وثائقي

محمد الطرابلسي يروي للشعب نيوز ملحمة اللجنة الوطنية لمناهضة العدوان على العراق والمطالبة برفع الحصار

* الباخرة التي في الصورة تدعى بلقيس ولكن لم نعرف ان كانت هي التي وقع توجيهها الى العراق محملة بالمساعدات ام لا.

[ على هامش تنظيم قافلة الصمود التي ستتوجه قريبا الى غزة بتدبير من تنسيقية العمل المشترك من اجل فلسطين، خصنا الاخ محمد الطرابلسي الامين العام المساعد السابق للاتحاد العام التونسي للشغل ومدير جريدة الشعب بشهادة قيمة عن "اللجنة الوطنية لمناهضة العدوان على العراق والمطالبة برفع الحصار" التي استمرت في العمل من سنة 1991 الى سنة 2003 وعن دور الاتحاد ومناضليه في احداثها وتنشيطها وتحقيق اهدافها]

الشعب نيوز/ محمد الطرابلسي  

 لم يتردد الاتحاد منذ انطلاق الحصار الإجرامي على العراق مطلع التسعينات من القرن الماضي عن الوقوف الى جانب الشعب العراقي انطلاقا من باخرة بلقيس التي اعترضتها البحرية البريطانية ومنعتها من الوصول إلى قناة السويس وصولا الى تأسيس اللجنة الوطنية. كان الاتحاد طيلة 12 سنة يرسل بانتظام وبمعدل قافلتين كل سنة مساعدات الى الأشقاء بالعراق.

كنت المتحدث باسم "اللجنة الوطنية لمناهضة العدوان على العراق والمطالبة برفع الحصار" (CNCALEI) وذلك من عام 1991 إلى غاية 2003. وعلى مدى 12 سنة، قام الاتحاد العام التونسي للشغل، والمجتمع المدني، والمواطنون التونسيون، عبر اللجنة، بإرسال مئات المنتجات لتحدي الحصار ومساعدة الشعب العراقي الذي كان يعاني من عقوبات إجرامية.    

تمكنا من إيصال مئات الأطنان من المواد الغذائية، والأدوية، واللوازم المدرسية، وغيرها، إلى العراق (دون احتساب مبادرات أخرى)، وذلك في ظروف صعبة للغاية، بل وخطيرة، نظراً للمراقبة المستمرة من قبل القوات الأمريكية والبريطانية (خصوصاً) على الحدود.

وكانت العقبات التي وضعها الجيران العرب والإيرانيون لدخول المواد الغذائية أو غيرها من المنتجات الأساسية إلى العراق، قد زادت الأمر تعقيداً، وكانوا يجبروننا أحياناً على قضاء ليالٍ في الصحراء على الحدود، ننتظر إذناً أو خضوعاً لتفتيش دقيق للتبرعات.

في بعض الأحيان، كانت الشاحنات تُفرغ عند نقاط الحدود، وتُفتح الطرود، ويُحصى مثلاً دواء ارتفاع الضغط أو السكري قرصاً قرصاً.

كان الأمر شاقاً، لكنه كان ضرورياً.

لقد كان الشعب العراقي مهدداً بالمجاعة، وقد فقد مليون طفل حياتهم بسبب نقص الرعاية الصحية والجوع خلال سنوات الحصار.

وأذكر أن الأخ عبد المجيد الصحراوي كان رئيسا للجنة الوطنية لصد العدوان ورفع الحصار عن العراق الى غاية مغادرته لمسؤولياته بالمكتب التنفيذي .. وقد  كنت انا الناطق الرسمي لها. و لم نشأ تعيين رئيس بديل له تضامنا معه.

و تأتي كل هذه المساعدات من تبرعات الاتحاد وبعض المنظمات والأفراد وكذلك من عدد من المؤسسات العمومية والخاصة. ويقع تجميعها بالاتحادات الجهوية قبل أن يتم اتصالها الى الاتحاد العام وشحنها الى عمان او دمشق ومن هناك يتم اتصالها الى العراق برا بقطع مسافة ما بين 700 و 900 كلم.

كما تم تسيير قوافل أخرى من طرف بعض الاتحادات الجهوية التي ابرمت اتفاقيات توأمة مع بعض فروع الاتحاد العام بالعراق المحافظات.

هذا التضامن، بلا شك، أنقذ آلاف الأرواح.

وددت لو أن السلطات التونسية قدمت هذا التبرع إلى إخوتنا وأخواتنا في غزة، فهم في أمسّ الحاجة إليه.

بالمناسبة، عودة بالصور على تلك الملحمة التضامنية التي خاضها النقابيون في الاتحاد بحماس منقطع النظير

اثنتان من الدفعات الاولى للمساعدات التي وجهت للعراق منتصف التسعين وتمثلت في ادوية جمعها الاتحاد وشارك فيها التلاميذ

كميات المساعدات التي وفرها التونسيون كانت فوق المتوقع وقد وقع تجميعها...

في قاعة سوق هراس بالمقر المركزي وفي مقر جريدة الشعب الى جانب الاتحادات الجهوية

مسؤولون نقابيون من مختلف القطاعات ساهموا في التجميع والتصنيف والترتيب والتعبئة

سلاسل بشرية من النقابيين والشغالين ساهموا

....في شحن الكراتين 

...على الشاحنات قبل توجيهها الى المطار لنقلها الى عمان جوا ثم الى بغداد برا

واحدة من مئات الفعاليات التي نظمها الاتحاد للمطالبة برفع الحصار عن العراق

التبرع للعراق كان بالدم ايضا وفي الصورتين نقابيين وصحفيين يتبرعون للعراق في مصحة اقيمت داخل مقر الاتحاد

 

الاتحاد كسر الحصار بالمشاركة في رحلة جوية الى بغداد وهنا نرى علي حسن المجيد عضو القيادة العراقية مصافحا

لرئيس الوفد النقابي التونسي الاخ الهادي الغضباني بحضور عدد كبير من النقابيين التونسيين والعراقيين