وطني

الاتحاد ومناضلوه يتحملون مسؤولياتهم بالكامل: يراقبون، يحللون، يدرسون ويقترحــــــــــــــــــون

 في سياق عمل الاتحاد اليومي، كشف الأخ حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الشؤون القانونية ان المنظمة منكبّة على إعداد رؤيتها بشأن التعديلات الدستورية الواجب اتخاذها ورؤيتها في مراجعة القانون الانتخابي في شموليته وفي علاقة بتمويل الأحزاب والجمعيات والحكم المحلي والتدبير وغيرها من الملفات التي تهم هذا الموضوع.
في الاتحاد نعمل
جاء هذا التصريح أو الاعلام الموجه للنقابيين والقاعدة العمالية العريضة وكذلك أيضا الى عموم الشعب التونسي للتدليل على أن " ماكينة " الاتحاد لا تتوقف عن العمل أبدا. فالنشاط النقابي متواصل بوتيرة أخذة بالتصاعد منذ العودة المدرسية والإدارية وانفراج الوضع الوبائي والنضالات أخذة بالتزايد من يوم الى آخر حيث تذهب من الدفاع عن عامل تربية اعتدى عليه أولياء الى الدفاع عن عمومية مؤسسة يقع الاعداد لنهشها مرورا بالتصدي لعملية بيع 400 شجرة قد لا يمكن تعويضها وتمليك عاملات الفلاحة في أراض خدمنها طول حياتهن.
قبل كل هذا، وبعده، من تحت ومن فوق ومن أي جانب ممكن، فان الاتحاد يحمل هموم الوطن ويفكر دوما في ازدهاره ورقيه ويبذل كل ما في وسعه من جهود من اجل مناعته ومن اجل حمايته وذلك عبر وسائط عديدة وبوسائل مختلفة سواء في الداخل او في الخارج. وليس في وارد هذا المقال أن يعددها طالما انها كثيرة ومعلومة وطالما ان الاتحاد ينأى عن مدح نفسه بنفسه.

وفي الاتحاد نفكر
لقد تلازم في الاتحاد العمل بالفكر والساعد، وحده الذي يفكر هو الموجود، وحده الذي يفكر يضمن لنفسه الديمومة.
يفكر الاتحاد طبعا كيف يفعل، وكيف يحقق من الأهداف ما ذكر، ويفكر كيف يستزيد المكاسب، للعمال وللوطن. من خصوصية الاتحاد، منذ نشأته، انه يفكر، وانه " يفكر بغيره ". 
كم من دراسة أعدها الاتحاد منذ نشأته؟ كم من تقرير ألفه الاتحاد منذ تأسيسه؟ ليس في الإمكان الاتيان عليها جميعها لأنها كثيرة ومتعددة الأغراض.
ولان الذاكرة النقابية والعمالية والوطنية لم يأكلها الصدأ، تجدر الإشارة على سبيل المثال الى برنامج التعليم الحديث الذي وقع تنفيذه بداية من سنة 1958 والذي يفخر الكثيرون اليوم انهم من نتاجه وانه كان مصعدهم الاجتماعي.  
تجدر الإشارة أيضا الى أن برنامج الصحة عموما وبرنامج الصحة الوقائية بالأساس أوائل الاستقلال هو نتاج فكر نقابي
وان البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي بنى مؤسسات القطاع العام وحقق معجزات القفزة التي حققتها البلاد المتحررة لتوها من ربقة الاستعمار هو نتاج فكر نقابي.

برامج وتقاريرمتنوعة
وتكفي الإشارة الى أن أغلب المؤتمرات العادية للاتحاد منذ تأسيسه لم تخل من برامج اقتصادية واجتماعية تضمنت دراسات قيمة عن مختلف المجالات وخاصة كما كبيرا من الاقتراحات الجاهزة للتطبيق والكفيلة بإحداث النقلة النوعية المنشودة. بل لقد ذهب الاتحاد الى أبعد حيث أعد دراسات عن التنمية في عدة جهات ودراسات تفصيلية عن عدد كبير من القطاعات.
لم يبخل الاتحاد بدراساته وأفكاره وبرامجه عن أي من الحكام الذين تداولوا على إدارة شأن البلاد قناعة منه أن الامر يتعلق بخدمة البلاد قبل خدمة الافراد وحتى ان حصل فقد بقيت الخدمة والبلاد وذهب الافراد.

اقتراح يكشف اقتراحا آخر
لذلك، لما جرى ما قد جرى بعد 2019 من تعفن للحياة السياسية في البلاد وترذيل للمؤسسات الدستورية وانتشار غير مسبوق للفساد، بادر الاتحاد باقتراح العودة الى الحوار الوطني باعتباره وسيلة امكن لها في وقت ما انقاذ البلاد والعباد من مصير مجهول. 
ثم لما جرى ما قد جرى بعد 25 جويلية، بادر الاتحاد مرة أخرى باقتراح خارطة طريق تضمنت أفكارا واقتراحات لحل العديد من المسائل التي مازالت قائمة الى اليوم.

اللوم على التقصير وليس على التفكير
الان وقد جرى ما جرى بموجب الامر عدد 117، لن يتأخر الاتحاد في تقديم ما يتوفر لديه من أفكار واقتراحات تتعلق برؤية خصوصية في التعديلات الدستورية التي يراها ملائمة ومراجعة القانون الانتخابي وتمويل الأحزاب والجمعيات والحكم المحلي.
الاتحاد ومناضلوه يتحملون مسؤولياتهم بالكامل: يراقبون، يحللون، يدرسون ويقترحــــــــــــــــــون. أما تطبيق الأفكار والاقتراحات، والعمل بها من عدمه، فتلك مسؤولية الأطراف المقابلة. وأيا كان الامر فان الاتحاد ومناضلوه لن يقبلوا بالتقصير في حق شعبهم ولكن أيضا لن يتوقفوا عن الدرس والتفكير والاقتراح.

حمدي البرجي