دولي

غارات "إسرائيلية" واسعة على إيران تستهدف مواقع نووية وعسكرية وتقتل قادة بارزين؛ طهران تتوعد برد قاسٍ وتحمّل واشنطن المسؤولية

طهران / وكالات -  شن الكيان الصهيوني ، صباح اليوم الجمعة 13 جوان 2025، سلسلة ضربات جوية واسعة النطاق استهدفت مواقع نووية وعسكرية حساسة في إيران، بما في ذلك منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، مما أسفر عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين بارزين وعلماء نوويين.

وفي رد فعل غاضب، توعد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الكيان الصهيوني  "بمصير مرير ومؤلم"، فيما أكدت طهران "حقها القانوني والمشروع" في الرد، محملة الولايات المتحدة، حليفة الكيان المحتل ، "تبعات" هذا الهجوم غير المسبوق.

خسائر إيرانية فادحة وهجوم على "قلب" البرنامج النووي

أعلن الإعلام الإيراني الرسمي مقتل شخصيات عسكرية رفيعة المستوى، بينهم رئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، والقيادي البارز في الحرس غلام علي رشيد.

كما أكدت التقارير مقتل عالمين نوويين هما محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي. وأفاد التلفزيون الإيراني بإصابة 50 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، جراء الغارات.

وأكد التلفزيون الإيراني أن موقع نطنز، المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد، تعرض للقصف الجوي الصهيوني "مرات عدة" فجر الجمعة، عارضًا مشاهد لدخان كثيف يتصاعد من الموقع.

كما ذكر أن الغارات طالت ثلاثة مواقع عسكرية في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب البلاد.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية استهداف نطنز، مشيرة إلى أنها تتابع الوضع عن كثب.

من جانبه، وصف رئيس الوزراء الصهيوني  بنيامين نتانياهو الضربات الأولى بأنها "ناجحة للغاية"، مؤكدًا في رسالة مصورة أن العملية استهدفت "قلب" البرنامج النووي الإيراني و"قلب برنامج الصواريخ البالستية"، بالإضافة إلى "علماء" إيرانيين.

وأضاف أن العملية ستستمر "بقدر ما يلزم من أيام". فيما وصف رئيس أركان الجيش الصهيوني، اللفتنانت جنرال إيال زامير، الغارات بأنها "حملة تاريخية لا مثيل لها"، محذرًا من أن نتيجتها قد لا تكون "نجاحًا مطلقًا" وداعيًا الصهاينة  للاستعداد لرد إيراني محتمل.

ردود فعل وتهديدات متبادلة

توعد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بأن "الكيان الصهيوني أعد بهذه الجريمة مصيرًا مريرًا ومؤلماً لنفسه، وسيجنيه حتمًا".

وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن "الخطوات العدائية للكيان الصهيوني لا يمكن أن تكون قد نفذت من دون تنسيق وإذن الولايات المتحدة"، معتبرة واشنطن "مسؤولة عن التأثير الخطر وتداعيات مغامرات الكيان الصهيوني". وفي السياق ذاته، حذر وزير الدفاع الصهيوني  إسرائيل كاتس من هجوم إيراني وشيك بالصواريخ والطائرات المسيرة ردًا على الضربة الصهيونية .

الموقف الأمريكي وتأثير الهجوم على المفاوضات

نقلت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية عن الرئيس دونالد ترامب قوله إنه أُبلغ مسبقًا بالضربات. وفيما أكدت واشنطن عدم ضلوعها في الهجوم، قال مسؤولون أمريكيون إن الكيان الصهيوني  أبلغ الولايات المتحدة بأن الضربة كانت "ضرورية للدفاع عن نفسها". وأكدت الإدارة الأمريكية أن أولويتها هي حماية قواتها في المنطقة.

تأتي هذه الضربات قبل يومين فقط من جولة مباحثات جديدة كانت مقررة بين طهران وواشنطن في العاصمة العمانية مسقط بشأن الملف النووي الإيراني، والتي وصلت إلى مرحلة متعثرة. ورغم التصعيد، أعلن مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة لا تزال تأمل بإجراء المحادثات يوم الأحد.

وقد أغلقت السلطات المجال الجوي في كل من الكيان الصهيوني  وإيران والعراق عقب الهجوم، الذي أدى أيضًا إلى قفزة كبيرة في أسعار النفط العالمية.ويشتبه الغرب و الكيان الصهيوني  بأن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامجها السلمي، وهو ما تنفيه طهران بشدة.