الطبوبي في عيد الشغل(2): أخمدوا صوت العمال في 78 و84 وباعوا مئات المؤسسات العمومية

بطحاء محمد علي/ الشعب نيوز – تطرق الأخ نورالدين الطبوبي في الجزء الثاني من الكلمة التي القاها بمناسبة الاحتفال بعيد الشغل العالمي الى المعارك التي سبق ان عرفها الاتحاد وخرج منها منتصرا، وعلى رأسها أزمتي جانفي 1978 وجانفي 1984 حيث قال:
لقد خاض العمّال والنقابيون في تونس، منذ محمّد علي الحامي وجامعة عموم العملة ومرورا ببلقاسم القناوي وجامعته الثانية وصولا إلى الشهيد فرحات حشّاد ورفاق التأسيس، معارك عديدة ولم يتوانوا عن الذود على الوطن وعن الاستقلال وعن الحرّية والكرامة والعدالة الاجتماعية، لعلّ أبرزها معركتا 26 جانفي 1978 وجانفي 1984 اللتين سقط فيهما مئاتالشهداء برصاص البوليس وعمدت خلالها السلطة إلى تنصيب قيادات موالية سعيا إلى تدجين اتّحادِكم وضربِ استقلاليّتِه وإخمادِ النضال العمّالي ضدّ خياراتها الليبيرالية واللاّشعبية واللاديمقراطية ... ومنها برنامج الإصلاح الهيكلي سيّء الذكر، وسعت إلى ضرب كلِّ حركةٍ احتجاجية ومطلبيّة لتحسين ظروف العمل وتحقيقِ العيش الكريم للشغّالين.
كما كانت قد عمدت إلى الزجّ بالعمال وبالنقابيين في السجون وفي مقدّمتهم الزعيم النقابي الوطني المرحوم الحبيب عاشور وإلى طرد الآلاف منهم من العمل والتنكيل بهم وبأُسرِهم، وانتصبت محاكماتِ صورية أصدرت أحكاما جائرة ضدّ مناضلي الاتحاد وقياداتِه. وبذلك وفّر نظام الحكم لنفسه فرصة للتفريطِ في مئات المؤسّساتِ العموميةِ وضربِ مكاسبِ الشعب والتضييقِ على سُبُلِ عيشهم وتجميدِ أجورِهم وتسريحِ الآلاف منهم، استجابة لتعليمات الدوائر المالية العالمية التي خلقت أزمةً عامّة عصفت بالبلاد ووضعتْها على حافةِ الإفلاس عمّقها رفضُ السلطة لحوار الاجتماعي واتباعها سياسة الانغلاق ومحاصرة وملاحقة القوى السياسية والاجتماعية.
ورغم كلّ ذلك العسف والتنكيل فقد صمد النقابيون وتمسّكوا بالدفاع عن حقوق الشغالين والفقراء وعموم الشعب في الحرية والعدالة وعادوا إلى واجهة الصراع وأثبتوا فشل السياسات العمومية التي لا تراعي حاجات الشعب وانتظاراتهم لا فقط في العيش الكريم وإنّما أيضا في الحقّ في الحرية والديمقراطية بوصفهم مواطنون لا رعايا.