تتشابك فيها الممارسات الاستبدادية مع جشع الشركات.
وقالت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: "حذّرنا، عامًا تلو الآخر، من مخاطر تدهور وضع حقوق الإنسان.
إن الأحداث التي شهدتها الأشهر الـ 12 الماضية -خاصة أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، كشفت مدى البشاعة التي يمكن أن يصل إليها العالم عندما تتخلى أقوى الدول عن القانون الدولي وتتجاهل المؤسسات متعددة الأطراف".
ويوثق تقرير حالة حقوق الإنسان في العالم حملات القمع المروعة والواسعة ضد المعارضين، والتصعيد الكارثي للنزاعات المسلحة، والجهود غير الكافية لمعالجة انهيار المناخ، والتصاعد العالمي للاعتداءات على حقوق المهاجرين واللاجئين والنساء والفتيات وأفراد مجتمع الميم. فكلٌّ من هذه الجوانب يواجه مزيدًا من التدهور في عام 2025 المضطرب ما لم يتحقق تحول جذري عالمي.
وأضافت أنياس كالامار قائلة: "في أول مئة يوم من ولاية الرئيس ترامب الثانية، أظهر ازدراءً مطلقًا لحقوق الإنسان العالمية. فقد استهدفت حكومته، بخطى سريعة ومتعمدة، المؤسسات والمبادرات الأمريكية والدولية الحيوية، التي أُنشئت لجعل عالمنا أكثر أمانًا وعدلًا...لنكن واضحين: جذور هذا الداء أعمق بكثير من تصرفات الرئيس ترامب. فمنذ عدة سنوات، نشهد انتشارًا متسارعًا للممارسات الاستبدادية بين دول العالم، مدعومًا من قادة طامحين ومنتخبين يتصرفون طواعية محراكًا للدمار".
* النزاعات المسلحة تبرز الإخفاقات المتكررة
مع تزايد النزاعات أو تصاعدها، تصرفت قوات الدول والجماعات المسلحة دون رادع، مرتكبةً جرائم حرب وانتهاكات جسيمة أخرى للقانون الدولي الإنساني، مما ألحق دمارًا بحياة الملايين.
ووثقت منظمة العفو الدولية الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة في تقرير تاريخي، واتسم ما تمارسه إسرائيل من نظام أبارتهايد واحتلال غير مشروع في الضفة الغربية بالعنف المتزايد.
وفي الوقت نفسه، قتلت روسيا مزيدًا من المدنيين الأوكرانيين في 2024 مقارنة بالعام السابق، مستمرة في استهداف البنية التحتية المدنية، وتعريض المحتجزين للتعذيب والاختفاء القسري.
وارتكبت قوات الدعم السريع في السودان أعمال عنف جنسي واسعة النطاق ضد النساء والفتيات ارتقت إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية محتملة، في حين ارتفع عدد النازحين داخليًا بسبب الحرب الأهلية السودانية المستمرة منذ عامين إلى 11 مليونًا –أكثر من أي مكان آخر في العالم.
ومع ذلك، لاقى هذا النزاع تجاهلًا شبه تام على الصعيد العالمي –باستثناء بعض الجهات الانتهازية التي استغلت الفرص لخرق حظر الأسلحة المفروض على دارفور.
وأثّر التعليق الأول للمساعدات الخارجية الأمريكية أيضًا على خدمات الصحة والدعم للأطفال الذين تم فصلهم قسريًا عن عائلاتهم في مخيمات الاحتجاز في سوريا، كما أن تقليص المساعدات المفاجئ أدى إلى إغلاق برامج منقذة للحياة في اليمن، بما في ذلك لعلاج سوء التغذية لدى الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات، والملاجئ الآمنة للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والرعاية الصحية للأطفال الذين يعانون من الكوليرا وأمراض أخرى.
* الحكومات تتخلى عن مسؤوليتها تجاه الأجيال القادمة
يقدم تقرير حالة حقوق الإنسان في العالم دليلًا واضحًا على أن العالم يحكم على الأجيال القادمة بمستقبل أشد قسوة، نتيجة للإخفاقات الجماعية في التصدي لأزمة المناخ، ومعالجة التفاوتات المتزايدة، وكبح نفوذ الشركات الكبرى.
فقد كانت قمة مؤتمر كوب 29 بمثابة انتكاسة كارثية؛ إذ أعاق عدد غير مسبوق من جماعات الضغط التابعة لصناعة الوقود الأحفوري التقدم نحو التخلص العادل من هذه المصادر، بينما فرضت البلدان الأكثر ثراءً إرادتها على البلدان منخفضة الدخل، مجبرة إياها على القبول باتفاقيات تمويل مناخي هزيلة ومجحفة.
وتواصل الحكومات إلحاق المزيد من الضرر بالأجيال الحالية والمستقبلية من خلال تقاعسها عن تنظيم التقنيات الحديثة بشكل ملائم، وإساءة استخدام أدوات المراقبة، وترسيخ التمييز المجحف وعدم المساواة من خلال التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي. ولطالما سهلت شركات التكنولوجيا الممارسات التمييزية والاستبدادية، إلا أن الرئيس ترامب فاقم هذا التوجه، حيث شجع شركات منصات التواصل الاجتماعي على التراجع عن تدابير الحماية –بما في ذلك إزالة ميتا لتدقيق الحقائق من قبل أطراف ثالثة– والتركيز على نموذج عمل يمكّن من انتشار المحتوى المفعم بالكراهية والعنف. كما أن التوافق بين إدارة ترامب ومليارديرات التكنولوجيا يهدد أيضًا بفتح الباب أمام عصر من الفساد المستشري، والمعلومات المضللة، والإفلات من العقاب، واستحواذ الشركات الكبرى على سلطة الدولة.
* جهود أساسية لتعزيز العدالة الدولية
على الرغم من المعارضة المتزايدة من الدول الكبرى –التي زاد من حدتها هذا العام فرض إدارة ترامب عقوبات مخزية ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية– إلا أن العدالة الدولية والهيئات متعددة الأطراف واصلت الدفع من أجل إجراء المساءلة على أعلى المستويات، حيث قادت حكومات من دول الجنوب عدة مبادرات مهمة.
وأصدرت محكمة العدل الدولية ثلاث مجموعات من أوامر التدابير المؤقتة في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بموج.