آراء حرة

خاطرة : دفاعا عن الاتحاد

الشعب نيوز/ عبد العزيز بوعزّي: كنت اليوم هناك في ساحة محمد علي وإختلطت بأمواج الجماهير الهادرة التي لمست من خلال وجوه الناس وشعارات حرائر وأحرار الاتحاد مدى خوفهم على إتحادهم وصدقهم وعزمهم على التضحية بكل شيء دفاعا على منظمتهم التي عبروا على عشقهم لها

فالاتحاد ليس مجرد مؤسسة كباقي المؤسسات إدارية أو حزبية بل منظمة وطنية ينتسب إليها أبناء الشعب

التونسي من العمال بالفكر والساعد وهو غير منزل من السماء والمنتسبين إليه ليسوا ملائكة فكما أن هناك الوطنيون الواعون بدورهم ومسؤوليتهم في شعبنا هناك الانتهازيون والخونة وعديمي المسؤولية وكذلك في الاتحاد الذي هو صورة مصغرة لمجتمعنا فيه الطيبون وبينهم بعض الاشرار والانتهازيون ولكن يبقى الاتحاد مدرسة للوطنية والايثار تسعى الى توعية المنتسبين إليه بحب الوطن وخدمة الكادحين والتضحية في سبيلهم ومسيرة الاتحاد تفرز بين الصالح والطالح وتلفظ من انخرط في العمل النقابي لخدمة مصالحة الذاتية ومن انتسب للاتحاد إيمانا بدوره ومسؤوليته تجاه شعبه ووطنه ومثلما كان للاتحاد دور في الدفاع عن الشغيلة لعب كذلك دورا وطنيا ولازال في سبيل عزة تونس وسيادة شعبها وكان الزعيم فرحات حشاد نموذجا للتضحية كما كان الاتحاد وعبر تاريخه الخيمة والملجأ الذي إلتجأ له كل صاحب رأي حر للتعبير عن ذاته وانتقاد السلطة في الوقت الذي عجزت فيه التنظيمات السياسية على ذلك لقمع الأنظمة لها وقدم لنا الاتحاد الحماية من عسف السلطة وتجاوزاتها على الحقوق الفردية والعامة لذلك لا يجب أن نسقط في التعميم بالقول أن الاتحاد كله غير مقبول ووجب علينا التنسيب فما لا يقبل كله لا يرفض كله ويبقى الاتحاد نموذجا للمنظمة الوطنية المتجذرة في تاريخ تونس فلا يمكن أن نتصور تونس بدون اتحاد ولا اتحاد بدون تونس ولا كما يعتقد البعض من محدودي الثقافة والمنبتين والذين ليست لهم ذاكرة أنه يمكن فسخ الاتحاد بجرة قلم . فأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا انخرطت في الاتحاد منذ 41 سنة ولم أنتسب إليه يوما من أجل مصلحة شخصية ولم أستغل وجودي في الاتحاد من أجل تحقيق منفعة خاصة بل أن وجودي في الاتحاد قد ألحق بي الاذى والتتبع وتعطيل مساري المهني.

وقد تحملت مسؤولية إدارية باستحقاق بعد 2011 حيث كان الحزب الحاكم يقتصر على اسناد الخطط الوظيفية فقط للمنتسبين إليه ولم أتخل في الادارة عن مسؤوليتي النقابية وكنت أوازن بين الواجبات والحقوق ونجحت في ذلك فلم أمنح حق لغير مستحق ولم أفرط في حق المؤسسة بدون موجب ومازلت أؤمن بالعمل النقابي الصحيح ولست الوحيد فأمثالي كثر داخل الاتحاد لذلك لا أتصور أن تكون تونس بدون إتحاد حيث تتوسط راية الاتحاد راية تونس ومازلت مستعدا للدفاع عن الاتحاد العام التونسي للشغل حرا ديمقراطيا ومناضلا. ورغم بعض القصور في بعض الفترات من تاريخه يبقى الاتحاد المنظمة الوحيدة في بلادنا التي تدافع عن حقوق الشغالين المغتصبة من رأس المال الاناني فاستغلال عرق الكادحين لن ينتفي من الدنيا والانسان منذ نشأت الملكية الخاصة يستغل غيره والدولة الرأسمالية عامة ومهما اتصفت بصفة الاجتماعية والانسانية تنحاز دائما الى صف رأس المال بل أن وجودها أصلا لحمايته، فمادام هناك استغلال يجب أن يكون هناك إتحاد ولأنني أحب الإنسان وأكره الاستغلال فسأدافع عن الاتحاد لمنع استغلال الانسان لأخيه الانسان حتى يرث الله الأرض وماعليها ...

عبد العزيز بوعزي نقابي وأفتخر