الرباعي التونسي الحائز على نوبل للسلام يرشح المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز للجائزة ذاتها

الشعب نيوز / تونس - في خطوة لافتة تعيد إلى الأذهان قيم العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان، أعلن الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2015، عن ترشيحه الرسمي للسيدة فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لنيل الجائزة المرموقة.
ويضم الرباعي التونسي كلاً من الاتحاد العام التونسي للشغل، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. وقد جاء هذا الترشيح كتعبير عن تقدير هذه المنظمات العريقة للدور الذي تلعبه ألبانيز في الدفاع عن القانون الدولي في ظل ظروف بالغة التعقيد.
في رسالة الترشيح التي امضيت اليوم الاثنين 14 جويلية 2025 و الموجهة إلى لجنة نوبل النرويجية، أكد الرباعي أن "السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا على أساس العدالة واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان وحق الشعوب في التحرر". وأشادت الرسالة، التي حملت توقيع قادة المنظمات الأربع، بشجاعة ألبانيز والتزامها المبدئي في فضح الانتهاكات الممنهجة للقانون الدولي الإنساني.
ووصفت الرسالة تقارير ألبانيز، مثل تقريرها الشهير "تشريح الإبادة الجماعية"، بأنها لم تكن مجرد توثيق قانوني، بل "صرخة إنسانية قوية في وجه الظلم والقتل الجماعي والتهجير والتجويع". وأضافت الرسالة أن ألبانيز اختارت أن تكون "صوتًا للضحايا، متسلحة فقط بقوة القانون والحقيقة" في وقت يسود فيه الصمت والتحيز السياسي.
ويأتي هذا الترشيح ليؤكد على أن المبادئ التي تأسست عليها جائزة نوبل للسلام لا تزال حية وضرورية. ويعتبر منح الجائزة لألبانيز، بحسب الموقعين، رسالة قوية للعالم بأن "الشجاعة في قول الحقيقة والالتزام بالعدالة هما الركيزتان الأساسيتان لتحقيق سلام دائم وعادل".
* سيرة ذاتية: فرانشيسكا ألبانيز
فرانشيسكا ألبانيز هي محامية وخبيرة قانونية دولية إيطالية، تشغل منذ عام 2022 منصب المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
عُرفت ألبانيز بمواقفها الجريئة وتقاريرها المفصلة التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي.
*التعليم والمسيرة المهنية:
حصلت ألبانيز على شهادة في القانون مع مرتبة الشرف من جامعة بيزا، ودرجة الماجستير في حقوق الإنسان من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن (SOAS). كما أنها حاصلة على درجة الدكتوراه في القانون الدولي للاجئين من كلية الحقوق بجامعة أمستردام.
قبل توليها منصبها الحالي، عملت كخبيرة في حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة لأكثر من عقد، بما في ذلك في مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وخلال مسيرتها، ركزت أبحاثها وكتاباتها الأكاديمية على الوضع القانوني للاجئين، والحماية الدولية، والاحتلال العسكري.
* مقررة خاصة للأمم المتحدة :
منذ توليها مهامها كمقررة خاصة، أصدرت ألبانيز عدة تقارير أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا. كان أبرزها تقريرها الصادر في مارس 2024 بعنوان "تشريح الإبادة الجماعية"، الذي خلص إلى وجود أسباب معقولة للاعتقاد بأن "عتبة الإبادة الجماعية" قد تم تجاوزها في غزة.
تواجه ألبانيز انتقادات وضغوطًا مستمرة بسبب مواقفها، لكنها تواصل الدفاع عن ولايتها، مؤكدة أن عملها يستند فقط إلى القانون الدولي والمعايير العالمية لحقوق الإنسان. وتعتبر اليوم واحدة من أبرز الأصوات الدولية التي تدعو إلى المساءلة والعدالة للشعب الفلسطيني.