اتحاد الشغل بقفصة : مأساة جديدة تكشف انهيار المنظومة الصحية العمومية

الشعب نيوز/ وسائط - تعيش المستشفيات العمومية في تونس منذ سنوات حالة من التردي المتواصل، جعلت المواطن البسيط عاجزًا عن الحصول على حقه الدستوري في الصحة والعلاج.
فالبنية التحتية المهترئة، والنقص الفادح في التجهيزات والإطار الطبي، فضلاً عن غياب الإرادة الجدية للإصلاح، جعلت من أبواب هذه المؤسسات عائقًا أمام المرضى بدل أن تكون ملاذًا لهم. وتزداد الصورة قتامة في ولاية قفصة، حيث تحوّلت الوعود الحكومية المتكررة بالنهوض بالقطاع الصحي إلى حبر على ورق، بينما يدفع الأهالي ثمن هذا التقصير بأرواح أبنائهم.
في هذا السياق، هزّت فاجعة جديدة الرأي العام المحلي بمعتمدية القصر من ولاية قفصة، حيث فقدت عائلة البحيري ابنتها بعد أن رفض قسم الاستعجالي بالمستشفى قبولها بسبب انتهاء صلوحية دفتر العلاج، وذلك وفقًا لتعليمات إدارة المستشفى. هذه الحادثة المأساوية دفعت الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة إلى إصدار بيان شديد اللهجة حمّل فيه السلطات الجهوية والوطنية المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة.
وقد ترحّم المكتب التنفيذي على الفقيدة وقدّم تعازيه لعائلتها، مؤكدًا أن هذه الفاجعة ليست الأولى التي تشهدها الجهة بسبب تقصير المؤسسات الصحية وانعدام المعدات والتجهيزات الأساسية لتقديم الخدمات الضرورية، خاصة في الحالات الاستعجالية.
وذكّر الاتحاد بأن التمتع بالخدمات الصحية هو حق دستوري على الدولة أن تضمنه بالكفاءة المطلوبة، مؤكدًا أن الحكومات المتعاقبة لم تفِ بتعهداتها السابقة للنهوض بالوضع الصحي في قفصة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وتدهور المرافق الصحية العمومية.، كما حمّل المكتب التنفيذي كامل المسؤولية لمختلف السلط الجهوية والوطنية، مطالبًا بتوفير التجهيزات الحيوية وسدّ النقص الكبير في الإطار الطبي وشبه الطبي بشكل عاجل.
وختم الاتحاد بيانه بدعوة كافة أبناء الجهة وقواها الحية إلى التحرك العاجل والحازم للدفاع عن حقهم في خدمات صحية لائقة وعن حقهم في الحياة الذي تكفله المواثيق الدستورية والإنسانية.