21 سنة مرت على استشهاد محمد الدرة في انتفاضة الاقصى
ما زال مشهد استشهاد محمد الدرة، عالقا في الأذهان يدمي القلوب، كلما استعادت الذاكرة لحظة اغتياله الجبانة برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال انتفاضة الأقصى، التي وثقتها عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان، حيث كان الطفل يحتمي بوالده جمال خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما القدري، وسط محاولات تبادل إطلاق النار، أثناء ذهابهما لشراء سيارة جديدة للعائلة، ليلقى الطفل الصغير حتفه في حضن أبيه.
مشهد استشهاد محمد الدرة، المأساوي، الذي استمر لأكثر من دقيقة، عرضته الشاشات أثناء احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وسط إشارات من الأب، للمحتلين بوقف إطلاق النيران والغبار، وركود الصبي على ساقي أبيه.
ورغم مرور 21 عاما، على تلك اللحظات الصعبة، إلا أنها لم تغب أبدا عن ذهن والده، ولا عن والدته التي اعتصر فؤادها عليه هي الأخرى، لتعيش في حالة من الآلم والوجع ممتزجة بالفخر.
أول ظهور لوالدة الشهيد محمد الدرة
ظهرت والدة الشهيد محمد الدرة، للمرة الأولى في وسيلة إعلامية، عقب مرور 21 عاما على رحيل نجلها، إذ ظهرت في بث مباشر، بحجاب بسيط، من داخل منزلها برفقة زوجها، ودموع الفخر في عينيها، ومن خلفها صورة لنجلها الراحل تضم لقطات من مشهد الاستشهاد، وهو في أحضان والده، مدون عليها تاريخ تلك الليلة 30 سبتمبر 2000.
«أصعب يوم كان يوم استشهاده، كأنه امبارح»، بهذه العبارة، بدأت والدة الشهيد محمد الدرة، حديثها عن كواليس استشهاد طفلها قبل 21 عاما، معبرة عن إحساسها بالاعتزاز كون نجلها الشهيد أصبح أيقونة انتفاضة الأقصى ورمز للأطفال الفلسطينين: «فخورة أنى والدة الشهيد محمد الدرة، هو أيقونة شهداء الانتفاضة وأطفال فلسطين».