دولي

حاتم العويني على متن "سفينة حنظلة": رسالة تونسية لكسر الحصار ونُصرة غزة

 الشعب نيوز | المحرّر - انطلقت سفينة "حنظلة" في مهمة إنسانية نضالية جديدة نحو غزة، وعلى متنها عدد من النشطاء الأحرار من مختلف أنحاء العالم، ومن بينهم الرفيق حاتم العويني، الذي تطوع للمشاركة في هذه الرحلة متحديًا الحصار والتهديدات الصهيونية، ومجسدًا فعلاً وقولاً انخراطه في نضال الشعوب الحرّة ضدّ الإبادة والظلم.

مهمة السفينة: كسر الحصار وفضح الاحتلال

تهدف رحلة "حنظلة"، التي تنظّمها مجموعة من التحالفات الدولية المناهضة للاحتلال، إلي كسر الحصار المفروض على أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، ومنع ترحيل السكان الأصليين قسرًا وفي نفس الوقت محاولة إيصال مساعدات رمزية وإنسانية.

كما تهدف الرحلة إلى فضح سياسة التجويع والتعطيش التي تمارسها آلة الاحتلال، وإلى التأكيد على حقّ الحياة للفلسطينيين في وجه محاولات الإبادة والتهجير.

وقد حملت السفينة اسم "حنظلة"، في إشارة رمزية إلى شخصية ناجي العلي الكاريكاتورية، التي باتت عنوانًا للمقاومة الصامتة والعنيدة، وجسّدت لعقود رفض التطبيع والتخاذل.

العويني: انخراط عملي في مقاومة شعبية أممية

من جانبه، اعتبر حاتم العويني، وهو مناضل نقابي وسياسي وطني ديمقراطي تونسي معروف بمواقفه المساندة للمقاومة وللحركات التحررية، أنّ مشاركته في هذه الرحلة ليست فقط تضامنية، بل هي "انخراط عملي في صمود العالم الحرّ، وأحرار الإنسانية وحرّايرها، ضد حرب الإبادة العدوانية والإجرامية التي تُشنّ على غزة"، وفق تعبيره.

وأضاف العويني في تصريح سابق:

"نحن عُشّاق حياة ولكن لا نخشى الموت من أجل الحقّ. هدفنا وقف الإبادة، وكسر الحصار، ومنع التهجير، والوقوف بوجه كلّ محاولات تركيع الشعب الفلسطيني."

رسالة من تونس إلى فلسطين والعالم

وجود تونسي على متن "حنظلة" ليس حدثًا عابرًا، بل يحمل رسائل متعدّدة لعلّ أهمّها أنّ تونس، رغم الجراح، لا تزال وفية للقضية الفلسطينية وأنّ النضال من أجل العدالة ليس محليًا بل كوني. وإنّ الرحلة كسابقتها في سفينة التحام الشعوب هو السبيل الأنجع لكسر هيمنة الاحتلال والعنصرية.

"مهما اختلفنا في تونس، فإننا نتوحّد حول فلسطين، ونلتقي حول الحق، ونرفض كل أشكال الاستعمار، والصهيونية، والاستغلال الرأسمالي"، كما جاء في رسالة مفتوحة وُجهت إلى العويني ورفاقه، نُشرت على منصات التواصل.

https://www.facebook.com/Free.tn.bloggers45/videos/620267983974830?locale=fr_FR

"حنظلة " هي خطوة في مسار رحلات التحدّي البحرية

تأتي رحلة "حنظلة" الحالية  في سياق تاريخ طويل من التضامن العملي من البحار نحو غزة، 

وكانت أوّل رحلة إلى غزّة سنة 2008 على متن قاربين تمكّنا من الوصول إلى سواحل غزّة ولقيا استقبالا فلسطينيا كبيرا وحملت الرحلة شعار "الحرية لغزّة Free gaza/ liberty

في مايو 2010، نظمت مجموعة من المنظمات الدولية، بقيادة Turkish IHH وFree Gaza، أسطولًا مكوّنًا من ست سفن، كان أهمها MV Mavi Marmara، وكان على متنه نحو 700 ناشط من 40 دولة، إلى جانب آلاف أطنان الإمدادات الإنسانية

عندما حاول الأسطول الاقتراب من غزة، قامت البحرية الإسرائيلية باقتحام السفن في مياه دولية وأسفرت العملية عن مقتل 9 ناشطين وجرح العشرات، ما أثار احتجاجًا دوليًا واسعًا وألّف عشرات التحقيقات الدولية والمحلية على مدى سنوات منها:

2011 – Freedom Flotilla II ("Stay Human") شارك فيها أكثر من 300 ناشط عبر نحو 10 سفن، لكن معظمها احتُجز أو تعرض للتضييق قبل الإقلاع، بينما تم اعتراض سفينة فرنسية واختطاف طاقمها في البحر

2015 – Freedom Flotilla III غادرت من السويد بقيادة السفينة "Marianne"، لكنها توقفت من قبل البحرية الإسرائيلية حوالي 100 ميل بحري، وتم اعتقال الناشطين وإعادتهم إلى دولهم.

2018 – Just Future for Palestine flotilla شملت سفينتي "Al Awda" و"Freedom"، تم اعتراضهما في المياه الدولية، وأُبلغ بعض النشطاء بتجارب عنف وسجن مؤقت قبل الترحيل.

ثم نتيجة التضييق الذي مارسته قوات الاحتلال وبعض البلدان الحليفة لها، اعتمد المنظمون أنماطًا بديلة مثل "Handala: For  the Children of Gaza"  التي دارت حول رسائل التوعية والوقوف من المدن الأوروبية، مع استمرار محاولات الإبحار الرمزية كوسيلة لفضح الحصار.

وكانت رحلة سفينة "Madleen" آخر رحلة قبل رحلة سفينة "حنظلة" وشكّلت تحدّيا جديدا ففي جوان 2025، خرجت سفينة "Madleen" التابعة لـ Freedom Flotilla Coalition من ميناء سيكليا الإيطالي، وعلى متنها 12 ناشطًا بينهم Greta Thunberg، بالإضافة إلى مساعدات رمزية. لكن القوات الاختلال اعترضتها في المياه الدولية ونقلتها إلى ميناء أشدود، حيث احتُجز الناشطون قبل ترحيلهم مؤقتًا.

وقد نجحت Madleen، رغم توقفها، في إعادة القضية إلى واجهة الاهتمام الدولي، وتوجيه انتقاد لإجراءات الحصار والإهمال الذي تمارسه حكومات عدة نحو مسؤولياتها الإنسانية والقانونية

الشعب نيوز ستتابع عن كثب تطورات الرحلة، التي تبقى محفوفة بالمخاطر، في ظل التهديدات الصهيونية المستمرة. لكن الإرادة الشعبية العالمية باتت اليوم أكثر جرأة في كسر جدار الصمت والخذلان، وفي إعادة الاعتبار للقيم الإنسانية الأصيلة.