آخر ساعة

من قصص ألاسطول: سيدات تزيّنن بالوان فلسطين ومن أجل غزة تجشّمن الاتعاب والصعاب​​​​​​​

الشعب نيوز/ متابعات - على متن سفن الاسطول، عند اطلاقه واثناء التحضير لانطلاقته، رأينا نساء كثيرات حضرن في كل آن وحين، شاركن في كل حيثية، ناقشن، تنازلن عن رفاهيتهنّ، تركن عائلات، ازواجا واطفالا، ضحّين براحتهن، بمكاسبهن وربما صادفن بعد العودة مشاكل خاصة.

أمنّ بالقضية ومن أجلها تجشّمن الاتعاب والصعاب وأقبلن على خوض مغامرة لا أحد يعلم حتى الان عاقبتها، تزيّنن بالوان فلسطين، علما، كوفية، غطاء، رداء، قميصا.

كما لم يدافع عنها أحد   

حفظن تاريخ سيدة الارض، تلبّسن تفاصيلها ومطالب ابنائها، اطفالا، نساء ورجال، وصرن يدافعن عنها كما لم يدافع عنها أحد.

عرفنا أسماء بعضهنّ ولكن لم نتمكّن من التعرف على البقية، هنّ بالنسبة لنا، في هذا المقال على الاقل، في نفس المنزلة، فحرصنا على تحيتهن من خلال ما أمكن جمعه من صور ننشرها هنا تكريما لهم وشدّا على ايديهن حتى يكملن مهمّتهن.

كثيرات منهنّ تحدّثن في " لايفات " وأخريات كتبن، وعبّرن عن آراء وقدّمن أفكار. توقّفنا، من جهتنا، عند نصّ مكتوب للثائرة سيرين الغرايري، رأينا ان نعيد نشره اعتقادا منا انه يلخّص او يترجم او يعكس كل ما تفكّرفيه الانسات والسيدات.

الحقيقة لا تُغرقها الأمواج

تكتب سيرين: بتوقيت سفينة دير ياسين، حيث البحر شاهد والريح مرسال، أكتبُ لأقول إن الحقيقة لا تُغرقها الأمواج، ولا تصادرها أساطيل الغاصب. مهاجمة أسطول مدني بتهمة الإرهاب ليست قوة، بل قمة الغباء التاريخي، أيُّ قانونٍ هذا الذي يبرر قتل الأطفال؟ وأي عدالةٍ تلك التي تشرّع حرق النساء والرجال في الخيام وهم نائمون مطمئنون لظل الليل؟

الكيان الغاصب لم يكن يومًا دولة، بل كذبة عارية خُلقت في مختبر الوهم، حشرة حقيرة صُنعت لتحتل العالم باسم “الأمن”، لكنه في الحقيقة أوهن من بيت العنكبوت. غبيّ لأنه يظن أن القوة تصنع الخلود، هشّ لأنه يرتجف من كلمة، ويرتعب من رغيف خبز يُحمل إلى جائع، أجبن من أن يواجه حقيقة أنه يعيش على جثث الأبرياء...

أما غزة، فهي ليست مجرد جغرافيا محاصرة، إنها روحٌ تمتد أبعد من الحصار. غزة صلاة تُرفع في الليل، ودمعة تتحول إلى يقين، ودمٌ يُكتب كعهد أبدي أن الحرية قدرٌ لا يمحوه ظلم. غزة هي الآية التي تفضح عجز الطغاة، والبرهان أن من عاش على الحق لا يُهزم، حتى لو اجتمعت عليه أمم الأرض.

أنتم معجزة الزمن

من عرض البحر، أرسل سلامًا للشباب هناك، أنتم لستُم مجرد بشر، أنتم معجزة الزمن، أنتم البذرة التي تذكّرنا أن الحياة لا تموت حتى وسط الركام. كل ابتسامة منكم هي سيف، وكل دمعة منكم كتاب، وكل صبر منكم جدار لا يخترقه الغاصب.

نرفض الاحتلال، نرفض الإبادة، نرفض أن يُحوَّل الحق إلى تهمة، والحرية إلى جريمة. هذا الكيان المسخ، مهما طغى وتجبر، يبقى مهددًا بزوال محتوم، لأنه وُلد من وهم وسيعود إلى وهم.

وغزّة… ستبقى حرّة، حرّة لأنها مؤمنة، حرّة لأنها صابرة، حرّة لأنها لا تركع إلا لله

* اطلعوا على الصور التي جمعناها في صفحتنا الخاصة:   https://tinyurl.com/achaab-naqaby